شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد المقصود خوجه بذكائه الاجتماعي وروحه الأدبية:
نجاح أية صحيفة يقاس بتعدد ألوان طيفها (1) ..!
حاوره: أحمد عدنان
الحديث مع عبد المقصود خوجه، شاعراً وأديباً، له نكهته الخاصة جداً، ليس لأنه صريح وذكي فحسب، وليس لأنه صاحب صالون أدبي يضاهي المؤسسات الثقافية، وليس لأنه أحد الأدباء الأثرياء. ليس لهذا فقط..
ولكن لأنه نقطة تقاطع عندها الكثير من الاتجاهات الإبداعية في المملكة، فهو على صلة بها جميعها، ويتشابك مع فعالياتها بالقدر الذي يغبطه ـ إن لم يحسده ـ عليه الكثيرون..
ولهذا فإننا نعتد بالحوار معه، لأنه قادر على التعبير عن رؤيته بذكاء اجتماعي جميل، وروح أدبية نافذة، وصوت يصل إلى الآخر دون أن يجرحه..
إذن فلنقرأ ملامح هذا الوجه الأدبي في هذا الحوار..
تسويد الصفحات ليس حرفتي.. وهذه هي قصة ((الندوة))!
الأندية الأدبية لا تسعى إلى تفعيل قرارات الرئاسة!
ليس لي في (( الاثنينية )) غير الكرسي الذي أجلس عليه!
عشق النخيل
ـ ما سر عشقكم للنخيل؟
ـ عشق النخيل ليس مستغرباً لأنه رمز العطاء.. وهو كما سماه شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري ـ رحمه الله ـ ((سيد الشجر المقتنى)).
سلام على النخل ذي السعفات الطوال
على سيد الشجر المقتنى
فهو الأكثر ارتباطاً ببيئتنا وتراثنا وأصالتنا، ومكوّن أساسي في شعار مملكتنا.. كما أجده دائماً مقترناً بالخير والنبل والعطاء والشموخ.
تطوير الندوة
ـ حاولتم تطوير جريدة (الندوة) ولكن دون جدوى (كما ذكرتم في حوار سابق) لكن بعض أعضاء المؤسسات وصفوا محاولاتكم بالنظرية البعيدة عن التطبيق الفعلي والعملي فكيف تردّون؟
ـ لم أتعوّد الرد على أي رأي حول ما أقوم به، فلكل مطلق الحرية في التعبير عن آرائه بالطريقة التي يراها مناسبة، كما أن هذا الموضوع برمَّته قد تجاوزه الوقت، ودخلنا الآن في عمل مؤسسي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، الذي شكّل لجنة باسم ((اللجنة التنفيذية لتطوير مؤسسة مكة للطباعة والإعلام، تقوم بمهامها برئاسته مباشرة، وتضم في عضويتها شخصيات مرموقة ومعروفة بغيرتها على هذا الصرح الإعلامي العريق، وشرفني بالانضمام إلى هذه اللجنة كنائب لرئيسها، وما زالت تعمل بصمت لتحقيق أهدافها الأساسية وفقاً لتوجيهاته الكريمة لتسهم في تطوير صحيفة ((الندوة)) من خلال تطوير مؤسسة مكة للطباعة والإعلام.
أداء الصحافة
ـ هل ترون أن أداء صحافتنا المحلية أرضى تطلعات الجمهور أم لا؟
ـ لعلّك توافقني أن إرضاء تطلعات الجمهور غاية لا تدرك، لأن الأذواق مسألة نسبية، فما أراه مناسباً ومرضياً قد يراه الآخر نقصاً كبيراً وخللاً ظاهراً، لذا أحسب أن تعدد ألوان الطيف في كل صحيفة يشير بطريقة غير مباشرة إلى نجاحها في استقطاب أكبر عدد من المهتمين، وليس بالضرورة أن يجتمع الناس كلهم على رأي واحد في المسائل النسبية.
حنين الكتابة
ـ توقفتم عن الكتابة الصحفية منذ حين من الزمن، ألا يعاودكم الحنين من جديد إلى القلم؟
ـ لم أكن قط ذلك الكاتب المحترف، فالكتابة بالنسبة إلي تلبي احتياجاً ذاتياً للتعبير عن وجهة نظر إذا كانت تشكّل إضافة للقارئ، أو بسطاً لموضوع يستحق المشاركة، أما الكتابة الانطباعية ومسألة تسويد الصفحات فليست من اهتماماتي، وآمل أن تنحسر من بعض الصحف.
طيب وكتبي
ـ ما رأيكم في ما كتبه الأستاذ زهير كتبي تعقيباً على مكاشفات الأستاذ محمد سعيد طيب عنه وعنكم؟
ـ الأخ الأستاذ محمد سعيد طيب ليس في حاجة إلى تعليق مني، فآراؤه وأفكاره وطرحه لمختلف القضايا متاح للجميع، وهو كأي مثقف مسؤول صاحب آراء لها تقديرها ويتحمّل مسؤولية أبعادها وطروحاتها، أما أفكار الأستاذ زهير كتبي فهي من شأنه، ولا أستطيع منع أي كان من التعبير عن آرائه، وهي في ذمة التاريخ.
تكريم الاثنينية
ـ ما نهج تكريم الاثنينية؟
ـ (( الاثنينية )) ما هي إلا كلمة شكر وتقدير وعرفان وامتنان.. رأيت أن أتقدم بها مع كوكبة من المثقفين ورجالات الصحافة والأدب والفكر لبعض أهل الحرف والإبداع الذين قدَّموا عصارة جهدهم لمنح الحياة شيئاً من ألوان قوس قزح.. وفي الوقت نفسه أسعى من خلالها لتوثيق مسيرة هؤلاء الروّاد الأفاضل بالصوت والصورة، ونقل ذلك التوثيق بالكلمة المكتوبة وحفظه للأجيال القادمة إن شاء الله، حيث تمكّنت بتوفيق من الله من نشر فعاليات كل الأمسيات منذ بدايتها في عام 1403هـ/1983م ضمن ثمانية عشر مجلداً، كما وجدت طريقها إلى موقع الاثنينية بالإنترنت حتى يطلع عليها كل من يرغب في دراسة هذه الحقبة من تاريخنا الأدبي المعاصر، ويمكن التفضل بزيارة هذا الموقع على العنوان: alithnainya.com.sa.
الشباب
ـ للشباب من اهتماماتكم نصيب خاص ولكن أين هم عن (( الاثنينية )) ؟
ـ هذا السؤال يوجه للشباب، وهم حريون بالإجابة عنه، فالاثنينية مشرّعة الأبواب لكل من يتعامل مع الكلمة، وأردد دائماً من يشرِّفنا يكرِّمنا، كما أنه ليس لها رقاع دعوة، وليس الأمر كما يصر بعض الزملاء الصحافيين بأن رقاع الدعوة قد وزعت!! فالاثنينية منتدى مفتوح لكل محبي الحرف، وأهلاً وسهلاً بالشباب وغيرهم في أي وقت طالما هم من المتعاملين مع الكلمة.. هذا من ناحية الحضور، أما من ناحية اعتلاء منصة التكريم لكل مبدع يستحق التكريم وله مشاركات وبصمات واضحة ومؤثرة في المجتمع سيجدني أول الباحثين عنه لتكريمه وتوثيق مسيرته.
طارق عبد الحكيم
ـ كرمتم الفنان طارق عبد الحكيم، ولكنكم تجاهلتم الراحل طلال مداح في حياته وبعد مماته لماذا؟
ـ تم تكريم الأستاذ العميد/طارق عبد الحكيم بتاريخ 19/7/1403هـ الموافق 2/5/1983م، وكذلك بتاريخ 25/6/1407هـ الموافق 23/2/1987م، ليس لأنه من أوائل الأصوات السعودية التي استطاعت أن تتجاوز المحلية والإقليمية فحسب، بل لانتخابه في دورتين لرئاسة المجمع الموسيقي العربي التابع لجامعة الدول العربية.. بالإضافة إلى أنه مؤسس أول فرقة موسيقية لإذاعة المملكة العربية السعودية، ومؤسس معهد الموسيقى بالمديرية العامة للأمن العام، وأول موسيقار سعودي يجيد قراءة السلم الموسيقي، وأول عربي ينال جائزة اليونسكو في الموسيقى.. وهذا لا يعني التقليل من قيمة أي فنان آخر لا سمح الله، لكنها منهجية (( الاثنينية )) التي تعمل على إبراز مختلف إبداعات المحتفى به.
توقف الاثنينية
ـ هددتم بإلغاء الاثنينية في إحدى الصحف ثم أنكرتم تهديدكم في صحيفة أخرى لكن الكاتب/محمد عمر العامودي أكد صدق التهديد فما هي الحقيقة؟
ـ الحقيقة أن (( الاثنينية )) ما زالت قائمة.. تؤدي دورها.. ولله الحمد.
ـ تحدّث الكاتب نفسه عن محتلّي المقاعد الدائمة في الاثنينية، ما تعليقكم حول هذه النقطة؟
ـ ظلت الاثنينية دائماً ملتقى جمع كريم من المثقفين.. في جوٍّ يسوده الود والتفاهم والإخاء، وأنا شخصياً ليس لي فيها غير المقعد الذي اقتعده بحكم إدارة الجلسات، وخلاف ذلك ليس لي دور يذكر، فهي ملك روّادها الأفاضل وهم أدرى بشؤونها.
جفاء
ـ ما سر الجفاء الحاصل بين اثنينيتكم والمرأة فهي لا تحضر ولا تكرَّم؟
ـ كصحفي من أبناء هذا البلد الكريم.. لا شك أنك تعلم خصوصية المرأة في المجتمع السعودي، والالتزام بعدم الاختلاط في جميع الأحوال.. كما أن الموقع غير مهيأ لعمل دائرة تلفزيونية مغلقة، وإن كنا نقوم بذلك في حالات محدودة، ولسدِّ هذه الثغرة فيمكن للسيدات الفضليات الإفادة من قراءة إصدارات (( الاثنينية )) والدخول إلى موقعها عبر شبكة الإنترنت، وذلك ينفي الحاجة للاختلاط، علماً بأن أديباتنا دائماً مكان تكريم وإعزاز واعتزاز.
المرأة
ـ ما موقفكم من إصدار بطاقة شخصية للمرأة؟
ـ بعيداً عن النظرة الانطباعية والعاطفية لمثل هذه القضايا، أعتقد أنها في طريقها للظهور إن شاء الله مهما قربت أو بعدت المسافة أو الشقة.
ـ هل ترفضون عملها وقد ذكرتم أن أمومتها هي دورها الأهم؟
ـ ما زلت عند رأيي أن أمومتها هي التاج الذي تفخر به، أما عملها فهو أمر واقع وتحصيل حاصل، ولا يمكن لعاقل أن يعترض عليه، خصوصاً فيما يتناسب ومؤهلاتها وإمكاناتها وطبيعتها.
اصطلاح
ـ (تحرير المرأة) كيف تتعاملون مع هذا المصطلح؟
ـ هذا المصطلح من المحطات التي عفا عليها الزمن، وأحسبه دخل ساحة التداول منذ الثورة الفرنسية في العام 1789م، ثم انتقل إلى بعض الدول العربية التي تأثرت بالحضارة الغربية في وقت مبكر، وأحسب أن هذا المصطلح قد أصبح الآن في ذمة التاريخ، لأن المرأة لم تعد في حاجة إليه، خصوصاً في ظل التمسك بالكتاب والسنَّة اللذين يكفلان للمرأة قمة التكريم والحرية المؤطرة بقدرها وسموِّ مكانتها.
ليست جديدة
ـ ما رأيكم في أفكار نوال السعداوي، وهل ترون أنها نجمت عن حاجة المرأة وقهرها؟
ـ اطلعت على أفكارها وأحسب أنها اعتلت أسوار تحدَّث عنها غيرها بكثير من العقلانية المدعومة بما يلزم من الدلائل والبراهين والاجتهادات، ومما لا شك فيه أن الأفكار التي خاضت فيها ليست جديدة تماماً، وفي عجالة كهذه لا يتسع المقام لمناقشة أفكار بهذه الخطورة بما لها وما عليها، وعلى كل هذا الأمر مما لا ينطبق عليه لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.
المعلم القدوة
ـ ذكرتم أن وضع المعلم اجتماعياً لا يؤهله كي يكون قدوة، هل هذا الوضع نتيجة ظروف مادية أم سلوكية؟
ـ من المعلوم أن ينسحب البساط من تحت أقدام المعلمين في بعض المجتمعات إلى درجة غير مسبوقة.. في الوقت الذي تتركّز فيه الأضواء على غيرهم، ما ليس لي عليه اعتراض، ويظل المعلم شمعة تحترق في صمت.. هذه السلوكيات أفرزها المجتمع نتيجة المحاكاة غير الرشيدة لمجتمعات أخرى فأدت بالضرورة إلى ما نعانيه اليوم، ويمكن لكل مراقب أن يدرك هذه الحقيقة دون عناء، والحمد لله أن زمام الأمر لم يزل بأيدينا، رجوعاً إلى أصول التربية الأصيلة وعدم محاكاة الآخرين وأتباعهم لجحر الضب.
استحقاق
ـ هل انتقلت أهلية وأحقية القدوة للفنان ولاعب كرة القدم وهل ترون استحقاقكم لها؟
ـ القدوة هنا مسألة نسبية، فإذا كان المقتدي (بضم الميم وكسر الدال) يسير في طريق الإبداع في مجال كرة القدم أو الفن فمن حقه بالتأكيد أن يقتدي بمن سبقه في هذا المجال، وللمبرزين في هذه الفنون أحقية الريادة، أما إذا كان الاقتداء على نحو مطلق فطبعاً لا يجوز لجميع طلاب المدارس مثلاً أن يقتدوا بلاعبي كرة القدم أو المغنين الخ.. فالمسائل نسبية بدون تعصب أو وضع أطر لا تلزم أحداً إلا صاحبها.
المقاهي
ـ ألا تجدون أن فعالية المقاهي الأدبية كانت أقوى من الأندية الأدبية اليوم؟
ـ إذا كنت تتحدث عن ((المراكيز)) فلا شك أنها كانت ذات رونق وبهاء كبيرين، واستظل بها عدد كبير من أدباء الرعيل الأول الذين أسسوا الإبداع الثقافي والشعري والأدبي في هذا الكيان المعطاء، كانت تلك المنتديات على بساطتها وعفويتها تمثل بوتقة تصهر فيها الأفكار والرؤى وعندما تؤطر من خلالها مختلف الإبداعات تظهر بعد ذلك وكأنها أعمال جاءت بعد سنوات من الدراسات المتعمقة.. كانت السلبيات محصورة في أقل نطاق بينما الإيجابيات ترفرف عالية وتغمر بأشعتها فضاءات الكلمة، وتتحدث عن هموم الوطن بشمولية وعمق كبيرين، بالتأكيد لم تكن هناك وسائل أخرى ذات شأن تستأثر بالوقت كما الحال الآن، فكان النتاج بطبيعة الحال إبداعاً مميزاً لا يمكن تكراره، وعطاء خير بقي مع الزمن شاهداً على عصر النبوغ وشق صخور البدايات الصعبة.. وبالتأكيد لا توجد مقارنة بين تلك اللقاءات العفوية و ((الأندية الأدبية)) المعروفة بتنظيمها ولوائحها وإداراتها واستراتيجياتها وبرامجها وميزانياتها ـ رغم بعض السلبيات ـ فهذه كما يعلم الجميع إدارات نظامية ذات أهداف محددة، وتعمل وفق خطط مدروسة، بينما المقاهي الأدبية عبارة عن ملتقيات عفوية.. وكل ميسر لما خلق له.
الأندية
ـ ما الذي لا يعجبكم في أنديتنا الأدبية وتتمنون تغييره؟
ـ لا أقول إنه ليس بالإمكان أبدع مما كان.. لكن كثيراً من الأندية الأدبية تحاول جهدها أن تقدِّم أفضل ما لديها، وتستمع إلى النقد البنّاء الهادف، وتترسم الطريق نحو الأفضل، وأتمنى أن تسعى لتفعيل القرارات التي أصدرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بشأن إتاحة الفرصة للمرأة للاستفادة من إمكانات الأندية وفق الضوابط التي تراها مناسبة.. وقد سبق أن كتبت إلى فقيدنا الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ بهذا الخصوص، وتلقيت إجابة كريمة بأن الأمر قيد الدراسة، وأحسب أن الوقت قد حان لتجد شقائق الرجال مكانهن المناسب في الأندية الأدبية كافة، بحيث تتاح لهن الفرصة لإدارة عملهن بالطريقة التي يرينها، وفي هذا توفير لكثير من المصروفات لأن البنية التحتية موجودة، فقط تتم الإدارة عن طريقهن، ضمن أوقات محددة، ولديهن متخصصات في هذا الفن، مع الأخذ في الاعتبار تطبيق المبدأ نفسه على الأندية الرياضية بما يتيح لهن فرصة اكتساب مهارات رياضية متعددة، وشغل أوقات فراغ الفتيات بما يخدم المجتمع والمصلحة العامة.
نص
ـ هناك من يعامل النص معاملة قاسية ويؤوله ويوجهه نحو مناطق صعبة، ما رأيكم في هذه الاتكالية؟
ـ هذه الإشكالية بقدر ما تبدو شائكة من الوهلة الأولى إلا أن أعمال العقل والحكمة في مثل هذه الأمور يكون مقدماً على ما سواه، فالأصل في كل شيء الطهارة والنقاء والإباحة والنص الإبداعي لا يخرج عن هذه القاعدة، وبالتالي نتعامل معه بحسن نية إلى أقصى حد ممكن، ولا نحمِّل الكلمات أكثر من معانيها.. أما إذا رجحت كفة الشك بشأن أهداف ومرامي النص الإبداعي، ففي هذه الحالة يخضع لدراسة وافية مستفيضة من قبل مختصين، فإذا ثبت أنه يحتوي على ما يسيء فلا مناص من التعامل معه بما يتناسب وحجم المخالفة.
زوبعة
ـ ما رأيكم في الزوبعة المحيطة بروايات الحمد وحيدر حيدر؟
ـ إذا كنت تقصد رواياته الشهيرة العدامة ((دار الساقي ـ لندن ـ 1997م)).
الشميسي ((دار الساقي ـ لندن ـ 1997م)).
الكراديب ((دار الساقي ـ لندن ـ 1998م)).
شرق الوادي ((دار الساقي ـ لندن ـ 1999م)).
فقد قرأتها واستمتعت بها، بالإضافة إلى كتابيه الأخيرين ((السياسة بين الحلال والحرام)) و ((جروح الذاكرة)) عن دار الساقي بيروت.. بالإضافة إلى كثير من مقالاته الصحفية نتفق ونختلف حولها.
كما سعدت (( الاثنينية )) بالاحتفاء به وتكريمه بتاريخ 17/6/1420هـ الموافق 27/9/1999م.. وقد تحدَّث في تلك الأمسية أصحاب المعالي والسعادة الأساتذة الأفاضل: الدكتور محمد عبده يماني، ومشعل السديري، والدكتور عبد الله مناع، وداود الشريان، والدكتور سعيد السريحي، وناقشوا هذه الأعمال باهتمام كبير وألقوا عليها الضوء من مختلف الزوايا.. وببساطة يستطيع المتتبع لنمط روايات الأخ الدكتور الحمد أن يخرج بنتيجة محددة وهي أنه يكتب فكراً في ثوب رواية، أي إنه يتخذ الرواية مطية للوصول إلى أكبر عدد من المتلقين، فإذا كان هناك خلاف معه حول الفكر، فهذا أجمل ما نطمح إليه.. ويطمح إليه الأديب شخصياً.. فقد تعبنا من الاتفاق كما قال في معرض تعليقه على حديث معالي الدكتور محمد عبده يماني في تلك الأمسية، ذلك أن الاختلاف يشحذ الذهن، ويقوي الحجة، ويحشد آليات الحوار.. ولكل قارئ أن يرى العمل من وجهة نظره الخاصة، بعد القراءة والتحليل، وأعتقد أن الأخ الدكتور الحمد قد نجح إلى حد كبير في رمي حجر لتحريك جانب من مياه الثقافة.
أما رواية الأستاذ حيدر حيدر ((وليمة لأعشاب البحر)) فهذه قصة أخرى، لأن رأيي فيها أو رأي أي شخص في هذا المقام هو ظلم فادح لأخي الدكتور الحمد، فدعنا نتكلم عنها إذا أردت في موقف بمقام ومقال آخر.
النفس
ـ أين موقعكم من التيارات الفكرية والثقافية على وجه العموم؟
ـ لا أجيد فن العوم في الحديث عن النفس، لكني أستطيع القول بأنني منفتح على كل التيارات والمدارس الفكرية والثقافية والأدبية، وأنتخب في قراءاتي لأقصى حد ممكن، فالوقت لم يعد متاحاً بكامله للقراءة فقط، وفي النهاية البقاء للأصلح.
فكر
ـ يتهم المحافظون أهل الحداثة بعلمنة الفكر والأدب وبهرولتهم نحو الغرب، هل توافقون على ذلك؟
ـ مما لا شك فيه أن نتاج الفكر البشري في مجالات الفكر والأدب والعلوم التقنية يعتبر محايداً، وبالتالي يمكن أن يخدم مختلف التيارات، فالأدب الجاهلي كان يحتفل بالشعر، وظل ((الشعر)) قائماً بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحتى يومنا هذا، يخدم مختلف الأغراض.. فإذا كان هناك من عيب فهو فينا وليس في وسائل التعبير من قصة ورواية وشعر وفنون.. فهذه لا ((تعلمن)) ولا ((تؤدلج))، لكنها تعبِّر عن أفكار من يستخدمها.. أما موضوع الهرولة نحو الغرب.. فهي عبارة مطاطة لا توضح المعنى المطلوب بالضبط، فقد ترجم العرب في العصر الأموي والعباسي الكثير من كتب الرومان، والإغريق، والهند، ونقلوا عنهم أيضاً بعض العلوم كالفلسفة والطب والفلك والكيمياء، وهو عصر الانفتاح الكبير الذي آزرته فيما بعد عصور مشرقة في الأندلس اتسمت بالرقي والسبق في كل نواحي الحياة، مع إشراقات هنا وهناك أثرى بها الأدب المهجري لغتنا الجميلة وأضاف إليها حصيلة طيبة.. وقد شهدت الساحة انتكاسة كبيرة وركوداً واضحاً إثر تمدد الحكم العثماني الذي شمل الكثير من الدول العربية إلى أن نشطت فيما بعد حركة الترجمة وانتشر التعليم الجامعي والعالي بالجامعات الأوروبية بشكل غير مسبوق.. كل هذه دورات تتحرك ما بين مد وجزر لكنها لا تبرر اتهام أي كان من أولئك الروّاد بأنه هرول نحو الغرب أو الشرق.. إنه طلب العلم الذي جعله الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة.. وفي هذا ما يكفي.
مشكلة الحداثة
ـ هل انطفأت شعلة الحداثة؟
ـ مما لا شك فيه أن كل قديم كان حديثاً، وهذا ينطبق على التيارات الأدبية ـ شأنها شأن غيرها من أساليب التعبير ـ وجدت أساساً كجسر بين المبدع والمتلقي، وقد تضمحل أو تتلاشى في مرحلة ما، والأمثلة على ذلك أن السجع كان أسلوباً مقبولاً في وقت من الأوقات، ثم مجته الأذواق، وابتكر الأدباء أساليب أخرى للتواصل، وكذلك الحداثة في الشعر والقصة وغيرها، أحسب أنها أساليب متنوعة لنقل فكر المبدع للآخرين، وقد تستلزم نحت مصطلحات معينة، وبعضها يكون مغرقاً في الغرابة، وأحياناً يتعمّد المبدع إغراق أفكاره بين السطور فتتأرجح بين القبول والرفض بحسب الأذواق وما تؤديه من خدمة للفكر الذي تحمله.. وهذا يقودنا إلى القول بأن الحداثة يمكن النظر إليها من شقين: أحدهما حداثة مستمرة تتعاقب في موجات يغطي الجديد منها ما تقادم عهده، والثانية هي الحداثة كتيار أدبي كتب حوله النقاد الكثير وما زال يصارع في الساحة من أجل البقاء.
نازية
ـ ما تعليقكم حول مقاطعة فئة من المثقفين مؤتمراً معادياً للصهيونية بحجة (نازية) المؤتمر؟ وهل تؤيدون وصفهم بالخيانة كما فعل البعض؟
ـ المزايدات بالوطنية وحب العروبة والغيرة على المقدسات وغيرها من البطولات يستحسن أن تختفي من قاموسنا الثقافي والأدبي، فهي أقرب إلى السوقية منها إلى الأساليب العلمية في سبر غور الآخر والتعامل معه وفق مرئيات وأفكار مستنيرة لخدمة الصالح العام.. فأي مؤتمر دعت إليه جهة ما.. سواء كانت مشبوهة أو غير ذلك.. أحسب من المستحسن استثماره كمنبر لطرح وجهة النظر المخالفة، والفكر المستنير، ومقارعة الحجة بالحجة، بحيث تظهر الإضافات وتتبلور الصور وتزدهر وتؤتي ثمارها.. إذ لا مجال للمزايدات غيرها من شعارات التخوين التي لا تخدم القضية الأساسية.
انطوائية
ـ ألا ترى أن المثقف العربي قد خذل أمته بانطوائيته تارة وبسلوكياته الخاطئة تارة أخرى وبارتدائه الأقنعة وخوفه في تارات أخرى؟
ـ هذه نظرة سوداوية لا أوافقكم عليها، فأنا متفائل بطبيعتي، وأنظر دائماً إلى نصف الكأس المليء بالماء، وإذا كان هناك من تنطبق عليهم الأوصاف التي أشرتم إليها، فإننا نجد أضعافاً من الشباب المثقف المنفتح نحو الآخر، الفخور بسلوكياته الحضارية وشجاعته، وصدق تعامله، ومبادئه، ولا أملك إلا أن أقول لك تفاءل يا رجل، وكن جميلاً ترى الوجود جميلا.
داء الأقنعة
ـ ما علاج المجتمع من داء الأقنعة؟
ـ يجب التخلص نهائياً من داء الأقنعة، لأن سبب قهر هذه الأمة نابع من مثل هذه التصرفات والسلوكيات المشينة، ومثل هؤلاء ينبغي بترهم نهائياً وعدم إتاحة الفرصة لهم للتوغل بأقنعتهم الكريهة بين الناس، ولا شك أن التخلص من هذه الآفة ليس بالأمر اليسير، وهناك جهات كثيرة لها مسؤوليات متداخلة تبدأ من الأسرة، والمدرسة، ومواقع العمل، ووسائل الإعلام، وكل فئات المجتمع، تعمل جميعها متضامنة لقفل الأبواب أمام أصحاب الوجهين والثلاثة والأكثر من ذلك.. فإذا وجدوا الأبواب مؤصدة في وجوههم، ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فإنهم سوف يثوبون إلى رشدهم، وحينها مرحباً بهم بين صفوف العطاء الخير لمجتمع فاضل طاهر نظيف.
ومن ناحية أخرى، فقد جبل الإنسان على التجمل، ذلك الفعل الطيب الذي لا يضر الآخرين بل يجبر بالخاطر، ويقدم القول الحسن، حتى إذا نادى أحدنا أخاه أطلق عليه أحب الأسماء إلى نفسه، هذه أمور مطلوبة شرعاً ولا تدخل في نطاق أقنعة الزيف والضلال.
ـ وفي الختام ماذا تود أن تقول لعبد المقصود خوجه؟
ـ حمداً لله على السلامة.. الأسئلة انتهت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج