شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الاثنينية )) لعبد المقصود محمد سعيد خوجه في الجزء السابع
ملامح من الحياة الفكرية في مجتمع سعودي يتغير بسرعة (1)
لندن / ((الحياة))
على مدى السنوات القليلة الماضية تحولت (( اثنينية )) عبد المقصود محمد سعيد خوجه في جدة إلى مؤسسة ثقافية فكرية قائمة بذاتها، استطاعت أن تستقطب عشرات من الشخصيات السعودية والعربية والإسلامية البارزة على أصعدة الأدب والثقافة والاجتماع والإعلام والاقتصاد والديبلوماسية. وكانت تلك اللقاءات الدورية مناسبة خاصة لتلاقي أصحاب الفكر والرأي في حفلات عنوانها التكريم ومضمونها إظهار جزء من الحياة الفكرية في المملكة السعودية.
ودأب عبد المقصود محمد سعيد خوجه على إصدار فعاليات تلك اللقاءات في كتب أنيقة الطبع والإخراج تتضمن الكلمات التي ألقيت في حفلات التكريم المستمرة. وحملت تلك الكتب عنوان (( الاثنينية )) وهو الاسم الذي صارت تعرف به لقاءات خوجه في جدة. وفي سلسلة الإصدارت هذه، صدر في الآونة الأخيرة الجزء السابع الذي يغطي نشاطات العام 1409هـ / (1988 ـ 1989م).
اشتمل الجزء السابع من (( الاثنينية )) على اللقاءات من 78 إلى 95، أي 18 لقاءً لتكريم مجموعة كبيرة من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى حفلتي تكريم خاصتين بالمشاركين في ندوة ((قراءة جديدة للتراث)) المنعقدة في جدة في أواخر العام 1988، وبرؤساء الأندية الأدبية في السعودية. ومن بين الذين تم تكريمهم: صالح محمد جمال، الدكتور محمود محمد سفر، أحمد سالم باعطب، أحمد المبارك، الدكتور فهد العرابي الحارثي، الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل، الدكتور ربيع صادق دحلان، اللواء صالح طاهر فاضل، الشيخ عبد الله النعيم، الدكتور محمد بن سعد آل حسين، الدكتور راشد المبارك، المهندس عمر قاضي.. وغيرهم.
لا تقتصر فعاليات (( الاثنينية )) على تبادل كلمات التكريم والمجاملات والإشادة كما يمكن أن يتوقع الواحد منا من مثل هذه اللقاءات، بل حرص الداعي إليها عبد المقصود محمد سعيد خوجه على مشاركة حشد من رجال الفكر والأدب والثقافة للحديث عن الجوانب المختلفة من عطاءات الشخص المحتفى به بحيث تكون النتيجة عبارة عن ندوة فكرية تغطي ملامح متنوعة من الحياة الثقافية في السعودية.
(( الاثنينية )) أشبه ما تكون بمنتدى ثقافي ـ اجتماعي، الأحاديث فيه من القلب إلى القلب، ومن العقل إلى العقل. ويقول خوجه في المقدمة: ((.. وهي في الوقت ذاته محاولة جادة بإذن الله لتوثيق مرحلة مهمة في إطار نهضتنا الشاملة، فقد هيأ الله سبحانه وتعالى لكتاب الخير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوصول إلى كثير من المتلقين عبر مختلف الوسائل السمعية والبصرية. وهذه محاولة إضافية لإيصال بعض نتاج الأدب والفكر والثقافة إلى المهتمين، لتثبت أن الوطن الشكور لرجاله قد وفر الكثير من الإمكانات، ووفر المناخ الملائم لانعقاد مثل هذه اللقاءات الخيرة، تواصلاً في الود بين الأجيال، وحفزاً لمحبي الكلمة لتكريس جهودهم لمواصلة العطاء وترقيته..)).
وانطلاقاً من أن الغاية هي تكريم المبدعين والرواد من الأدباء والمفكرين ورجال السياسة والاقتصاد والاختصاص، فإن الكلمات التي تلقى في (( الاثنينية )) والحوارات المرافقة لها تكشف عن جوانب مهمة من تطور المجتمع السعودي على الأصعدة المشار إليها أعلاه. ذلك أن معظم المحتفى بهم حقق إنجازات ملحوظة على المستوى المهني، وتبيان طبيعة تلك الإنجازات يؤشر إلى مسيرة التغيير من خلال مقارنة الحاضر بالماضي في حياة جيل أو جيلين على الأكثر.
ومن الطبيعي أن لا تخلو (( الاثنينية )) من أجواء الإخوانيات المشبعة بالطرائف والنوادر والقراءات الشعرية المحببة والذكريات الحميمة سواء من قبل المحتفى بهم أو الآخرين المشاركين في التكريم والحوار. وعلى هذا الأساس يكون الكتاب وسيلة لتعميم تلك الإخوانيات على أكبر قطاع ممكن من القراء الذين ما لتتاح لهم فرصة الوقوف عليها لو أنها ظلت حبيسة جدران القاعة التي أقيم فيها حفل التكريم.
ولمعرفة قيمة الحوارات والتعليقات، يكفي أن نعرض بعض أسماء المشاركين في (( الاثنينيات )): محمد حسين زيدان، عبد الله بلخير، حسن عبد الله القرشي، عزيز ضياء، عبد العزيز الرفاعي، عبد المجيد شبكشي، أبو تراب الظاهري، محمد عبده يماني، عبد الله الجفري، محمد عبد الله مليباري، الشيخ أحمد ديدات، محمد سعيد طيب، عبد الله مناع، خالد عبد الغني، أحمد محمد الشامي، أحمد صلاح جمجوم، صلاح الدين المنجد، الحبيب بلخوجه، عبد القادر كوشك، جابر عصفور، فيصل الشهيل، وغيرهم. ونظراً إلى أن طبيعة الشخصيات التي يتم تكريمها متنوعة من ثقافية ودينية وديبلوماسية وأدبية، فإن الحوارات تغطي جوانب شاملة خصوصاً أن المحتفى بهم يتفاوتون من حيث العمر والخلفيات التعليمية والمهنية. وهكذا لا نغالي إذا قلنا أن التكريم يفتح الذاكرة السعودية على مدى العقود القليلة الماضية، ويشرعها على تطورات الحاضر. فمن خلال أحاديث الذكريات الكثيرة في (( الاثنينيات )) نستطيع أن نرسم صورة للمجتمع في تغيراته الجذرية عن طريق تجارب الناس المعنيين مباشرة.
ويحدث في كثير من الأحيان أن يكون اللقاء التكريمي مناسبة يقدم فيه أحد المشاركين جديده الشعري أو الأدبي أو الفكري. وبهذه الطريقة تلعب (( الاثنينية )) دور المنتدى الثقافي الحاضن للإبداعات الجديدة. ونقرأ في الجزء السابع الذي نحن بصدده قصائد لكل من: عبد الله الغاطي، أبي تراب الظاهري، علي أبي العلا، محمد عبد الله مليباري، عبد الله الخشرمي، أحمد سالم باعطب، أحمد علي المبارك، أبي عبد الرحمن بن عقيل، صالح مرداد، عبد الله بن إدريس، محمد هاشم رشيد، الشريف منصور، والملفت للنظر هنا أن الشعر العمودي هو الغالب، لكن عدداً من الحضور لم يتردد في إلقاء قصائد من الشعر الحر إلى جانب الشعر الكلاسيكي المعروف.
الحديث عن (( الاثنينيات )) يطول بقدر ما يتشعب الحوار والنقاش في كل واحدة منها. ومما لا شك فيه أن المجلدات السبعة التي صدرت حتى الآن، وغيرها قيد الإعداد حالياً، ستشكل مرجعاً أساسياً لفهم بعض معالم الحياة الفكرية ـ الثقافية ـ الاجتماعية في السعودية، خصوصاً في العقود القليلة الماضية التي شهدت تغييراً دراماتيكياً على أصعدة مختلفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج