شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 10 )
حلوان...
لعل أثر زيارة.. "حديقة الحيوانات" بنفسي. ونهم الحس والإدراك للتطلع والاستزادة والتنويع. هو دافعي الشخصي على الإلحاح على الرفاق اليوم في زيارة حلوان، ورؤيتها وما فيها.. رغم وقدة الظهيرة. وإمكان تأجيل تلك الزيارة ليوم آخر..
ولقد كان.. فركبنا القطار ـ والقطار عالم صغير متحرك ـ وشاهدناها، فشاهدنا الهدوء، والفتنة. ممثلة في ضاحية رائعة جمعت بين مادية الحياة من مواصلاتها . وأغراضها الرئيسية المتنوعة، وبين فتنتها كشعر وهدوء. فوفقت بينهما أحسن توفيق. كما جمعت بين الحياة تستأني الموت. أولا تشعر بوجوده حركة، وصحة، وآلاماً لا تنفد في حدائقها، وفيلاتها. وشوارعها. وبين الحياة تستعجل أو تستقبل الموت في هدوء ورضى واطمئنان.. في مستشفاها الصدري يجمع بين الشاب الوضيء، والحسناء الرائعة، والرجل الكامل، والمرأة المكتملة وإليهم..
ولعلّ أغرب ما جمعته فيما جمعت، والحياة غافلة عن الحياة. وضعاً. ونظاماً. وحاضراً مرتباً، أو مستقبلاً مأمولاً. وعقلاً جامداً بين اللقمة تأتي من أي طريق. والبشرى السارة. والنازلة الفاجعة، والخوف الدائم منها.. في مستشفى المجاذيب..عند العقلاء والعقلاء السعداء عند أنفسهم إن اجتمعت السعادة والعقل في رأس يحسب ويفكر ويقدر.. والمجانين السعداء في واقعهم أمل لا يخيب ورغبة لا تعز، وحرية لا تحد، وغفلة تامة أولاً وأخيراً عن "غول" الحي الرهيب: الفناء المنظور..
واتخذنا ـ بعد طوافنا ـ مقعدنا بالكشك الياباني، وبعد مرورنا بكشك الحياة، وشاهدنا زمرة من الشبان والشابات تشاهد المتناظرين من الجنسين في الفكاهة وتبادلها. وسرعة البديهة والخاطر. انتقاداً. وتمثيلاً للحياة وما فيها من صور. وأشخاص ومفارقات. وأنه لنمط من التمثيل البدائي، أو هو التمثيل لم تفسده الأوضاع الجامدة والمتحركة للأهداف تعلو قليلاً، وتسفل أو ترخص في الأعم الغالب..
ونعمنا بالجلسة الهادئة يمرح فيها الشباب، ويختال بها الحسن، ويعشش لديها الغرام.. فقد جاورنا حبيبين أو خطيبين لم يشعرا طيلة المدة التي قضيناها هناك بالموجودين ولا بالموجودات اكتفاء بكون عامر. فاتن، مصوراً في عين تنظر في عين، وقلب يحن إلى قلب، وأمل حار دافق متمازج..
إن الحب لم يربطه القيد؛ بالرغيف تحية، وبالثوب لحناً، وبالمسكن حكاية، وبالنسل حدوداً، لهو الحب الواحد، في عمر الزهرة، وحرارة البهجة، وجمال اللهفة. فليت أيام حبكما.. أو خطوبتكما تطول قليلاً قبل دخولكما الكنيسة، أو حضور المأذون.. أيها الجاران الغافلان..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :816  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج