شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ مصطفى حسين عطار ))
ثم أعطيت الكلمة للمربي والكاتب المعروف الأستاذ مصطفى حسين عطار فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..
 
- أيها الإخوة الأحبة: أرجو أن تسمحوا لي اليوم بالترحيب بوفد طيبة الطيبة، بوفد مهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الترحيب بالأنصار الَّذين رفع الله مقامهم في كتابه العزيز، حيث قال: والَّذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. ويرى المفسرون أن تبوؤوا الدار والإيمان، أي لازموا الدار ولازموا الإيمان ولزمهم، لزمتهم المدينة ولزمهم الإيمان، وسماهم الرسول (صلوات الله عليه) الأنصار، كما سمى أهل مكة أهل الله؛ وبقدر ما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقدر ما دعا الخليل، خليل الله نبيه ورسوله (صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا) فقد دعا رسول الله للمدينة المنوَّرة، وأكثر من ذلك، دعا للمدينة بأكثر مما دعا لمكة.. لحبه ووفائه للمدينة، وللأهل الَّذين آووه ونصروه؛ وحينما تأثر بعض الصحابة من موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من توزيع الغنائم في غزوة حنين، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم خطيباً في الأنصار، وقال لهم كلمات بليغة تعبر عن مدى حبه للأنصار، واعترافه بمالهم من الدور العظيم في نصرة الدعوة الإِسلامية، وفي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
- بدأ الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) خطابه الكريم بقوله: "ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالَّذي نفس محمد بيده لو لم تكن الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار..".
 
- صلوات الله وسلامه عليه.. حسبنا أن الله (سبحانه وتعالى) أشار إلى أخلاق الرسول بقولـه: وإنك لعلى خلق عظيم حسبنا أن الرسول (صلوات الله عليه) حصر دعوة الإِسلام في مكارم الأخلاق، وقال: "إنما بعثت لأكمل مكارم الأخلاق".
 
- فنحن اليوم حينما نرحب ونحتفي مع أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه بن محمد سعيد، نحتفي بوفد المدينة، وفد الخلق العظيم، والعطاء الطيب، وأخي نايف الدعيس الشريف - حمداً لله - فقد بارك الله فيه وفي علمه، وفي وقته؛ وأعطاه خلقاً عظيماً، جعله في هذه الميزة وهذه المكانة الرفيعة؛ فهو من اللذين حملوا العلم، ولم يكتفوا به ليتحدثوا به، أو ليتواروا في أبراجهم العالية، ويقدموا من هناك عطاءهم لطلابهم، بل خرج بعلمه ليقدمه للناس ضمن ندوته، وضمن البرامج والمحاضرات التي يشارك فيها؛ وإن هذا يذكرني بما قيل عن الحسن البصري (رضي الله عنه) حينما رأوا ازدحام حلقة تدريسه، وازدحام الناس وحرصهم على أن يكونوا في حلقته ليتلقوا العلم عنه؛ لما سئل: لِمَ ترك الناسُ مشايخ الحسن البصري وأتوا الحسن البصري؟ قال ذلك علم حمل وعمل به، وأولئك حملوا العلم ولم يعملوا به؛ بمعنى أنهم لم يقدموه للناس.
 
- فما فتحت الإذاعة وما أدرت التلفاز، إلاَّ وجدت برنامجاً لأخي الدكتور العالم نايف الدعيس، يحاضر ويترأس ندوة، ويتحدث للناس وللشباب عن الخلق وعن التشريع الإِسلامي وهكذا..، فهو من الَّذين أكرمهم الله بالعلم، وأكرمهم الله بالعمل، وهذا شيء نحمده عليه، والإِسلام أوصى العلماء بأن يعملوا بعلمهم، وجعل من كتم علماً يلجم بلجام من نار؛ فنحمد الله (سبحانه وتعالى) ونهنئ الأخ نايفاً على هذا العطاء الطيب، وعلى هذا التوفيق (سبحانه وتعالى).
- ثم إنها مناسبة لنهنئ نادي المدينة الأدبي، ورئيسه الشاعر الأديب، الَّذي حرص ويحرص - أيضاً - أن يكون حضوره - دائماً - ثرياً غنياً بشعره وبأدبه؛ وأن رئاسته لنادي المدينة - هو وزميله الدكتور الخطراوي - أتت بنتائج عظيمة جداً، ولعل من نافلة القول، أن نشير إلى أن نادي المدينة طبع أكثر من مائة كتاب لأدباء من المدينة ومن غيرها، وأن نادي المدينة المنوَّرة حرص على أن يمسح المدينة المنوَّرة، فيحصي شعرائها، يحصيهم ويكتب، أو يكلف من يكتب فيهم أبحاثاً.
- والدكتور الخطراوي أيضاً من الشباب العلماء، ولو أنه بلغ مرحلة الكهولة، ولكنه شباب القلب وشباب العطاء، وهو من الَّذين نحمد لهم أن رسالة الدكتوراة كانت في المدينة المنوَّرة، وفي أدب المدينة، وتاريخ المدينة؛ ثم إنه لم يحجبها في الأدراج كما يفعل البعض، بل إنها صدرت في مؤلفات مجزأة فهذه كلها عطاءات كريمة للإخوة الكرام.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :607  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.