شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الفتاح أبي مدين - رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين، وأصلّي وأسلم على سيد الأولين والآخرين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- صديقي الدكتور محمد العيد الخطراوي في يوم تكريمك أشعر بفرحة غامرة لأنك خليق بهذا الاحتفاء وحقيق بهذا التقدير، وجدير بهذا التكريم؛ فأنت قد عشت الشظف واتخذت بالصبر طريقاً تحفه الأشواق إلى النجح؛ وأنت لم تضجر ولم تتراجع عن هدفك نحو الرقي عبر جسور المعرفة، الَّذي لم يكن محفوفاً بالورود ممهداً سهلاً، ولكنه كان صعباً وعسيراً؛ غير أن العسر أمام همم الرجال يتحول إلى يسر بعون الله وتوفيقه؛ ذلك أنك تتخذ من قول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لِصَابِرِ
 
- سبيلاً إلى تحقيق أحلامك وكلنا حالمون ولكن الحلم وحده لا يوصل إلى الرقي والحياة الكريمة؛ وإنما الطموح المتشح بالعزيمة سبيل النفوس الكبار التي عناها أبو الطيب بقوله:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
- والحياة لا يبلغ شأوها بجدارة إلاَّ الطامحون، لأنهم لم يرقوا إلى أمجادها إلاَّ بكدحهم وجلدهم وصبرهم؛ اعتماداً على الله المعين واتباعاً لمنهاج الصدق والخصال الحميدة، وتلك المحامد من مكارم الأخلاق التي يحبها الله ورسوله؛ ولولا أنني أوثر الإيجاز لأترك لغيري الحديث إليك وعنك في ليلتك هذه والليالي قليلة، لاصطنعت في الحديث عنك ما اصطنع الدكتور طه حسين مع توفيق الحكيم، يوم استقبله في مجمع اللغة العربية بمصر.
- ومثل هذا الحديث فيه متعة وارتياض في مصاحبة الحياة التي يرتد في آخر الشوق فيها مذاقها الشهي؛ وقد كان مراً أيام الكدح والجد والعناء؛ وتلك قمة المتعة بهذا الجهد والألم، والسهر الطويل؛ يتنفس المرء كما يتنفس الصبح ويشرق يوم جديد في حياة الكادحين، مليء بالوجد والأمل والطموح والصبر والمصابرة في الشدائد، ويحمد القوم السرى وأنت أحد أولئك في صبح أملح وضاء.
- ولا أريد أن يأخذني الاستطراد فأنسى أن بجانبي من هو أكثر إتقاناً للحديث عنك وإليك في ليلتك هذه؛ ولكني سأتراجع عن الاستئذان أن أقرأ شيئاً من ديوان: "مرافئ الأمل" والمرفأ ذلك الميناء تقف عليه السفينة التي أدركها الأين، وكلمة الأَيْن جاءت من وَنَى أي كلَّ وتعب وفتر، فتعبك يخطو نحو أمل شاعر يحلم ويرسم ويوشي كلماته برؤى عبقة في حلم الحلم إن صح هذا التعبير؛ فهو يهيم في الجمال وكون الله الفسيح بخياله وأحلامه وآماله؛ فهنيئاً لك وللشعراء الحالمين لأنهم سعداء لهذا السبح الطويل، بعيداً - وقتاً ما - عن وعثاء الحياة وأثقالها، وترويحاً للقلوب ساعة وساعة.
- لا أريد أن أقرأ في شعرك مرافئ الأمل؛ ولكن الديوان أمامك وسيطلب إليك وسيطلب أحباؤك وضيفك في هذه الليلة أن تحدثهم عن هذه المرافئ؛ وبين يدي قصائد إن شئت قدمتها إليك.
- نشكر الله لهذا الجمع الكريم ولهذه الدار العامرة؛ أما أدبك وشعرك فهو للدارسين والباحثين؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :475  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.