شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس)) (1)
بقلم: الأستاذ حمد الجاسر
ـ 1 ـ
وللشهم الوطنيّ المفضال الأستاذ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجه من الأيادي البيضاء على الثقافة العربية في إقامة الندوات الأسبوعية، وفي إكرام البارزين من المثقفين والمفكرين والعلماء، من أبناء البلاد وغيرهم من الأقطار العربية والإسلامية، وفي نشر المؤلفات القيمة التي تخدم الثقافة العربية والإسلامية بوجه عام، الكثير مما لا يتسع المجال لتفصيله.
ومن آخر ما نَشر كتاب ((الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس)) تحرير الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، وهو كتاب حافل في موضوعه، يقع في مجلدين، يفصل الحديث عن التاريخ السياسي، وعن الأقليات، وعن المدن الأندلسية، وعن اللغة والشعر والأدب، والموسيقى، والفن والعمارة والتاريخ الاجتماعي، والتاريخ الاقتصادي، والفلسفة، والدراسات الدينية، والعلم و(التكنولوجيا) والزراعة.
وهذا الكتاب ألّفه عدد من رجال العلم البارزين المعنيين بتاريخ العرب في الأندلس في (23) بحثاً منها خمسة أبحاث لعلماء متخصصين من العرب وبقية الأبحاث لعلماء غربيين.
وقد جمعت مواده وكتبت مقدمته الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، وهي أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية، ومديرة مؤسسة (بروتا) و(رابطة الشرق والغرب) لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.
وقد افتتحت الكتاب بتوجيه الشكر والعرفان إلى أحد رعاة الأدب في الوطن العربي الشيخ عبد المقصود خوجه، لدعمه لتكاليف ترجمة هذا الكتاب الكبير، من الإنجليزية إلى العربية، ولمساهمته في تكاليف نشره، وأشارت إلى بعض مآثره الحميدة، ووجهت له شكر اللجنة الإدارية لمؤسسة (بروتا) و(رابطة الشرق والغرب) وحيّت روح رجل متميز كان ـ رحمه الله ـ حلقة الوصل التي وصلتها بالأستاذ خوجه، وهو الشيخ عبد العزيز الرفاعي، من ألمع الشخصيات الثقافية السعودية في نهاية القرن الماضي، وأفاضت في الثناء عليه، وعلى المشاركين في هذه الأبحاث والمترجمين، وسمَّت أكثرهم وختمت كلامها بالإقرار بديْنها الكبير في هذه الدراسات الأندلسية:
الأول: هو العمل الشاهق الذي قدمه إحسان عباس، هذا الباحث الكبير، والمحقق والناقد، والمؤرخ الأدبي الذي عمل طيلة حياته، إلى جانب أعمال كثيرة أخرى، على خدمة هذا الفرع من فروع الدراسة، مُمداً إياه بدرجة كبيرة من الوضوح والمعرفة والإمتاع، لقد ألقى ضوءاً ساطعاً على هذا الفرع من المعرفة، الذي سبب له مرور الأيام وقلة اكتراث العرب والمسلمين أن يبقى مغموراً وقابعاً في الظل.
وأشارت إلى أن الظروف الخارجة عن إرادته منعته من المشاركة المباشرة في هذا الكتاب، لكنه حاضر عبر العديد من الدراسات التي كتبها، والأعمال التي حققها وحده عن الأندلس، وحياتها الثقافية، كما أثنت على غيره، واتبعت ذلك بمقدمة عن فكرة هذا الكتاب في ذهنها، وعن تأثرها بزيارة ما خلّفه العرب من آثار الأندلس، وأوضحت أنها أرادت أن تجعل من هذا الكتاب عملاً شاقاً، ساعية إلى تغطية الجوانب الأساسية في الحضارة الإسلامية في أسبانيا، وذكرت بعد ذلك أن غاية (بروتا) منذ إنشائها سنة 1980م ومن بعدها (رابطة الشرق والغرب) التي ولدت بمولد هذا الكتاب سنة 1992م أن تسعيا لا لحصر عملهما في إشاعة المعرفة الجديدة عن التراث العربي الإسلامي، بل أيضاً إلى تغيير المواقف والرُّؤَى لهذا التراث الضخم من الإنجاز الإبداعي والمعرفي، آملة أن يكون لهذا الكتاب من الآثار في الحقول المتقدمة من الدراسات الأندلسية دوره الخاص في التوصُّل إلى الهدف المنشود.
ثم مقدمة الدكتور عبد العزيز الدوري، وهو أستاذ جليل ممن تخصص في التاريخ العربي وكان رئيس (جامعة بغداد) سابقاً، ويعمل الآن أستاذاً للتاريخ في (الجامعة الأردنية) تحدث عن الأندلس من الناحية التاريخية، وعن بيئتها الاجتماعية والثقافية قبل الفتح، وعن أثر العرب في التعريب في القرن الثالث الهجري، والتأثير بثقافتهم، وعن تأثرهم هم والبربر بالبيئة الاجتماعية الأندلسية، وتطرق إلى موضوعات أخرى عامة منها ما يتعلق بعمارة الأراضي، وأشار إلى المؤلفات التاريخية للأندلس وإلى المصادر القوطية، وإلى أن الحفريات الأثرية تقدم معلومات مهمة عن الاستقرار والحياة الريفية والدينية، وقد بدأ بعض الباحثين بالإفادة منها في دراسة المجتمع الأندلسي، ولكن هذا الاتجاه لا يزال في بداياته الأولى.
وكان هذا الكتاب قد أُلف باللغة الإنجليزية ثم قامت الدكتورة سلمى بجمع مواده والسعي لتعريبه، ووقَّعت مقدمات الكتاب (من أوله إلى ص 53).
وابتدأ قسم التاريخ السياسي من سنة 92 إلى سنة 897هـ (711 /1492م) قام بدراسته دراسة شاملة الدكتور محمود مكي، وهو من العلماء المتخصصين في الدراسات الأندلسية، وهو أستاذ الأدب الأندلسي في (جامعة القاهرة) ثم الحديث عن المدن، غرناطة، وقرطبة، وأشبيلية، لثلاثة من الباحثين الغربيين (من ص 151 إلى ص 232). ثم المستعربون: قضية مسيحية مهمة في الأندلس، وعن المدجنين وعن اليهود في أسبانيا المسلمة وعن الموريسكيين، تناول الكتابة عنها خمسة باحثين غربيين (من ص 233 إلى ص 358).
ثم الأندلس وشمال أفريقيا في عقيدة الموحِّدين، كتبت هذا الفصل (مادلين فليتشر) أستاذة الأدب والحضارة الأسبانيَّيْنِ، وترجمه عبد الواحد لؤلؤة (من ص 359 إلى ص 387).
ثم الشماليون في عيون الأندلسيين، كتب هذا الفصل الأستاذ عبد العزيز العظمة أستاذ الدراسات الإسلامية في (جامعة أكستر) باللغة الإنجليزية، وقام بترجمته فخري صالح ونوال حشيشو كمال (من ص 389 إلى ص 410).
ثم الإطار الإسلامي للرحلات الاستكشافية، إعداد الأستاذ عباس حمداني، وهو من المتخصصين في الدراسات الفاطمية والتاريخ الثقافي والاجتماعي للإسلام، وترجمة الأستاذ عبد الواحد لؤلؤة (من ص 411 إلى ص 458).
ثم الحديث عن اللغة والأدب فتحدث عن الأدب الأندلسي الأستاذ (بيير كاكيا) أستاذ اللغة والأدب العربيين في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة (أدنبرة) وجامعة (كولومبيا) (من ص 461 إلى ص 473).
وعن الشعر الأندلسي في العصر الذهبي، تحدثت الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي (من ص 475 إلى ص 570).
ثم الزجل والموشح، تحدث في الموضوع (جيمس ت. مونرو) أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في عدد من الجامعات الغربية، وقام بترجمته الأستاذ عبد الواحد لؤلؤة (من ص 571 إلى ص 636).
ثم التداخل اللغوي بين العربية واللغات الرومانسية في شبه الجزيرة الإيبيرية، للأستاذ (ف. كوريانتي) أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في (مدريد) وعربت الفصل الأستاذة مريم عبد الباقي (من ص 637 إلى ص 649).
ثم المفردات العربية وتصريفاتها في اللغات الرومانسية الإيبيرية، كتب الفصل (بيتر مينسر) أستاذ فقه اللغات الرومانسية في جامعة (سالزبورج) وعربته الأستاذة مريم عبد الباقي (من ص 651 إلى ص 656).
ثم التأثير العربي في الشعر الغزلي الأوروبي، للأستاذ (روجر بواز) أستاذ الدراسات الأسبانية، وهو مؤرخ معنيٌّ بأثر العرب في أوروبا، وعرب الفصل الأستاذان فخري صالح وعبد الواحد لؤلؤة (من ص 657 إلى ص 696).
ثم الأندلس وعام 1492: (سبل التذكر) أعدت هذا الفصل الأستاذة (ماريا روزا مينوكال) أستاذة اللغات الرومانسية في جامعتي (بنسلفانيا) و(يِيْل) وعربه الأستاذ فخري صالح بمراجعة الأستاذة نوال حشيشو كمال (من ص 697 إلى ص 726).
أما التراث الإسلامي في الأدب الإسباني، فقد كتبت هذا الفصل الأستاذة (لوسي لوبيز بارالت) أستاذة الأدب الأسباني والأدب المقارن في جامعة (بورتوريكو) وعربه الأستاذ فخري صالح (من ص 727 إلى ص 799).
ثم الموسيقى في الأندلس، دراسة شاملة أعدها (أوين رايت) معيد في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، في قسم اللغة العربية، وقام بتعريب الفصل عبد الواحد لؤلؤة، وبه ينتهي الجزء الأول من الكتاب الواقع في (835) صفحة.
وفي أول الكتاب مجموعة من الصور الأثرية عن جامعة قرطبة، وعن غرناطة، وأشبيلية، ومدينة الزهراء، وطليطلة، وغيرها من الآثار المتقنة التصوير الواضحة الألوان.
قد يلاحظ القارئ أن أكثر الباحثين هم من الغربيين الأسبان أو غيرهم، وقد يستغرب هذا بعض القراء، وخاصة ممن عرف أن للباحثين العرب مؤلفات كثيرة عن الأندلس وحينئذ قد يقال: أَلَيْس ما في تلك المؤلفات العربية يغني عن هذه الأبحاث التي كتبها غربيون قد يُطْمأَنّ إلى اتجاهاتهم؟!
ولكنني أرى أن مثل هذا القول يقوم على نظرة ضيقة، فالأندلس هي وإن كانت ردحاً من الزمن بلداً إسلامياً عربياً، إلاَّ أن الحالة قد تغيرت، فأصبحت تلك البلاد تسيطر عليها دولة غربية ذات صلة عميقة بها، وَوُجد فيها علماء ذَوُو عناية عامة بتاريخها، ولأكثَرهم توجهات في دراساتهم العلمية لا تقوم على التحيز والتعصب، وإنما تسعى لإيضاح الحقائق.
وما دام القارئ العربي قد عرف الكثير من آراء الباحثين العرب عن هذه البلاد، أفلا يجدر به أن يعرف ما يراه العلماء الغربيون عنها؟، إنه بذلك يكون قد ألمَّ بهذا الجانب الثقافي من ناحيتيه، وهذا يُهَيِّئ له وضوح الحقائق على وجهها الصحيح وخير للمثقف العربي أن لا تقتصر ثقافته على مصادره الخاصة، بل ينبغي له أن يستزيد من المعرفة من جميع روافدها أياً كانت، متى منحه الله ذهناً صافياً ومعرفة واسعة.
وينبغي أن يلاحظ أن ذلك الشهم الكريم الذي قام بنشر هذا الكتاب قد دفع تكاليف التعريب أيضاً.
وسيأتي الحديث عن الجزء الثاني.
ـ 2 ـ (2)
ويحسن أن أشير في أول حديثي هنا إلى أن الكتاب قد قامت الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي بتحريره في (48) دراسة متخصصة عن جميع اتجاهات الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه اثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً من أمريكا وأوروبا والوطن العربي، وقد صدر بالإنجليزية عن (دار بريل في هولندا) عام 1992م وهي الذكرى الخمس مئة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، وقام (مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت) بنشر الترجمة العربية له.
والدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي شاعرة وباحثة وناقدة، ولدت في الضفة الشرقية من الأردن في مدينة (السّلْط) من أب فلسطيني وأم لبنانية، وأمضت شبابها المبكر في (عكّا) و(القدس) ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في (بيروت) ونالت درجة (الدكتوراه) في الأدب العربي من جامعة (لندن) وسافرت إلى بلدان العالم المختلفة، وعملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية قبل أن تترك التعليم، ثم اتجهت لتؤسس ما عرف باسم (بروتا) وهو مشروع ترجمة الآداب العربية، بعد أن هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب والثقافة العربيان في العالم، وصدر لها مجموعات شعرية ومترجمات منها ((الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث)) في جزءين صدر عام 1977م، وعُرِّب حديثاً، ومن أعمالها في (بروتا) خمس موسوعات ((للأدب العربي الحديث))، من منشورات جامعة كولومبيا ونيويورك سنة 1987 و1990م، و((أدب الجزيرة العربية)) الذي نشر في (جامعة تكساس) سنة 1990/1994م، و((الأدب الفلسطيني الحديث)) من الكتب المنشورة في أمريكا، ولا يزال نشاطها متواصلاً، فقد أعدت كتاباً شاملاً عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام، كما تُعِدُّ مجموعات من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية للنشر.
ونالت سلمى (وسام القدس) والجائزة التكريمية التي يقدمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أمريكا. أما الجزء الثاني من هذا الكتاب الذي قام بنشره أولاً باللغة الإنجليزية (مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت) بعنوان (The Legacy of Muslim Spain) ففيه من المباحث (22) بحثاً، كلها لمتخصصين غربيين، سوى بحث واحد هو ((فلسفة ابن رشد)) للدكتور جمال العلوي، باحث عربي من المغرب، توفي سنة 1992م.
وسأعفي القارئ من ذكر اسماء الباحثين مكتفياً بالموضوعات، إذ سيرد في آخر الكتاب نبذة وافية عن جميعهم، تفصل تخصصاتهم وما تولوه من أعمال.
وها هي مباحث هذا الجزء:
أولاً: الفن والعمارة:
1 ـ نظرتان متضاربتان إلى الفن الإسلامي في شبه الجزيرة الأسبانية (من ص 845 إلى ص 854).
2 ـ تراث المدجنين في فن العمارة (من ص 855 إلى ص 862).
3 ـ فنون الأندلس (من ص 863 إلى ص 884).
4 ـ الحجم والمساحة في العمارة النصرية (من ص 885 إلى ص 890).
5 ـ النشوة والانضباط في الفن الأندلسي (من ص 891 إلى ص 906).
6 ـ فن الخط العربي في الأندلس (من ص 907 إلى ص 957).
ثانياً: التاريخ الاجتماعي وأسلوب المعيشة:
1 ـ التاريخ الاجتماعي لأسبانيا المسلمة من الفتح إلى نهاية حكمم الموحّدين (من بداية القرن الثامن إلى بداية القرن الثالث عشر) (من ص 961 إلى ص 994).
2 ـ المنزلة الاجتماعية لنساء الأندلس (من ص 995 إلى ص 1018).
3 ـ فنون الطبخ في الأندلس (من ص 1019 إلى ص 1037).
4 ـ صورة تقريبية للاقتصاد الأندلسي (من ص 1063 إلى ص 1062).
5 ـ التجار المسلمون في تجارة الأندلس الدولية (من ص 1041 إلى ص 1086).
ثالثاً: الفلسفة:
1 ـ الفكر الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية (من ص 1089 إلى ص 1123).
2 ـ فلسفة ابن رشد، وتطور إشكالية العقل عند ابن رشد (من ص 1125 إلى ص 1154).
3 ـ ابن طفيل وكتابه ((حي بن يقظان)) (من ص 1155 إلى ص 1176).
رابعاً: الدراسات الدينية:
1 ـ علماء الأندلس (من ص 1179 إلى ص 1216).
2 ـ ممارسات المسلمين الدينية في الأندلس بين القرنين الثاني والرابع الهجريين (من ص 1217 إلى ص 1239).
3 ـ الزندقة والبدع في الأندلس (من ص 1241 إلى ص 1258).
4 ـ التصوُّف الأندلسي وبروز ابن عربي (من ص 1259 إلى ص 1293).
خامساً: العلم و(التكنولوجيا) والزراعة:
1 ـ العلوم الفيزياوية والطبيعية والتقنية في الندلس (من ص 1297 إلى ص 1314).
2 ـ العلوم الدقيقة في الأندلس (من ص 1315 إلى ص 1344).
3 ـ (التكنولوجيا الهيدرولية) في الأندلس (من ص 1345 إلى ص 1366).
4 ـ الزراعة في أسبانيا المسلمة (من ص 1367 إلى ص 1384).
5 ـ نباتات الصباغة والنسيج (من ص 1385 إلى ص 1410).
6 ـ الحديقة الأندلسية (دراسة أولية في مدلولاتها الرمزية) (من ص 1411 إلى ص 1438).
7 ـ حركة الترجمة من العربية في القرون الوسطى في أسبانيا (من ص 1439 إلى ص 1475).
8 ـ إسهامات حضارية للعالم الإسلامي (من ص 1477 إلى ص 1481).
9 ـ نبذة عن المشاركين (من ص 1483 إلى ص 1501).
وفي هذه النبذة تفصيلات وافية عن الذين شاركوا في كتابة جميع موضوعات هذا المؤلَّف.
وقد أُلحق بالكتاب (من ص 1504 إلى ص 1511) خرائط متقنة الرسم عن الأندلس، على عهد العرب، ومسار الفتح العربي الإسلامي، وملوك الطوائف، والمرابطون، والموحّدون، ومملكة غرناطة، والأندلس الأموية، ثم فهرس شامل مرتب على حروف المعجم.
وسيلاحظ القارئ أن جلَّ من قام بدراسات موضوعات الكتاب من الغربيين، ولكنهم من ذوي الاختصاص فيما كتبوا فيه، وقد توجد في كتاباتهم بعض الآراء التي لا تتفق مع التفكير الإسلامي العام، وقد يكون من بينها ما لا يتفق مع الحقيقة، وما على الباحث حينما يحاول الوصول إلى الحقائق إذا تطلب ذلك سوى الرجوع إلى جميع المصادر الممكنة.
وبلاد الأندلس وإن أُشْبعت دراسةً من قبل المؤرخين والباحثين من المسلمين إلاَّ أن معرفة آراء غيرهم، وأكثرها يتفق مع آرائهم قد يمكّن من الإلمام بالموضوعات إلماماً تاماً
ولعل هذا المؤلَّف الضخم أوفى دراسة متكاملة للحياة الأندلسية من جميع نواحيها.
ومن هنا تتضح قيمة تعريبه ونشره في دائرة واسعة، لكي يستفيد منه المعنيون بالدراسات التاريخية.
وليس ما قام به الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه من تحمل نفقات نقله إلى اللغة العربية، وطباعته هذه الطباعة التي تعد أنموذجاً في إتقانها، بأول ما يبذله في ميدان خدمة الثقافة العربية الإسلامية عامة، فقد عرف ـ وفقه الله ـ منذ فترة طويلة بكونه صلة وصل بين مثقفي هذه البلاد وبين إخوانهم من مثقفي البلاد الإسلامية في مختلف أقطارهم، بما يقيمه من ندوات التعارف، وبما ينشره من المؤلفات لأولئك، بحيث أصبحت أفعاله تلك مثالاً ناصعاً يُبرز واجهة مشرقة للثقافة في بلادنا، وللتعبير عما يتصف به أهلها من كريم الخلال، وحميد الصفات المتوارثة، منذ أن اختار الله منها سيدنا محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام مبعوثاً إلى الناس كافة، ليتمم مكارم الأخلاق، فأصبحت هذه البلاد قبلة للعالم الإسلامي، للاتجاه نحو الكعبة المشرفة في صلواتهم، وللاتجاه بقلوبهم وأرواحهم للاقتباس مما يتصف به أهلها من هدي النبوة، المشع من موروث كتاب الله جل وعلا، ومن الثابت الصحيح من سنّة المصطفى عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً، ومن هدي السلف الصالح من الرعيل الأول من أصحابه، وتابعي نهجهم الذين قاموا بنشر الهداية الإسلامية في ربوع العالم.
وما أحوج من يعيش في هذه البلاد التي بتلك الصفة، لأن يكون قدوة حسنة في كل ذلك.
وما أحوج بلادنا إلى الرجال العاملين الذين يمثلون ما يجب أن يتصف به أهلها من سمو الأخلاق في جميع الاتجاهات، وأهمها نشر الثقافة العربية الإسلامية الصحيحة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1327  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج