شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 12 )
متاحف...
المتاحف على أنماطها المختلفة.. معارض كاملة للحركة الذهنية، والذوقية، وإثارتها على الحياة والإستمرار الخاصين بها.. وقد يجمع بعضها إلى ذلك.. عدى الفائدة الفنية، أو التاريخية، أو الذوقية القدرة على الكشف لما هو أبعد من الموجود، وإلى التطلع لكون حيوي أرقى.. وهذا خير ما فيه..
فمتحف فؤاد الأول الطبي دعوة صادقة نفاذة إلى الإنسان لاكتشاف ما فيه ومحاذرة ما تنبغي محاذرته، ومسايرة ما يرتقي به إلى خير ما يريد، لا على أنه مثالية مرتقبة ـ ولكن على أنه دافع علمي تجريبي ممكن بسهولة ويسر.. فالدلالة على التركيب الجسمي ومواطن الداء، وبعثه، والدواء، ومعاطاته ميسورة فيه بأبسط السبل المجسمة والأساليب المرئية يتقابل فيها الفكر المتمتع، والذهن المستفيد، والملكة المجرّبة في مجال لا يغثي النفس، ولا يكرب الخاطر والطبيعة..
ومتحف الشمع في فنون تنوعه دراسة عابرة منظمة. تغنيك فيها النظرة بما لا تصل إليه مكرورات الدراسة اللفظية الجافة، لدراسة عظيم ممثل بملامحه. وجثمانه، وهو في فنه الساحر في بساطة أنموذج حلو لترف الذهن، ونفاسة الثروة الإنسانية، لا يذهب بها كرّ الأيام، ولا يهدر قيمتها غنى النفس الممتد..
والمتحف الزراعي سلسلة مترابطة من تاريخ الإنسانية والأجيال ممثلة في منظورات مرتبة وهو في بسطه المترامي نبش للذهن، ونوافذ للعقل مطلة على أجمل ما تبدعه يد الطبيعة والإنسان.. وحركات أحاسيس ناعمة في تقلبها، واضطرابها وتنقلها من حسن إلى أحسن منه..
وتلكم أولى أسباب اللذة الكبرى، والفائدة المتسرّبة إلى النفس عن طريق الدغدغة.. الناعمة، لا القابلية الخشنة أسلوباً وهضماً له.. حتى لكأنما أذيبت دروس الطب وقوى الفن، والتاريخ، ومحاضراته العليا كلها في تماثيل وخلاصات، تلمح بالذهن وتخطف بالعين، فتطبع في الذاكرة قواعد حية.. ومعلومات..
وما يؤلم تقريره بعد، ومن جديد إني لم أجد هنا وهناك من المصريين إخواننا. والعرب عامة، والحجازيين خاصة من اطمئن بوجودهم إلى أننا جماعة نشارك الإنسان المفكر في إيجاد هذه المتاحف وإنجاز رسالتها.. لقد طفت.. ولكن بين مجموعة من الرطانات، الرطانات. التي آمنت أنها فاقت.. لأنها أدركت. ولأنها سايرت الإدراك الصحيح.. واستجابت لمطالبه، وضرائبه المتعددة الباهظ منها والتافه.. وإن كان "مشواراً" من القاهرة.. إلى قلبها.. أو أطرافها..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :822  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج