شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال
باشا المسرح الشعري (1)
بقلم: عبد الله عبد الرحمن الجفري
ـ نسوه حتى ظن الكثير أنه رحل عن دنيانا منذ سنوات كعادة الأحياء في نسيان الذين يكبر بهم العمر حتى يرميهم في برودة الصمت والأصداء.. بل نسَتْه أيامه الحافلة بالإبداع والريادة، ونسته سنوات العمر التي عاشها: شاعراً حالماً رقيقاً رهيفاً كنسمة عابرة!
أطلق عليه أبناء جيله ممن عاصروا إبداعه صفة: ((الباشا)) امتداداً من خدماته في العمل السياسي، ولكن لقب ((الباشا)) لم يفارقه ولم يسلبه منه أحد، وصار ((باشا)) المسرح الشعري، فقد كان هو ((الباشا)) الأنيق في حديثه، والباشا في سلوكياته وإبداعه الشعري، فتفرد هذا الرائد/حسين سراج بهذا اللقب وحده دون أترابه.
ونحسب أن (( عبد المقصود خوجه )) ـ مكرّم المبدعين والمميزين ـ هو (وحده) من كرَّم الشاعر في أيامه الأخيرة بتجميع وإصدار أعماله الشعرية والإبداعية الكاملة في عشرة مجلدات، وأشار الناشر (( عبد المقصود خوجه )) في مقدمته للأعمال الشعرية والنثرية إلى مساهمة ((حسين سراج)) في إسراج هذا التوجه الثقافي وكتابة اسمه في سجل الروّاد الذين سيذكرهم تاريخ الشعر المسرحي بكل عرفان.
* * *
ـ وهكذا.. كان التكريم الأوحد من الوجيه (( عبد المقصود خوجه ))، هو الوفاء الذي حطي به الشاعر في ثمالة عمره ليشهد قبل رحيله بارقة من التكريم والوفاء لتاريخه المميز.. في الوقت الذي أهمل نقاد الشعر في وطنه دراسة شعره، وإلقاء الضوء على تجربته الرائدة في كتابة المسرحية الشعرية، وكأن هؤلاء النقاد قد انشغلوا بتلميع بعضهم لما يكتبونه!
وجاء ((حسين سراج)) رديفاً في هذا اللون للشاعر/عزيز أباظة، ومسرحيات أحمد شوقي الشعرية، وقبل صلاح عبد الصبور، وعلي أحمد باكثير.. وكانت سمة شعره: ذلك الوميض المشعّ من تركيزه على (الإنسان) وحلمه، وقد أطلق عليه: ((الأديب الشمولي))، فإذا ((حسين سراج))/الباشا يملأ ساحة الشعر برؤيته، وبوجدانه الإنساني، ليصبح قامة شعرية وأدبية تعكس وهجها على الحياة بكل فلسفته الإنسانية التي جسَّدها في صور مسرحياته، ومن أهمها: جميل بثينة، وغرام ولاَّدة، وهي الأكثر شهرة، و((الشوق إليك)).
تغمده الله برحمته، وعوَّض الشعر بامتداد من تألقه.
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من شعر الراحل/حسين سراج:
ـ أنت إن نحت بكينا حسرة
وبقي الطير على عهد الهوى
أيها الشادي: تلمَّس حالتي
وأشْك من نفسي لا نفس الجوى!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :374  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.