شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمد عرفه ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور محمد عرفة - عميد القبول والتسجيل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- والصلاة والسلام على رسول الله.. نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه وبعد:
- كلمتي عن أستاذي فضيلة الشيخ منّاع خليل القطّان، عبارة عن خواطر عن علاقتي به، منذ أن التقيت به منذ أكثر من سبعة وثلاثين عاماً، فلقد التقيت به في السبعينات من القرن الماضي، عندما كنت طالباً في كلية الشريعة بالرياض، وكان هو أستاذاً في كليتي الشريعة واللغة العربية، التابعتين للإدارة العامة للكليات والمعاهد العلمية آنذاك، واللتين كونتا فيما بعد النواة الأولى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية، عرفته - آنذاك - شاباً مليئاً بالحيوية والنشاط، يميزه عن الكثيرين من شباب جيله ما يحمله من هموم أمته، وما يتجسد في داخل ذاته من آمالها وتطلعاتها، ولا عجب في ذلك، فقد تربى في مدرسة الإمام الشهيد الشيخ حسن البنا، مرشد جماعة الإخوان المسلمين الأول (عليه رحمة الله) وتخرج في جامعة الإِسلام الكبرى بعقيدتها، وتشريعاتها، وقيمها، وآدابها، فانطبعت على ذلك نفسه، وانصبغت بذلك شخصيته، فكان بذلك مع شبابه وفتوته يتمتع بحكمة الشيوخ، وبحنكة الخبير المجرب، وبقوة تحمل أولي العزم من الرجال.
- لقد عركته الحياة وذاق مرها وجاس وعرها، وهو لما يزل غض الإهاب؛ واقتضت إرادة الله أن يترك موطنه الأصلي مصر إلى المملكة، فاراً بدينه مهاجراً إلى الله، وهو في مقتبل عمره، لما يبلغ الثلاثين من العمر؛ وهنا تنقل بين القصيم والإحساء والرياض، وذاق مرارة البعد عن والديه وأهله؛ وهنا في السعودية عند مجيئه إليها، كانت شعارات القومية والبعثية والناصرية على أشدها، بين أوساط كثير من الشباب المندفع آنذاك، شأنهم شأن أمثالهم من الشباب العربي في تلك الحقبة؛ فكان لا بد أن يكون للمثقف المسلم دوره في التوضيح والتوجيه، وهو في سبيل ذلك لا بد أن يحتك مع أنصار ذلك التيار الجارف..
- وهكذا كان الشيخ، فقد ناله الكثير من العنت والمضايقات من أولئك الناس، في سبيل وفائه لرسالته، وصدقه مع الله ومع نفسه، ومع الآخرين؛ ولكن تلك المشاق والمتاعب، وتلك الغربة المبكرة عن الأهل والوطن، أضافت الكثير إلى رصيده في الخبرة والمعرفة الشاملة بالحياة وبأهلها، فكان شأنه في ذلك شأن معدن الذهب كلما صهرته النار زاد نقاءاً وصفاءً، عرفته في السبعينات عن قرب، عندما كان (يحفظه الله) يوجهنا في بعض الأنشطة العلمية والثقافية داخل الكلية، وفي بعض الأنشطة الاجتماعية والتربوية والدعوية خارجها؛ فكان لتلك المناشط والتوجيهات آثارها الباقية في ذواتنا وتوجهاتنا إلى اليوم.
- وتوطدت أركان الصحبة مع فضيلته في التسعينات الهجرية، عندما تلقيت عليه محاضرات في المعهد العالي للقضاء في مرحلة الماجستير، وتأكدت تلك الصحبة أكثر عندما شرفت بإشرافه العلمي على رسالتي الماجستير؛ فكان أن نلت الحظ الأوفر من علمه وجهوده وتوجيهاته؛ ولقد استمرت الصلة قائمة متجددة باستمرار من بدايتها حتى أيامنا هذه، وأسأل الله أن تبقى حتى نلقى الله (سبحانه وتعالى) أخوين متحابين في الله، فنكون ممن يظلهم الله تحت ظل عرشه.
- واليوم ونحن نحتفي به، فإننا نحتفي بعلم من أعلام العلم والفكر والمعرفة، وبرجل من رجالات الإِسلام الَّذين عاشوا وعانوا من أجله، وبداعية من دعاة الإِسلام الحكماء الَّذين استطاعوا إيصال ما يريدون للناس، في دروب مليئة بالشوك والوعر دونما مأخذ عليه..
- مضيفنا الكريم: إن احتفاءكم بضيفكم هو احتفاء بكل القيم والأفكار، والمعاني السامية، التي يمثلها الضيف وتتمثل فيه؛ وهو لفتة كريمة من رجل كريم، يعرف أقدار الرجال، لرجل كبير جدير بهذا التكريم، فأكرمكم الله كما كرمتموه وكرمتمونا معه بحضور تكريمه، وأجزل لكم المثوبة والأجر على حسن صنيعكم هذا، وأخلف عليكم ما تنفقونه في هذا المجال الخير المبارك، اثنينيتكم الموفقة.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :789  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج