شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جرح باتساع الوطن
محاولة فاشلة لاصطياد عصافير الشعر!! (1)
جدة/عبد العزيز التميمي
((جرح باتساع الوطن)) هو عنوان الكتاب الجديد الذي صدر للشاعر العراقي يحيى السماوي وهو من منشورات الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه.
وفي حنايا الكتاب الذي قال عنه الشاعر أنه نصوص نثرية.. كل الذي يعرف عنها عنه أنها إسقاطات ذاتية كتبها إثر كل محاولة يفشل فيها باصطياد عصافير الشعر منذ لجأ إلى القصيدة أملاً في أن يصنع لنفسه وطناً من الكلمات.
ويقول الشاعر: قد أكون مصيباً حين أعترف بأن هذه الكتابات كانت في حقيقتها استجابات روحية للأحاديث النبيلة التي غمرنا بها الشيخ الأديب عبد المقصود خوجه التي كان يهدف من ورائها إلى نزع خراب النفي بالمكابرة والإصرار على الجهاد. ويضم الكتاب نحو أربعين موضوعاً تتسم كما هي قصائد شاعرنا ـ بالحزن والشعور بالضياع والتشرّد والجنون.
وفي كل مقالة من مقالاته يندى جرح يتسع ليشمل جرح الشاعر ووطنه ثم جرح الأمة العربية جمعاء.
وهو في كل ما يكتب يرسل آهات بالأسى معبقة بالدم.. مثقلة بالحزن وكأنه هو يستغيث بالآخرين كي يسعوا وطناً وأمّة قبل أن يسعوا أفراده فالوطن هو الفرد.. وفي كل الأوطان تكون الأيدي البيضاء جواز دخول أصحابها إلى مدن اليقظة الحاطة إلا في وطنه.. فالأيدي البيضاء تقطف من أغصانها طالما لا تحسن فن التصفيف.
والشاعر يحيى السماوي أديب قادر على تطويع الكلمة ومعانيها ليوظفها في عطائه الأدبي شعراً أو نثراً.. فالمهم أن تؤدي المعنى الذي يقصده والصورة التي ينشد وصولها إلى قارئه مهما حفلت هذه الصورة بالمعاناة والألم.. وأسمعه يردد..
أريد لي عشرين يداً وورقة بمساحة غابة استوائية وقلماً بحجم نخلة مع بئر من حبر أسود، فأنا أريد أن أكتب قصيدتي الأخيرة أسكب منها قلقي وشحوب الأطفال.
وبمثل هذا الكلام يثمر شاعرنا ليرسم في الأفق البعيد تجربته في الغربة والتشرد، ليس غربته وحده بل غربة أبناء بلده وأهله ويصور مأساتهم.
أحلم أن أغفو على وسادة من العشب وإذ تلسعني الشمس أتبرد بمياه حكايات أطفال القرية وهم يتقافزون كعصافير البيادر.
أن ألعب معهم لعبة الصياد واليمامة أو الركض معهم حول السواقي وأن أصنع مثلهم الدمى الطينية فأنا رغم الأربعين أريد أن ابتدئ الطفولة.
والنصوص النثرية التي يضمها كتاب جرح باتساع الوطن إلى جانب أنها وصف لمأساة وتشرّد ورسائل إلى ضمير العالم العربي فإنها، رصد لكثير من الشمولات والمتغيرات التي استطاع الشاعر أن يجمعها في بوتقة الحزن ويظهرها بصهر الألم فجاءت كقصائد بوح مليئة بالشجن والحلم والبراءة والرغبة في الانطلاق نحو آفاق بعيدة من الأحلام الوردية والحب (منذ عرشت أشجارك في بساتين/ قلبي وأنا أستعير من العواصف والرعود/ طباعها كي أحلّق بك إلى هدب/ نجمة ولكي أضيء نوافذ عينيك. ولأنك ملاذ قلبي، فقد أقسمت/ أن أكون الموجة التي تخصب رحم المحارة/، والمحارة التي تقي يواقيت عينيك يا حبيبتي). وهكذا يحاول الشاعر أن يخرج من شرنقة بؤسه وآلامه ليزور بعض أسيجة العواطف الإنسانية الرحبة في شفافية حالمة ولغة معطاءة رائعة.
لماذا أحلم بمصباح علاء الدين أو خاتم سليمان إذا كان المارد لن يقف بين يدي والهدهد لن يحط على رأسي، أنا لا أريد أن أسقط من فضاء الأحلام على صخور الحقيقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج