شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رامونا
أبْصَرْتُ الليَّلَةَ ـ بِالحَمْرَا
بِنتاً.. كَاللُّؤْلوِ ـ لَمْ يُثْقَبْ
رَائِعَةَ الْقَامَةِ.. حَالِيَةً
كَقَصِيدَةِ شِعْرٍ ـ لَمْ تُكْتَبْ
كالرَّنَّةٍ.. في وَتَرٍ طَاغٍ
بِالْفِتنَْةِ ـ سِحْراً ـ لاَ يَنْضَبْ
بَيْضَاءَ اللَّوْنِ.. مرْفَّهَةً..
بِالْحُسْنِ.. جمالاً.. كم عذَّبْ!!
تَمشي ـ تهفُو ـ تخطرُ ـ كالغُصنِ
كالوْردةٍ ـ لمْ تُجْنَ ـ ولمْ تُقطفْ
ترنو ـ للناس ـ بلا ضنٍ
بِعُيوْنٍ ـ كالنَّرْجَسِ ـ إن رفرَفْ
كَضِيَاءِ الْفَجْرِ ـ بِلاَ مَنِّ
في الْوَادِي الأخْضَر ـ إذ يَزحَفْ
كَنَسِيمٍ الصُّبحِ.. عَلَى وَهْنِ
قدْ طَافَ ـ بِزهْرٍ ـ واسْتأنفْ!!!
فسألتُ.. الجرسونَ.. وقدْ دقتْ..
أجراس القلب ـ ولم تكتم
مَن هذِي؟؟ مَنْ تِلْكَ؟!أجِبني!! مَا تِعِرفُ عَنْهَا؟! ما تعلم؟؟
وأشَرْتُ إِلَيْهَا ـ في فَرَحٍ
كالطَّفْلِ.. تَلعْثَمَ.. أوْ غَمْغَمْ
فأدَار الطَّرفَ ـ مَعي.. تَرنُو
للِمَوْكِبِ.. زَحْفاً ـ يَتَقَدَّمْ
وأتَتْ نَحْوِيَ ـ وأسْتَأنَتْ..
كالْقَدَرِ الْمُنزْلِ.. لا يَرحَمْ!!
قَالَت: إِنِّي رَامُونَا
هَلْ تَعْرِفُ رامُونا ـ مِن قبلُ؟
الْبِنْتُ الْحِلْوَةُ.. يَهَواهَا
الصَّادِي الْعَارِمُ ـ والْكَهْلُ!!
فَصُعقْتُ!! وقَلتُ ـ كَذَا يَغْلُو
الْحُسْنُ النَّادِرُ.. إِذْ يَحْلُو!!
يَا لَيْتَ لِمِثْلِي: أن يَحْظَى..
بِالْحُبِّ!! فَأنْتِ لهُ أهْلُ!!!
فَأجَابَتْ.. ضَاحِكةً ـ حَسْبِي
إنَّكَ للِْحُسْنِ ـ بهِ أعْلَمْ
فاهْتَزَّتْ شَفَتِي.. راجِفَةً
كَالْقَلْبِ ـ تَرَدَّدّ ـ واسْتَسلَمْ
لأقُولَ: أضَأتِ.. كَقِنْدِيلٍ
مَا شَعَّ.. بِمثْلِكِ ـ في المْرَسَمْ
رَامُونَا!! إنَّكِ غَايَتُنَا..
في الحبِّ ـ لمن جازفَ ـ أو أقدَمْ!!!
رامُونَا!! كمْ قلْتُ ـ وَقَدْ ذبْنَا
أشعَاراً ـ والْفَجْر لَهَا مطْلعْ
أشْعَاراً.. واللَّيْلُ لَهَا أذُنٌ
قَدْ أصْغَتْ.. تُطْرِي مَا تَسْمَعْ
والْقَلْبُ.. بِصْدرِكِ.. خَفَّاقٌ
قَدْ نَامَ بِقَلْبِ ـ لم يَهْجَعْ
كمْ قُلنَا.. والصُّبْح على وَشكٍ..
للصُبْحِ.. تَأنَّ.. وَلا تَطْلَعْ!!!
رامُونا: قَدَرَ مَكْتُوبٌ..
للعاشق.. لم يأس ـ وقد يأثم
رَامُونَا: فَنُ مَحْبوبُ..
للِشَّاعِرِ.. أقْسَمَ لَنْ يَهْرمْ
رَامُونَا: لوَحْةُ تذْكَارٍ..
للسائح.. كم يفرح ـ أو يندم..
رامُونَا: فَاذْهَبْ لِلْحَمْرا.. كَيْ تُبْصِرَ.. رَامُونا.. كي تحلمْ!!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :805  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 266 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.