شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 5 )
صالات..
الصالات حتى الآن معرض بشري للإثارة الجسدية، وإعطاء النفس والجسم حريتهما.. الرخيصة الهابطة فهي محرقة للنفس. والجسد، والجيب. وهذا بالطبع قول الصحو التام في غشيانها، ومنطق العقل الواعي لكل ما يدور بها، ونتيجة النظرة المطلقة الشاملة لها. والمسجلة ما فيه. والمنصبة على ذلك، وإدراكه بمجموعة رقابية من الوعي، والخلو، والفكرة العامة، والانشغال العملي، وجدية الرأي العام الزاهد! والمفكر! والمحروم.. وإنما هي بالبداهة. دنيا حارة. وخضم متموج مدهده للأعصاب، مخدر للشعور في منتهى اللذة والانسياق لكل من غشيها تائهاً عن دنيا الواقع في يقظته المشمسة بكونه المخمور المغطّى على كل شيء، والقانع بالحركة دون مغزاها، والفرحة دون بواعثها.. والوقت من غير حسابه والمادة لا أسف عليها..
فالمأساة الجسدية في الصالة مختفية تماماً وراء الأضواء، والمساحيق والعقار وحمى الرجفة، والاندفاع معها، وفي تخيلاتها البعيدة، فالوقتية بها هي كل شيء لانقطاع حاضر اللحظات هناك عن مستقبلها القريب قبل البعيد، وآتيها غير الملموح. أو المنظور إليه إلا على أنه امتداد حلو، ساحر، جذاب..
ولقد يعذر في انبهاره منها ذوو الحياة الغائمة، والمدمنين عليها، ولكن كيف يعذر الرائد المنقطع الآلف بسماعه، ومشاهداته ما فيها والواعي المغالط عقله وواقع ما بها ما داما لم يربطا بالحلقة يقيد بها العقل من شفة. أو كأس؟؟ إنها ـ الصالة ـ مجال تفريج، فلن ينكر ما للجسد من حق قوى ثابت.. ومسرح ائتناس.. وانطلاق لو روعي عدم التطرف القائم بها في كل شيء.. لمجاراة الرغبة البهيمية السافرة، والنهم الخلقي المتركّز في طبيعة الحيوان والحبيس كعفريت قمقم سليمان..
ولكن متى صلح المزاج. أو تم من ضدين العقل طاغيتهما الممقوت، والقلب جيبهما الهائم؟ اللهم إلا بالإرادة للكبح والمسايرة لمنع الضغط، والسعي لذلك بطريقة الإيمان بالفكرة وإمكانية حدوثها ـ تتدرج لأعلى بدون عناء، ولا تنحدر إلى أسفل بسلس انقياد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :705  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.