شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الصالون الأدبي الشهير بجدة للنهضة
الأندية الأدبية بالمملكة سدت ثغرة
كبيرة في المجال الأدبي والثقافي (1)
جدة/ مشعل الحارثي
الحلقة الثانية
ـ يقول العموديون إن الشعر هو الموزون المقفى ويرى الحداثيون أن المشكلة لو كانت مجرد الوزن والقافية لكان كل أساتذة اللغة ممن يحفظون العروض شعراء جهابذة. ما تعليقك؟ وموقفكم من موجة الحداثة في الأدب؟
ـ لقد تحدثت الصحف والمجلات كثيراً عن الحداثة وأطروحاتها، وهذا موضوع طويل وشائك لا يمكن تلخيصه في هذه العجالة، غير أن رأيي الشخصي في هذا الموضوع هو أن القصيدة العمودية المقفاة هي الأساس والأصل، وما سواها طاريد لا يجوز أن نأخذه كله أو نتركه كله.. ففيه الغث الرديء، ويحتوي أيضاً على الجميل المموسق الذي تألفه الأذن ويرتاح إليه الفؤاد.. والمسألة في نظري تعتمد على وجهة نظر المتلقي ومدى تجاوبه مع النص، فإذا لمس فيه وتراً حساساً داعب مشاعره فهو شعر، وإلا كان مسخاً مشوَّهاً سيسقط تلقائياً دون عناء.
ـ يقول بريخت.. إن مهمة الأدب ليست في تفسير العالم ولكن في تغييره، فهل للأدب وظيفة اجتماعية؟
ـ بالتأكيد للأدب وظيفة اجتماعية؟ وإلا كان عبثاً.. وقد ترقى وظيفة الأدب إلى أكثر من كونه العامل الأساسي في تجميل الحياة من حولنا.. قد يرقى إلى وظيفة تغيير المفاهيم والأطر التي تحوي تفكير الفرد والمجتمع.. أذكر أن أحد الأناجيل قد كتب بلغة عربية رائعة.. فما كان من الهيئة العليا للترجمة بالفاتيكان إلا أن رفضت هذا النص الجميل وأمرت بإحراقه، وقد يستغرب البعض هذا التصرف!! لكن هناك هدفاً أكبر من مجرد إعدام هذا النص الجميل، فقد كان من رأي الجهة المختصة أن جمال اللغة في هذا الإنجيل قد يجذب الناس إلى مزيد من التذوّق لجماليات اللغة والإحساس بطلاوتها وإغداقها.. وبالتالي يبحثون عن المزيد من المصادر لإشباع هذا النهم الطبيعي في حب اللغة.. ويقودهم ذلك إلى تلاوة القرآن.. ويقع المحظور بالنسبة إليهم إذ سيتحول الناس تلقائياً لهذا الدين القويم من حيث يدرون أو لا يدرون.. ويتضح من هذا السياق أن للأدب قيمة عظيمة في الحفاظ على جماليات اللغة، وله وظيفة أكبر من مجرد الاستمتاع الوقتي بالنص.. بالإضافة إلى ذلك فهو الوسيلة المثالية للتواصل بين الناس ونقل الأفكار ووضعها موضع التطبيق العملي للمساهمة في رقي المجتمعات وتطورها.
المرأة والرجل
ـ وراء كل رجل عظيم امرأة تدفعه إلى الأمام أو تشده إلى الخلف، ترى أي العبارتين أوقع؟
ـ المرأة صنو الرجل، وتستطيع بما لديها من ثقافة ووعي وإدراك تشكيل الرجل الذي تقف بجانبه، سواء كان ابناً أو أخاً أو زوجاً، وتدفعه لمزيد من الإنجاز.. ولدينا في التاريخ ما يؤيد هذه المقولة، فكم من امرأة كان لها الفضل في ظهور قيادات فذّة إلى الساحة.. وهذا هو الدور الإيجابي الذي نتطلع إليه في المرأة في كل زمان ومكان.. أما الجانب السلبي فلا يشكّل قاعدة.. وسيذهب جفاء كالزبد.
ـ الأدب والحركة الأدبية في الخليج ماذا تقولون عنها؟
ـ هناك حركة أدبية واعدة صاعدة في الخليج غير أنه ينقصها الجانب الإعلامي،، فأدباء الخليج وشعراؤه ما زالوا شبه مجهولين بالنسبة لكثير من الناس.. رغم وجود عدد لا بأس به من كبار الشعراء والمفكرين والأدباء.. ويجب علينا أن نمد حبال الوصل معهم ونسعى من جانبنا للالتقاء بهم.. وستقوم (( الاثنينية )) في مواسمها القادمة بمشيئة الله باستضافة بعضهم لمزيد من التلاحم وتبادل الأفكار والآراء.. مؤكداً مرة أخرى أن الجانب الإعلامي غائب تماماً عن ساحة أدبائنا في دول الخليج العربي، وأتمنى أن تتحرك الصفحات الأدبية بمزيد من النشاط لتدارك هذه الفجوة.
ـ أبو الأدباء لفظ أطلق عليكم.. ما مدى وقعه في نفسك؟
ـ اللَّهم اجعلني في عين نفسي صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً.. ولم أسمع أنه أطلق عليّ ولأنه إذا كان ذلك كذلك فقد أخطأ من أطلق هذا اللفظ الطريف.. فأنا ابن الأدباء وأخوهم ولكن ليس بأبيهم.. الأب كلمة كبيرة وتعني الكثير.. ولا بد أن نحد من مبالغاتنا وبذلك نَقبل ونُقبل.
ـ ماذا تقول عن هؤلاء: عبد الله جفري ـ محمد سعيد طيب ـ عبد الله منّاع ـ عزيز ضياء ـ عبد الحليم رضوي ـ عبد الله الشيتي ـ عبد الله نور؟
ـ عبد الله جفري ـ امتلك حنجرته منذ وقت طويل، وعلى وشك أن نسمع بالمدرسة الجفرية.
ـ محمد سعيد طيب ـ يظل ذلك المكي الذي له نكهة خاصة وثقافة خاصة لها عبقها وجمالها.
ـ عبد الله مناع ـ مبدع ومقل.. وكأنه يود أن يثبت لنا أن الكم غير الكيف ويبقى المناع ذلك الطود الشامخ، القليل مثله عبر كثير من الأزمان.. فالمناع هو المناع.
ـ عزيز ضياء ـ أستاذ كبير له وزنه المعروف في الساحة الأدبية.. وأتمنى أن تساعده ظروفه الصحية لمزيد من العطاء.
ـ عبد الحليم رضوي ـ تجاوز الساحة المحلية إلى العالمية بجدارة.
ـ عبد الله الشيتي ـ خفيف الظل رغم الوزن الزائد.. الساحة الأدبية في حاجة إلى كتاباته وقفشاته.. وأتمنى أن يقشع الله غمته التي يعيشها نفسياً ونفساً.
عبد الله نور ـ فوضويته المنظمة تحتاج إلى تنظيم أكثر.. ويبقى المسك الذي لا تتكرر نكهته مع بريق يقل مثله في زمن العقم.
ـ بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين أنظمة التعليم العالي الجديدة فكيف ترون دور رجال الأعمال في قيام الجامعات الأهلية؟
ـ لم يتسن لي دراسة الأنظمة المشار إليها بصورة وافية، وبالتالي لم أتمكن من تكوين صورة عملية وواقعية عن دور رجال الأعمال في قيام الجامعات الأهلية.. فمثل هذا التصور يحتاج إلى دراسات متأنية وإحصائيات شاملة، بالإضافة إلى التخصص في مثل هذه المسائل.
ـ كيف ينظر سعادتكم لمستوى الأديبة السعودية؟ وماذا ينقصها؟
ـ الأديبة السعودية تسير بخطى ثابتة لتحقيق طموحاتها. إنها ما زالت في طور التكوين وتلمس الطريق إلى النجاح.. تضيء شمعة كلما هبت الريح.. تصبر وتجالد وتكافح.. فقط ينقصها صوتها الخاص بعيداً عن التقليد أو نسخ أصوات الآخرين.
ـ ما هو الهم أو الهاجس الذي يسيطر عليكم دائماً؟
ـ الكتاب.. هذا الفانوس السحري الذي ينقل لنا عبر صفحاته كل جديد وطريف، ويبعث التراث حياً على صفحاته.. ويطير بنا في أجوائه من بلد إلى آخر.. ومن عقل كاتب عملاق، إلى فكر عالم جهبذ، إلى إحساس أديب مرهف.. إلى نبرة شاعر ملهم.. هذا الكتاب الحبيب القريب الغريب. كيف يعود ليتبوأ مكانه المرموق في حياة الشباب؟ ومتى نراه في يد كل مقيم ومسافر.. لأن قيمته أكبر من أن أشير إليها في مثل هذه العجالة والضغوط عليه أكبر من أن يحويها مقال.. فمتى وكيف ننهض به لنلحق بركب الأمم؟
ـ حركة التأليف والنشر في بلادنا والحرص على اقتناء الكتاب كيف تنظرون إليها؟
ـ هناك كثير من المؤلفات القيّمة التي تجد طريقها إلى دور النشر والقرّاء.. وأعتقد أن الكثير أيضاً يحتجب لسبب أو آخر عن الظهور، وأتمنى أن ينطلق الكتاب حراً محلقاً في سماء الفكر.. ليسهم في إثراء حياتنا والتوجه بها نحو مرافئ العزة.. والحديث حول هذا الموضوع في مجمله لا ينفك عن الهم العام بالكتاب الذي تحدثت عنه سابقاً.
ـ ما هي الكلمة التي تختتمون بها هذا اللقاء؟
ـ كلمتي للشباب.. شريان الأمة ومستقبلها.. لا أوصيهم ولا أعظهم.. فلذلك رجاله وقنواته.. ولكني أذكرهم بأنهم من صلب خير أمة أخرجت للناس، كل شيء يسلّط العالم حوله الأنظار لنا في الريادة والقيادة، عندما يطلق العالم صيحات الإعجاب والدهشة حول حقوق الإنسان، لنا الفخر أن نكون أول من أرسى له الدين القيّم هذه الحقوق، ولم يهمل حتى حقوق الحيوان.. وقل نفس الشيء بالنسبة للحرية والمساواة والعدل وكل القيّم الرفيعة.. على شبابنا أن يئدوا نظرة الدونية والاندهاش التي ينظرون بها إلى الغرب وأهله.. عليهم أن يتحرروا من نظرة ((الضفدعة)) التي لا تعرف غير النظر من أسفل إلى أعلى، ويتأكدوا تماماً أن ما يجري لإخواننا في فلسطين والبوسنة والهرسك وغيرها من بؤر الإرهاب الفكري والعقائدي يمكن أن تنسحب على جميع العالم إذا لم نقف يداً واحدة.. ونكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. بهذا المستوى، وبهذه الروح، بالإضافة إلى التفكير والتدبير والإيمان الصادق الكبير، يمكننا أن نؤدي الدور الذي أؤتمنا عليه لمواصلة المسيرة ورفع الضيم والغبن عن كاهلنا كعرب ومسلمين.
إن العلوم التطبيقية التي تدهش البعض بإنجازاتهم يمكن لكل مجتهد أن يصل إلى دورتها إذا توافرت له الأدوات اللازمة لذلك، ولكن المنة الحقيقية هي الاهتداء إلى نور الحق واليقين إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (القصص: 56).. يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ (الحجرات: 17).. فتمسك به أيها الشاب وعض عليه بالنواجذ ولن تضل أبداً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :354  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.