شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 3 )
سينما..
ذهبنا إلى السينما.. وشاهدنا فيلمين مصريين اثنين على التوالي.. إنها استعراض حياة وأخلاق، وعادات، ومجال إرشاد ونقد وتوجيه ووسيلة بسط للعبرة وبعث للفكاهة. والمرح. والسرور.. كما هي فرصة تقليدية لقتل السآمة، وتزجية الفراغ ومحاربة الملل.. وتركيز طبائع.. وتوجيه أذهان.. وابتلاع جيوب.. فالرقابة عليها ـ وهي كل ذلك أثراً وتأثيراً ـ واجب ضروري الأداء والدوام. لتتخذ مجراها النافع.. والمستوى اللائق. والوازع النبيل الدافع إليها وعليها في الأساس.
إن الرواية المصرية في مجموعها لم تتركز بعد استقلالاً، ومغزى، وترابطاً. واستقامة طبيعية..فالفجوات فيها، واللمح القاصر، والمجافاة، والبتر. كل هذا واضح فيما شاهدناه وهو من خير المعروض.. ولعل الدافع القسري عليه حداثة القصة، وقلة البارزين فيها. أو المقبلين عليها من البارزين. وضخامة التكاليف. وخشية الإفلاس، وسرعة الاستغلال الجنونية من أخصر وأضمن طريق، ومحدودية الوجوه، وقلة الممثلين، والممثلات الممتازين، والممتازات.
والملاحظ أن أغلب رواد السينما ممن لا تنفذ أبصارهم إلى ما وراء الظاهر، والاكتفاء بالاستمتاع بها في حدوده المجرّدة فحسب.. ويكفي أن تكون المرأة العنصر الغالب بدورها لإدراك سبب تفاهة الملاحظة، ووقوفها عند ذلك إطراء. أو نقداً.. وأن تكون المادية الجامدة وحدها هي المحرّك الأول والأخير عند العارض والمعلن ومن إليهما غالباً.. وإلاّ فأين هي الأهداف القومية المركّزة فيا.. وأين هو النقد الحر المسموع، والمقروء.. والطبيعة المصرية نقادة. نفاذة. ساخرة؟. إن جواب ذلك عند جمهرة المثقفين، والأدباء. والصحفيين، وهم العازفون. أو العابثون استدامة للنفع.. لا عند المتفرجين السطحيين. وأغلبهم تقليديون.. اللهم إلا في ملاحظة هندام وجمال الممثل، أو الممثلة "كشخص" لا "كدور" له أولها وفكرة لهذا الدور كجزء من كل.. بل للوقوف عند شكله وشكلها. صورة وصوتاً، وحركة. ودواماً عليها..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1252  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.