شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أمين العبد الله ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ أمين العبد الله - مدير عام مؤسسة البلاد الصحفية - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- أيها الإخوة في العقيدة.. أيها الإخوة في المصير المشترك والتطلع الدائم له.. أيها الإخوة في الانتماء لماضٍ عريق وعظيم وكبير.. أيها الإخوة في الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- أعترف - سلفاً - بأن الحديث عن الأستاذ الكبير أحمد الشيباني حديث شاق وعسير وإن كان ممتعاً أيضاً؛ ذلك أن الأستاذ الشيباني متعدد الجوانب المضيئة في شخصيته تعدداً يبعث على التأمل وعلى التفكير؛ والأستاذ الشيباني - هو كما يعتقد الكثيرون - ليس أستاذاً كبيراً فحسب، ولكنه مفكر.. والمفكر - كما نعلم جميعاً - مستوى فكري يسبق مستوى الفيلسوف، والفيلسوف كما نعلم جميعاً هو المفكر الَّذي يستطيع أن يضع نظريات متكاملة في فن من الفنون.
- وأذكر أن الأستاذ أنيس منصور في كتابه عن العقاد، ذكر أنه تحدث مع فيلسوف إيطالي عن الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد (عليه رحمة الله) وحاول أنيس أن يقنع الفيلسوف الإيطالي أن العقاد فيلسوف، ولكن الفيلسوف الإيطالي طالبه بنظرية متكاملة للعقاد؛ ولم يستطع الأستاذ أنيس - وهو الَّذي يعرف العقاد أكثر مما يعرفه غيره - أن يقدم نظرية متكاملة عن العقاد تجعل منه فيلسوفاً غير نظريته في الجمال.
- أقول هذا لأؤكد أن وصف الأستاذ الكبير أحمد الشيباني بالمفكر هو تقييم لفكره، ولكل ما قدمه فكره عبر سنوات حياته المديدة - إن شاء الله -؛ وأحسب أنه ما من أحد تابع إنتاج هذا المفكر إلاَّ وقد امتلأ إعجاباً به وتقديراً له وإكباراً..، ومما يدعو إلى الإعجاب.. أن المفكر الشيباني وقد عرف الفلسفة كما عرفها الفلاسفة؛ وأحاط إحاطة كاملة بكل العقائد والأفكار الإنسانية الحديثة والقديمة، لكنه مع هذا كله بقي في موقعه صامداً وفياً لعقيدته ولأمته ولتاريخه؛ فنحن لم نقرأ لأحمد الشيباني ما قرأناه لكثيرين من الأساتذة الكبار أو من المفكرين في عالمنا العربي والإسلامي، من انحرافات ومن مخالفات ومناقضات للإسلام؛ وتلك ميزة لا يحظى بها إلاَّ نفر قليل من المفكرين في هذا العصر، وذلك أن التيارات المضادة للإسلام وللمثالية تقود بقوتها وبالظروف المحيطة بها كثيراً من المفكرين إلى متاهات لا نهاية لها.
- المفكر الَّذي يقف صامداً في وجه هذه التيارات والأعاصير فلا يناقض دينه ولا حقائق أمته وتاريخها، يؤكد بهذا أصالة فكره وعمق تفكيره، وقدرته على الاستقراء والاستنتاج؛ ولعل ضيفنا هذه الليلة مثل فريد وكريم في هذا المجال؛ وأذكر أنه كتب في فترة الإعصار القومي الثوري العربي - الَّذي كاد أن يعصف بكل شيء في هذا العالم الطيب - أقصد عالمنا العربي لولا أن وقف أولئك الَّذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه - كتب في ذلك الوقت كتاباً عن الأخلاق الثورية والأخلاق العربية، وكان في حياته كلها - أقصد حياته الفكرية - مثلاً للالتزام ومثلاً للوفاء لأمته ولتاريخها ولمستقبلها.
- وكلنا جميعاً نذكر المقالات الرائعة العظيمة التي كتبها في فترة غزو الكويت، فقد كانت عبارة عن كتب كانت تمثل فكراً عميقا ونظرات صائبة نحو الواقع ونحو المستقبل، ولعله كتب عن صدام حسين ما لم يكتبه أحد من قبل، وأحسب أنه من الصعب أن يكتب أحد غيره بعده أفضل مما كتب.
 
- إن الحديث عن المفكر الشيباني كما قلت شاق وعسير، لأن الجوانب المشرقة في شخصيته متعددة وكثيرة؛ فلو أنني أردت أن أتحدث عن جانب المترجم في شخصه لوقفت وقفة طويلة أمام الكتب التي ترجمها؛ ولو أنني وقفت أمام الكتب التي ألفها لوقفت أمامها أيضاً وقفة طويلة.
 
- إنني لا أريد أن أطيل لأنني أعرف الشيباني منذ فترة طويلة، وقد تعمق الإعجاب به في نفسي وملأ شغافها، وأنتم تريدون أن تسألوه وأن تناقشوه، وأن تدخلوا معه في حوار جاد؛ وهي لا شك فرصة لنا جميعاً لكي نسأل عن القضايا المتعددة والصعبة في الفلسفة مثلاً؛ إنني أتمنى أن نقضي مع المفكر الكبير أحمد الشيباني أمسية فكرية رائعة؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :852  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.