شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قلبي على وطني (1)
بقلم: عبد الله الحيدري
يحيى السماوي شاعر مبدع لم نكن نعرفه قبل أزمة الخليج على الرغم من أنه أصدر قبل حوالي أربعة وعشرين عاماً ديوانه الأول الموسوم بـ ((عيناك دنيا))، ثم ((قصائد في زمن السبي والبكاء)) عام 1971م، و((مراسيم الخروج من الجسد)) عام 1976م.
ولكم تساءلنا: لماذا لم نقرأ لهذا الشاعر من قبل؟ ولم نظفر بإجابة مقنعة سوى أن طاغية العراق لم يرد للشعراء غير البعثيين الحضور الإعلامي، وأملى عليهم الحصار وتكميم الأفواه ولكن أنى له أن يفعل ذلك مع الأصوات الحرة التي تمتلك الجرأة والمقدرة لاختراق حواجزه الوهمية!
والسماوي من الأصوات الشاعرية الجريئة بحيث أدرك أن رسالته الأدبية لن تستطيع أن تتنفّس في ظل القهر والظلم فنجى بنفسه بعد أن لقي من التعذيب والنكال ما الله به عليم.
والملاحظ أن الشاعر السماوي يحمل روحاً اجتماعية اندماجية بحيث أدرك منذ أن استقر به المقام في المملكة ضرورة الاتصال بوسائل الإعلام ـ وبخاصة الصحف ـ واستطاع من خلال المنابر الصحفية أن يسمعنا صوته الجهير والقوي وأن يقنعنا بحضوره الجميل. ولم يكتف بذلك بل مد أواصر الصداقة والتعارف ـ وحسناً فعل ـ مع الأدباء والشعراء والكتاب والصحافيين هنا في المملكة فأحبهم وأحبوه، ومن هنا فقد وجد السماوي في موطنه الثاني ذاته وأحسّ أن هناك من يقدّر شاعريته وإنسانيته ومن يخفف عنه آلامه وجرحه. فها هو رجل الأعمال السيد عبد المقصود خوجه يضطلع بتكريمه في دارته المضيافة، وها هو هذا العام ينشر له ديوانه الرابع ((قلبي على وطني)) ليضم ما تناثر له من قصائد نشرت في عديد من الصحف والمجلات في المملكة، والتي كان الشاعر قد نظمها عقب تحرير الكويت واندحار الطاغية العراقي وقد يعجب القارئ حين يسمع أن قصائد الديوان وعددها أربع وعشرون قصيدة نظمت خلال الفترة من صفر وذي القعدة عام 1412هـ، ومعنى هذا أن الشاعر له نفس طويل وشاعرية متدفّقة.
وليس هذا فحسب بل إن قصائد الديوان من الشعر المطرب الذي يريح السامع ويلتذّ له ويتفاعل معه، ولهذا فإن المدة الزمنية القصيرة التي نظمت فيها قصائد الديوان لم تؤثّر على المستوى الفني ومقدار الجودة.
وقد أهدى السماوي ديوانه هذا ((إلى الأديب الذي فتح دارته العامرة وبسط يديه السخيتين للأدب والأدباء.. إلى عبد المقصود خوجه أهدي مجموعتي الشعرية هذه والتي ما كان لها أن تعشب لولا مياه أمطاره ورعايته)).
وإلى جانب هذا الإهداء استهلّ الديوان بقصيدتين هما ((مطر في كل الفصول)) و((يا غابة الفضل)) أبان فيهما مناقب خوجه ومآثره واحتفاءه بالأدب والأدباء.. وهذا يمثّل خصلة الوفاء لدى الشاعر تجاه من يحسن إليه.
من قصائد الديوان: أختاه، بحيرة العشق، يا آل ياسر، للحب أخلاق، قلبي على بغداد، الاختيار، فتشت عن وجهي. في بحيرة العشق يقول:
آه على وطن كاد النخيل به
يكبو ويبرأ من أعذاقه الرطب
وكان يبرأ حتى من كواكبه
ليل ويخجل من أجفانه الهدب
لا يا حبيبة هل يشقيك قفر يدي
لي الضنى، ولغيري الجاه والرتب
يظل فقري أسمى من وجاهتهم
ما دمت ـ من شرف ـ للطهر انتسب
وفي ندائه للصابرين في العراق يقول:
يا آل ياسر في العراق تصبروا
إن الجهاد إلى الجنائن معبر
سنعيد للصبح الشحيح شموسه
مهما طغى وتعسف المتجبر
يا آل ياسر والعذاب ثوابه
إن كان من أجل العقيدة أكبر
وأخال أني سأقتطف من كل قصيدة مقطعاً لو أطلقت للقلم العنان ولكني اكتفي بما قدمت وأعد قراء الملحق بدراسة متكاملة للديوان يقوم بها أستاذ جامعي في القريب العاجل ـ إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :522  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج