شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
لنشكر الله على النعم (1)
حسين عاتق الغريبي
جزى الله رجل الأعمال الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه خير الجزاء على سعيه المشكور في نشر المؤلفات الأدبية والثقافية النافعة من خلال سلسلة (( كتاب الاثنينية )) ودعم ذوي الفكر من العلماء الإجلاء والأدباء النجباء في طباعة مؤلفاتهم التي يلمس فيها الفائدة، ثم يهديها لمحبي العلم والمعرفة والأدب.. و(خير الهدايا الكتب).
فبعد مساهمته الكبيرة في إصدار الكتاب الموسوعة (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس) وفقه الله إلى عمل جليل سيكتب ـ إن شاء الله ـ في موازين حسناته، وهو طباعة (التفسير الواضح الميسر) لخادم الكتاب والسنة الشيخ محمد على الصابوني، على نفقته رجاء المثوبة من الباري عز وجل.
وكتب التفسير ـ كما هو معلوم ـ كثيرة منها ما يشتمل على أجزاء عديدة، ومنها المختصر. غير أن كتاب الشيخ الصابوني جاء جامعاً (بين المأثور والمنقول، بأسلوب سهل ميسر، يفهمه الخاصة والعامة).
وقراءة القرآن لا تقتصر على التلاوة الجيدة. وإنما يلزمها التأمل والتدبر. يقول الإمام الطبري: ((إني لأعجب لمن يقرأ القرآن، كيف يلتذ يقراءته ولم يفهم معناه)).
وأثناء قراءتي سورة (التكاثر) وعند الآية الأخيرة (8) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر: 8) عدت إلى تفسير الآية لأجد ما كتبه الشيخ الصابوني على النحو التالي:
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر: 8) أي ثم لتسألن في الآخرة عن نعم الله التي أنعم بها عليكم، من (المال، والأمن، والصحة، ونعمة العقل، والعلم، وسائر النعم، من المطعم، والمشرب، والمركب، والمفرش).
تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا (إبراهيم: 34). والآية فيمن لم يشكر ربه على تلك النعم، وعاش عيشة البهائم لبطنه وشهواته، أما من شكر النعمة، فقد أدى حقها، كما جاء في الحديث الصحيح: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها رواه مسلم. قرأ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (التكاثر: 1) فقال عليه السلام: يقول ابن آدم: مالي، مالي!! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟ أي قدمته لآخرتك فبقي ذخراً لك، رواه مسلم.
ـ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقت الظهيرة، لأنه لم يجد في بيته طعاماً يأكله ذو كبد، فلقي في طريقه أبا بكر، وعمر، رضي الله عنهما، فقال صلى الله عليه وسلم لهما: ما أخرجكما من بيتكما هذه الساعة؟ فقالا: والله يا رسول الله إنما أخرجنا الجوع فقال: والذي نفسي بيده، لقد أخرجني الذي أخرجكما!! ـ يعني خرجت بسبب الجوع انطلقا معي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبيه، حتى أتى بستان أبى طلحة الأنصاري، فدخلوا إليه فقال صلى الله عليه وسلم: أين أبو طلحة؟ فقالت: يا رسول الله ذهب يستعذب لنا الماء ـ أي يأتي لنا بماء عذب للشرب ـ وقدم أبو طلحة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، ففرح فرحاً شديداً، ثم قال: والله ما أحد أكرم أضيافاً مني هذا اليوم، فبسط لهم بساطاً، ثم أتى لهم بشيء من الرطب، وأخذ السكين ليذبح لهم شاة، فقال له صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب ـ أي لا تذبح شاة فيها حليب ـ فذبح الشاة وطبخها مع شيء من الشعير المطحون ـ ثم قدم لهم الطعام، فلما أكلوا وشبعوا قال صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: هذا والله من النعيم، الذي تسألون عنه يوم القيامة، خرجتما جائعين، ثم لم ترجعا حتى شبعتما من الطعام رواه مسلم في صحيحة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ترى كم هي النعم التي نتفيأ ظلالها الآن؟! وهل حمدنا الله على ذلك؟!
اللهم لك الحمد، نحمدك حمد الشاكرين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :470  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج