شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على الريق
أستاذنا الزيدان يرحمه الله (1)
حسن عبد الحي قزاز
في مناسبة جميلة تحدثت فيها إلى الأخ الصديق عبد المقصود خوجه عن أخبار (( الاثنينية )) ومعطياتها.. خاصة تلك التي أثراها أكثر وأكثر بطبع ما دار فيها في كتب أهداها دون شك لكل من كان عضواً بارزاً فيها ولكل من كان يستمتع بما يدور فيها والآخرين يتمنون الحصول عليها ولو على السماع.
وأثناء تقليبي لصفحات الجزء الأول كان أبرز أسم يصافح عيني هو أسم أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان يرحمه الله خاصة في حواره في أحد الاثنينيات مع أدباء كبار في مقدمتهم الأستاذ عزيز ضياء عن معالي الوالد الشيخ محمد سرور الصبَّان يرحمه الله باعتباره من الأدباء البارزين في زمانه، ذلك الزمان الذي كان كل من الأساتذة عزيز وشحاته وحسين عرب وغيرهم كثير وكثير يعيشون أحداثه.
سألت الأخ عبد المقصود خوجه عما إذا كان بحث أو سأل أبناء الأستاذ الزيدان عمَّا إذا كان بالإمكان العمل على إصدار مذكرات والدهم تلك التي لم تنشر حتى الآن. فقال لقد بذلت جهداً في محاولات مع أبنائه في هذا الصدد وأرجو أن يوفق الله أبناءه لتحقيق ما نتمناه جميعاً لإصدار هذه المذكرات أو الذكريات التي كان الأستاذ ((الزيدان)) يحملها في ذاكرته عن الأدب والتاريخ والتحولات الأدبية والثقافية وغيرها وعلاقته بمن عرف من الأدباء والشعراء وعن مصارحاتهم وعن انفعالاتهم وإفراز هذه الانفعالات وإلى آخر ما كانت ذاكرة أستاذنا الزيدان تزخر به وتمتلئ بها.
إنني أذكر بأنني سألت الأستاذ الزيدان أيام زمالتنا في جريدة ((البلاد)) عن ما إذا كان يفكر أو حتى يعمل على تسجيل مذكراته أو ذكرياته وإصدارها في كتب تفيد الأجيال على تلاحقها.
فنظر في وجهي ملياً.. ثم وعد بأن يفعل.
ومرت الأيام والسنون حتى فرقت بيننا ظروف ومناسبات دون أن يعكر صفونا أي عامل من عوامل المعايشة.
وسمعت أن سيادة السيد ياسين طه سئل عن هذا الذي ذكرته بحكم العلاقة التي تربط بينهما.. ولا أدري ماذا كان تعليقه في هذا الأمر.
ثم قال لي أحدهم: إن أبناءه يرغبون في إصدارها لكن كيف؟ ومتى؟ لم أسمع شيئاً عن محتواها.. والحقيقة التي نريد الوصول إليها لا تخرج عن كونها أملاً نأمله.. ورجاء نرجوه خاصة في هذه الظروف التي أخذ موضوع الأدب يضيع في تلافيف رؤوس الناس وحتى القدامى منهم لأنه مين يقرأ ومين يسمع.
ولذلك فإن جمع ونشر مذكرات أو ذكريات الأستاذ الزيدان ستشحذ الأذهان وتحرك كوامنهم وربما تثير الكثير من دواخلهم تلك التي عاشوها مع أستاذنا الزيدان.. ربما منهم من يؤيدها ويزيدها تفصيلاً.
ومن يدري فلعل هناك من ينكرها لئلا تلتصق به.. خاصة إن كانت تحمل ملحه أو قفشة أدبية لها علاقة بحساسيات خاصة أو عامة.
إن مرحلة الركود التي يعيشها الأدب والشعر وتناولات التعليقات المفيدة الراكزة تكاد تختفي في الأندية الأدبية التي لم تعد تهتم الاهتمام المفروض عليها القيام به.. فإن فقد الإحساس بهذا الواجب الأهم فبماذا يا ترى تهتم للقيام به؟.
فهل من واجبها أن تبرز من تريد إبرازه من الأصدقاء والمحبين الخصوصيين تماماً كما هو حال بعض الصحف التي تبرز مقالات الناشئين من الكتبة ثم تجري تعتيماً على مقالات الأدباء القدامى ذوي التجارب والحنكة والقلم البديع.. وهذا أمر طبيعي لأن المشرفين الحاليين على الصفحات الأدبية والثقافية يعطون من مستويات ثقافتهم المكتسبة من المجالس أو الحوارات الخاصة حتى ولو لم تعكس إلا رأي أحدهما أمام صديقه الآخر.
فإن ظل رؤساء التحرير على ترك هؤلاء دون قيود في تصرفاتهم فإن مستقبل الأدب سينتقل إلى مستوى أدنى كما هو حاله الآن وإلى أقل وهذا أمر يؤسف له.
فانتبهوا بارك الله فيكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج