شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق الأستاذ عبد الله نور ))
ثم أتيحت الفرصة لسعادة الأديب الكاتب الأستاذ عبد الله نور ليعلق على الأمسية فقال:
أزوار بيت الله مروا بيثرب
لحاجة مَتْبول الفؤاد كئيب
إذا ما مررتم يثرباً فابدؤوا
بِلَطْمِ خدود أو بشق جيوب
وقولوا لهم يا أهل يثرب أسعدوا
على جَلَبٍ في الحادثات جليب
فإنا تركنا في العراق أخا هوىً
تنشبَّ رهناً من حبال شعوب
به سقمٌ أعيا المداوين طبه
سوى ظَنِّهم من مُخطىءٍ ومصيب
إذا ما عصرنا الماء في فيه مجَّه
وإن نحن نادينا فغير مجيب
خذوني فنادوا بي صراحاً بنسيه
ليعلم من تعنون كل أديب
فإنكم إن تفعلوا ذاك تأتكم
أمينة خودٍ كالمهاة لعوب
عزيز عليها ما وعت غير أنها
نأت وبنات الدهر ذات خطوب
خذوا لي منها جرعةً في زجاجة
ألا إنها لو تعلمون طبيبي
فإن قـال أهلـي مـا الَّذي جئتُمُ بـه؟
وقد يحسن العليل كل أديب
فقولوا لهم جئناه من ماء زمزم
لتشفيه من داء به وذنوب
وسيروا فإن أدركتُمُ بي حشاشة
لها في نواحي الصدر وجس دبيب
فرشـوا علـى وجهـي أُفِقْ مـن مصيبتي
يثيبكم ذو العرش خير مثيب
وإن أنتمُ جئتم وقد حيل بينكم
وبيني بيوم للمنون صعيب
فرشـوا علـى قبري مـن الماء واندبـوا
قتيل كعاب لا قتيل حروب
 
- هذه الوقفة الخطراوية التي لا أدري كيف مرقت من غياهب الغيب، بفعل هذا الفنان الشاعر العالم الخطراوي، ذكرني بهذه الصلة التي تصل الابن بأبيه بهذه العدسة المعاصرة، التي ينظر فيها الإنسان المعاصر إلى تاريخه القديم؛ تلكم الأبيات للعباس بن الأحنف الشاعر الأموي الشاعر العباسي؛ الَّذي عاصر أمير المؤمنين هارون الرشيد؛ وكان هارون فيما يظن يجله ويقدره، حتى لقد قيل إنه ذات يوم.. يوم وفاة العباس وكان هارون يصلي بالناس، فلما قدمت إليه الجنازات واحدة واحدة سأل عنها فقيل: تلك هناك جنازة العباس، فقال لهم: قربوه إليَّ.. فصلى عليه؛ فلما انصرفوا سألوا هارون: يا أمير المؤمنين لماذا أنت بدأت بالعباس قبل غيره؟ قال نعم لأن هذا الشاعر لا يمدح ولا يذم، وإذا مدح أو ذم لا يتكسب في شعره مدحاً ولا ذماً.
- هذه الروح الخطراوية هي التي خطرت في ذهني، وأنا أحضر في حفل تكريم شاعرنا وحبيبنا الخطراوي، الخطراوي شاعر لا يمدح ولا يذم، وإذا مدح أو ذم لا يتكسب بشعره؛ الخطراوي لا يتكسب في علمه؛ الخطراوي لا يتكسب في فنه؛ الخطراوي لا يتكسب في كل عمل يؤديه شعراً كان أو نثراً؛ ثم هذه الروح الخطراوية لسيد الخطراويين شيخنا وحبيبنا وأديبنا عبد المقصود خوجه؛ لله دره.. إنه أعرف منا بالرجال..، أعرف منا بالخطراويين كيف يكرمهم.. من هم الخطراويون؟
- الخطراويون هم الَّذين يفجعون الناس في الليل جسارة حينما يحاربون؛ والخطراوي هو الَّذي يخطر على بالك وأنت في حاجة إليه؛ فإذا هو الربيع والندى والسماء..، وفي كلمات من نجد نسمي الشجاع الخاطر؛ ليس لأنه يخطر على الذهن فقط، بل لأنه يأتيك بمكرمة وأنت في ضيق فإذا هو خاطر؛ ثم نملح هذا الخاطر فنسميه خويطر؛ وهناك عائلة الخويطر التي ينتمي إليها الدكتور عبد العزيز الخويطر؛ ها هو الآن خطراوي دخل علينا في هذه الأمسية؛ إنني لا أجد شيئاً أكرمه فيه أو أقوله سوى أن أذكر بأن هذا الرجل العظيم تكريمه ليس لعلمه فقط ولا للغته فقط ولا لشعره فقط، بل لمواقفه لخطراويته؛ وأخيراً سلام سلام سلام عدد ما خلق الله وعدد ما لم يخلق - لسيد الخطراويين شيخنا وحبيبنا وصديقنا عبد المقصود محمد سعيد خوجه -؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.