شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(29)
صور شعرية.. شعبية
وإنني لاحتفظ داخل ظرف أصفر باهت ببعض ما لم ير النور من شعري.. لأجد المناسبة اليوم فيه.. بعض قصائدنا تمثل شيئاً مما سلف ـ ولأقتطف منها ـ رغم الإحساس برذيلة تكرار الاستعراضات الشعرية.. بعض الأبيات ترسم صورتها الشعبية صوراً شعبية يستدعي البحث وطبيعته الاستشهاد بها.. في حدود الضرورة اللازمة.. دون استكمال لها.. أو ترتيب.. في سياقها المسرود..
فمن قصيدة.. عن بيتنا القديم الكبير.. بعنوان "كوني الصغير!..":
عشت في بيتنا الكبير
تحته السوق كله
أشهد الدرب.. في المسير
ضاق بالناس حفله
أرقب البائع الحقير
طفف الوزن رطله
جنبه الحاذق البصير
شاع بالذكر فضله
اجتلى صانع الفطير
رائق الصنع شغله
خافضاً حسه الأثير
يوجز الصبر قوله
أو أرى "السيد" الشهير
ذاع في الحي فوله
يلتقي عنده القصير
ما علا الشبر طوله
صوبه المبسط النضير
راق للعين شكله
إنه السوق.. كالمصير
صفت الرزق سبله
إنه كوننا الصغير
طاف بالفرع أصله
(في محطاته القصار)
يعرض النفس.. والضمير
علم المرء دخله
فيهما.. الكر.. والفرار..
أول الناس.. كالأخير
سابق الجسم ظله
ويل من فاته القطار!!
ومن قصيدة أخرى.. لم أجد لها عنواناً.. وليس من المهم أن يكون لها عنوان.. أقول:
ومن السبت.. للخميس
نطلب العلم.. في الفلاح
نحفظ النحو.. والحساب
في اجتهاد.. وفي مرح!
نأكل الجبن.. والتميس
في غدو.. وفي مراح
يستوي القشر واللباب
بين وقت الفسح
عند من خاب.. ومن نجح!!
ومن الصبح.. للمعاد
طول يوم الجمع..
نلعب الدوم.. والكبوش
والمداوين.. والكبت
أو نصيد الدبا.. الجراد
إن عدا.. أن قبع
نصرف البعض من قروش
بعضها يورث الشبع
في المداريه.. في المتع!!
كما نجد أن بعض فقرات قصيدة.. الراوي.. والمقهى.. تؤكِّد في صدق.. وإخلاص.. وحنين.. بعض ما أسلفنا عن شخصية الراوي ذاته.. وعن أثر المقهى البلدي في حياتنا الماضية المنكمشة في حلزوناتها المهملة الباقية.. وتقول بعض هذه الفقرات:
وإذا أقبل المساء
وانقضت.. للعشا.. صلاه
اجتلى السوق.. في بهاه
حلقت وسطه الصفوف..
في المقاهي.. أرائكا
أمها الكل.. واتكى
يشرب الشاي.. لا الكيوف
يسمع الراوي العجوز
بين ما جاز.. لا يجوز
يحسن السرد.. والوقوف
مده الليل ـ قنطره
لابن شداد.. عنتره
قاتل الناس بالألوف
قاهر البيد والبواد
رافع السود والسواد
سمعة حرة الطيوف
راكب ـ الأبجر ـ الحصان
خالد العصر.. والأوان
ناشر الرعب والحتوف
اعشق الليل والنهار
من كبار.. ومن صغار!
دأبه الكذب.. والشجار
رائج الصنف.. والشعار!
قد علا صيته.. وطار
ما لدى نارنا خيار!
ناصع اللون.. والجرار
والفتى الغض.. والكبار!
ما علا خبزه.. الغبار
بين عسر.. وفي يسار!
حتى نصل بعد زمن إلى صورة من صور فتياننا الحارويين آنذاك تجمعهم المقهى.. منتدى سمير.. ومجتلى رجلوة.. وملتقى طرب غير مائع.. ولا مجلوب.. في جزء من فقرة من مقطوعة تقول:
أو أرى صفوة الصحاب
من فتواتنا الشباب
"جوقة".. شدوها قطوف
غنت "الجوك" في نهم
ساحر الصوت.. والنغم
نضبط الوقع.. بالكفوف
بين صهبائهم لقا
زان غصن النقا
كللت هامه الحروف..
فتية دأبها المدى
الهوى.. ناقع الصدى
مازه كوننا الألوف
وإنني لأرجو لهذه الصورة الشعبية.. على تواضعها أن ترى النور كاملة.. في وقت ليس بالبعيد.. إن شاء الله ولعلّ فيما ساقنا إليه الاستطراد محمولين فوق سحابة رائقة.. من سحب الهدا المتناثرة في يوم غائم بمجلس الصديق الوزير ما يؤكِّد بعض حسنات هذا الجبل الأشم العالي.. الجبل الذي صار سهلاً.. ما بعدنا عنه بالذكرى حديثاً يطول.. ألا لنعود إليه بالقلب هوى يرفرف.. وحباً يتأكد.. بما كان له.. وما صار.. من حسنات.. وحسنات!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج