شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشارق
الخوجه وجهود الوفاء (1)
معيض البخيتان
بعثت إليَّ (اثنينية الحجاز) ممثلة في صاحبها الأستاذ عبد المقصود خوجه ـ مجموعة من الأعمال الأدبية والتي ربما كنت في حاجة إلى اقتنائها ومتابعة جهود نفر أخلصوا للكلمة وناضلوا من أجل تنوير الجيل الذي قد يكون في حاجة إلى تزكية البوح في فترة من الفترات الشحيحة، فالحجاز بالذات كان في بداية النهضة إن صح هذا التعبير يختلف عن مناطق بلادنا ثقافة ومدارسة ولهذا السبب كان التنبه مبكراً وصلة الاتصال به من كل الأقطار كانت قوية الأمر الذي كان صوته مسموعاً معروفاً، كما أن الابتهاج به من خلال ما في الأذهان حباً في ذاكرة الإنسان العربي.. ولئن كانت مجايله البعض قد أحدثت في الساحة ما يشبه المماحكة وتغليب الرأي فإن أولئك كانوا أدباء بالطبيعة تهذبوا بأوليات أصحاب المهنة وحذقوا الآلية التي يعالجون بها النصوص وتعرفوا عن كثب على المجالس المتقدمة خاصة في مصر ومن ثم نشروا بعضاً من نتاجهم في الصحافة المصرية ويندر أن يرد أسم العطار أو العواد أو شحاتة أو السباعي في أي بلد عربي ولا يعرف جيداً.
فالصحافة المصرية عموماً كانت أوسع انتشاراً وأوعب مساحة ويندر أن تجد فيها موظفاً متقيداً بأوامر من وظفه كما أن القائمين آنذاك لهم ولع مفرط بالبحث وتأصيل الهموم الوطنية ومن ثم إشاعة الإبداع وتزكيته.. لقد كان للأدب الحجازي نكهة لا تعادلها نكهة، ولرجاله حضور في الأوساط التي تمقت الإملاءات وحجايا الواهمين.. وهذا لا يعني أن تلك المنظومة لا تنقد ولا تصوب ولا تقع فيما هو من طبيعة أمثالها.
إلا أن الملفت أن بعضهم من أصحاب المواهب التي لا تتكرر إلا نادراً سواء بالعلم واستيعاب المرجعية أو بالتأليف واستقصاء المعلومة كالأستاذ عبد القدوس الأنصاري أو أبي تراب مثلاً. أما الشعراء القادرون أو لنقل الذين أخلصوا لذات العطاء فقد تركوا للأجيال ما له صلة بحرقة الحزن الموغل بالحب الحجازي الرفيع مع أن البعض قد سافر وسافر وعرف وخبر أهل الأنهار والآفاق المنطلقة لكنهم يختزنون وجداً له دمغاته ولذعات رحيقه.. أجل.. إن عشق الحجازيين لا كغيرهم، ((أحن إلى الحجاز وساكنيه)).
يا ويحي على الهجرة والمجاورة وماذا يضيرنا حتى وإن كنا موكلين بالجمال، أو على الأقل رحلة الشتاء، ألسنا متبعين يا قوم؟! من لي بتربة عروة ابن أذينة والحارث بن خالد.. وأقول للمشافيح هونوا عليكم فالمسألة أمنية. وما عدا السكن والزوجة الحسانة لا نريده.. فابلعوا اللبان ويا بيض وتمر هندي.. أمنية.. يا مشفوح.. (كخ أمبومم آء).. ولعلني قد قلت فيما قلت:
كم فيك من مثل يطول وحكمة
ملء الوجود وجبهة لم تنحن!!
أو:
عزنا الأول والثاني الذي
ركض الصحو واجتث الهوان!!
نعم فلو استرسلت عن أطهر بقاع الله وأحبها إليه لما وفيت مهما كانت المساحة.. ولعل الوجيه الخير عبد المقصود قد ضرب المثال الرائع للمواطن الذي جعل همه مكانة بلاده أهلاً وذكراً أو حاول ما استطاع أن تكون الزكاة بل ضريبة الوفاء ملكاً للأجيال كما آثر أن يكون الحضور مؤثراً في هذا الزمن المعلوماتي.. ولا أدري هل فهم من إعادة طباعة تلكم الأعمال على أنها من باب الإحاطة بالشيء وأن لدينا مثل ما لدى أولئك، وإن الصداقات والمعارف قد استغلت في إبراز أو لنقل تضبيب الهاتف ورصه بجانب المميز ومن ثم لا فرق.. أم أن الاحتفالية وإتاحة الفرصة بغض النظر عن متابعة المضامين وإشراك ذوي الرأي أثناء المباشرة قد كانت المؤشر الفعلي.
لهذا وذاك أحب أن يتفهم المتابع أن بعض الأعمال الرائدة قد طبعت في وقت مبكر وأن لدى بعض الأسر شيئاً لم يطبع أو لم تحوه بعض الآثار الموثقة سلفاً كما أن بعض المجاميع القديمة قد نفدت والباقي منها نادراً وقد يكون في حكم المخطوطات لهذا كان الوقت ملائماً ومهيئاً للمتابعة والموالاة.
المهم أن الأستاذ الخوجه قد دفع إلى الناصية ما استطاع من تاريخية وفكر مواطنيه وأهله. وأن ما شغله وشغل المخلصين من حوله جهود تفرح وتبهج.. لقد وصلني مؤخراً ما يربو على خمسة عشر عملاً تصل في المجموع إلى العشرات من النسخ الفاخرة.. منها على سبيل المثال: أخبار مكة وما حولها للأزرقي، ومجموع أعمال الأستاذ عزيز ضياء، وأعمال الأستاذ إبراهيم فودة الشعرية وأعمال الأستاذ حسين سراج، وأعمال الأستاذ محمد حسين زيدان وأعمال الأستاذ أحمد العربي وغيرهم.. ولا أجد إلا أن أقول ليت لدينا أكثر من خوجه وأكثر من موسر يعي المفاد.. وإني لآمل أن أتناول مستقبلاً ما أستطيع عرضه من هذه الأعمال التي أتحفت بها حقاً..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .