شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للشاعر محمد نعيم بربر (1)
تم نظم هذه القصيدة بعد أول زيارة للشاعرة إلى دار الأستاذ عبد المقصود خوجه في مدينة جدة لحضور ندوة الاثنينية بتاريخ 12/6/1418هـ، الموافق 13/10/1997م، حيث تركت هذه الزيارة ارتياحاً كبيراً وأثراً في نفس الشاعر، وذلك من خلال الضيافة الكريمة والحفاوة العارمة من صاحب الدار بزواره وضيوفه، وكذلك من خلال الجو الساحر والمناظر الخلابة في حدائق القصر التي ذكرته بقصور الشعراء الأمراء في تاريخ العرب المجيد في الأندلس فأنشد يقول:
((دارُ مجدٍ))
دَارُ مَجدٍ تُعَانِقُ المَجدَ فِيهَا
خَافِقَاتُ السَّحَابِ، شَوْقَاً وبُشْرى
وَتُحَاكِي النجومَ، فالأرضُ فِيها
مِنْ شُعَاعِ النّجومِ، تُنْبِتُ دُرا
هَامَ فِيهَا قَلْبِي وَصَفَّقَ وَجْداً
خِلْتُ قَلْبي مِنْ خَفْقَةِ الوَجْدِ نِسْرَا
طَارَ فِيهَا يُسَابِقُ الرّيْحَ شَوْقَاً
ثُمّ يَحنو فَتَنْطِقُ الأرضُ شِعْرَا
دَارُ مَجْدٍ أَمْ دَارُ سِحْرٍ وَفَنٍ
حِرْتُ فِيهَا! وَفَاضَتِ الرُّوحُ بِشْرَا
وَقَدِيماً قَدْ حَارَ مِثلِي أُنَاسٌ
فَهي تَحْكِي مِنْ جَنّةِ الخُلدِ قَصْرَا
هَامَ فِيهَا الشُّعارُ شَوقاً وَعِشْقَاً
فَبَنَاهَا لِلشِعْرِ (خُوجَهْ) مَقرَا
وَحَماهَا بِالحُبِّ حِصْناً مَنِيْعَاً
فَهَي لَيْسَتْ لِلْمَارِقِينَ، مَمرا
هِمْتُ فِيهَا في بَحرِ شِعْري غَرَامَاً
فَهيَ فُلْكٌ تَموجُ بَرْاً وَبَحْرَا
فَلَديْهَا مِنْ شَاطِىءِ البَحْرِ ثَغْرٌ
قَبَّلَ البَحْرُ مِنْ ثَنَايَاهَا ثَغْرَا
وَلَدَيهَا مِنْ خَافِقِ البَرِ قَلْبٌ
يَسْتَثِيرُ النَّدَى`، أَرِيْجَاً وَعِطْرَا
وَمِنْ المَاءِ فِي يَدِ الدَّارِ نَهْرٌ
سَكَبَتهُ فِي أَكْؤُوسِ الحُبِّ خَمَرَا
والنوافِيرُ مِنْ شَذَا العِطْرِ عَينٌ
تَقْطُرُ الدَّمعَ فِي فَمِ الزَّهرِ قطْرَا
فَهَو أَنقَى فِي الحُبِّ مِنْ أي قطْرٍ
وَهَو أَغلَى مَهرَاً، وَأَكْثُر طُهْرَا
خَطَبَتْ ودَ صَاحِبِ الدارِ حُباً
وَوَفَاءً مَا عَادَ ذَا الحُبّ سِرا
تَتَبَاهَى كَأنَ ذَا الدَّمْع دُرٌ
قَدَّمَتْهُ لِصَاحِبِ الدَارِ مَهْرَا
والنَّخِيلُ المِعْطَاءُ كَمْ زَادَ عِشْقاً
هَامَ فِيهَا مُذْ كَانَ طِفْلاً أَغَرَا
قَدْ سَقَاهُ النَّدى` مِنْ الحُبِّ شَهْداً
وَرَوَتْهُ الثَرى، رُواءً، ونُضرَا
وَالعَصَافِيرُ كم تَغَنْت هُيَاماً
في زَوَايَاهَا وَابْتَنَى الطَيْرُ وَكْرَا
فَكَأنِي بِهَا مِنْ الخُلْدِ دَارٌ
عَبَقُ المشْرِقَينِ فِيهَا اسْتَقْرَا
(فَقُصُور الحَمْرَاءِ) بَعْضَ زَوَايَا
هَا اسْتَعَارتْ والبَعْضَ إِيوانُ كِسْرَى
ذَكرتَنِي (بِابنِ الخَطِيبِ) أَدِيباً
(وَابنُ زَيْدُونَ) شَاعر الحُبِّ حُرَا
(وَابن عبّاد) حِيْنَ كَانَ مَلِيكاً
زَادَهُ الشِّعْرُ في حِمَى المُلْكِ قَدْرَا
عَمَرتْهَا في أَهلِهَا الغُرّ عِزَّا
مُكْرَمَاتٌ بِالخَيْرِ تَنْضَحُ تِبْرَا
سَكَنَتْها قِدَمَاً مَضَاربُ طَيء
وَابْنُ (خُوجَه) قَدْ زَادَهَا اليَومَ فَخْرَا
فَتَسَامتْ بِالجُود قَصْراً مُنِيْفاً
وَتَآختْ بِالحُبِّ رُوْحَاً وفِكَرا
كُلُ شَيءٍ فِيهَا يَشِعُ وَفَاءً
كُلُ رُكنٍ فِيْ الدَارِ يَنْطِقُ سِحْرَا
يَا لدَار تَعَلَّقَ القَلبُ فِيهَا
فَاسْتَعادَتْ رُوحِي بِها أَلفَ ذِكْرَى
 
طباعة

تعليق

 القراءات :542  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.