شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرسالة الخضراء!
مهداة لأخي الصديق الأستاذ محمد عمر توفيق.. جواباً عن سؤال قد طال عن الصحة والأحوال..
على الجناحِ الذي قد راح يحملني
مَعَ الفراشات.. غنيت الهوى سحرا!!
وبالتَّرانيم من طير.. ومن شجر
قد رحت أصلح من أشعاري الوترا
أَشدو مع الجدول الرَّقراقِ.. ضاحكة
أمواهه.. للصَّباح الحلو.. أن سفرا!
وأستريح لدى الفيَّاتِ.. عامرةً
بالظلِّ.. مدَّ الخطى وانداح وانتثرا
كأنّه هائِمْ بالشّمس يَتبعَها
وراءها.. تاركاً للمقتفي.. أثرا!!
وأعْشَقُ الليلَ.. طالَ الليل أو قصرت
ساعاته.. زانت الجلسات والسَّمرا!!
وأسأل اليومِ.. بَعد اليومِ.. ما فَعَلتْ
بنا الصبابَة.. أصغت.. تُحْسِنُ الخبرا
واشتهي كلَّ ما قالت.. ومَا صَنَعتْ
بالقلب.. ما عقَّها.. يوماً.. ولا هجرا
صَبيَّةٌ.. كالسنا.. إن لاح مُنْتَشياً
قَوَامُها.. مثل غصنٍ ناضجٍ ثَمرا..
مثل الحيَاة حلَتْ في كفِّ مالكهَا
مثل الحَياة لِذي كفٍّ به صفرَا..
كأنَّها بَين أهليها ـ وخشيَتهم
وبَين ما بان من حَالي وما استترا
كالظَّبْي!! مد إلى الصياد.. يرقبه
جيداً.. ومال.. فما استأنى وما نفرا
درِّيَةَ اللفظ.. بالثغر الذي علقتْ
عيني وسمعي به: لفظاً حلا: نظرا
حبيبة في اللقا!! في اللثم!! في أملٍ
دانٍ!! وفي أمل ما زال مبتسرا..
شهيَّةً.. في خيالٍ طال مبتدئاً
منها.. ومنتهياً فيها.. فما انحسرا
كأنها الْيَمُّ.. في الأمداءِ شاسِعَةٌ
بعيدة الغور.. أحلاماً زهَت صورا
فليتني العمرَ.. طول العمر قَارَبُها
في الشطِّ.. منه بدا في اليم فيه جرى
فإنَّها لحياتي كلُّ غَايتهَا
فما رددت المدى عنهَا المدى.. بصرا
أشدو وأشكو وأيام الهوى عُمُرٌ
بها أطَلْنَا اخْتِلاساً.. ذلك العُمُرا..
أذوق.. اشتارُ ما قد حان.. مقتطفاً
بعض الثمار وأرجو البعض.. منتظرا..
كذلك الحبُّ.. في أحلى معابثه
إنْ دَانَ مُصْطَبِراً.. أوجَنَّ.. وأتمرا..
ويل المحبين نالوا ما اشتهوا.. وطراً
سهلاً.. وما يئسوا مما غلا وطرا!!
يا صَاحبي!! أنا في لبنان ممتلئٌ
حبًّا جَديداً.. رويناه لكم: خبرا!
يزهو به الشعرُ.. آياتٍ مرتلةً
إلى المحبين.. للشادي.. لمن شعرا
نامت قوافيه في قلبي.. فحَرّكها
بعد الهجوع هوىً.. أسرى بِهِ وَسَرى
إلى الصداقات في دنياكمو.. عَمرت
بما به القلب في دنياكمو.. عمرا..
إلى المغاني: حياة لستُ آلفهَا
بل إنني بعض ما فيها.. لمن ذكرا
فإنَّني بعض من أرسى قواعدها
على المدى.. وبَنى من فوقها حجرا
فسَلْ حراءً!! وسل سَلْعاً وَجيرَته
وسل شِهاراً!! ومن قد بالهدى عبرا
واسأل بجدَّةَ.. شطَّ البحر كم ملأت
أصدافه من هوى قلبي بها دررا..
سقيتُها بَعضَ كاساتي.. فأرَّقها..
طول الحنين فباتت تطلب الغُرَرا
من المحبِّ الذي غَنّى لها وقضى
أيامَه.. في هواها العمر مَا انشطرا
بَين الْمعازِفِ.. في أسمارها.. وَتَراً
بَين الْمراشِفِ.. في أصباحها: أثرا
فما رعت بعض أحلامي.. ولا سألت
عمن أطال مدى الأسفارِ.. واعتمرا
عمن تلاقت به الآلامُ.. مُسبِلةً
فَضْلَ الأَزَارِ عَلى جسمٍ بها أتزرا..
فلا تلوموا الهوى البَاكي على طللٍ
خاوٍ.. ولوموا الجفا قد طال واشتهرا
هي القلوبُ.. بنا الأوطابُ.. فارغَةً
من يَملأِ الجوف منها.. بالهوى ظفرا
أنا الغَريب الذي غنّى بحسرته
منكم.. وعنكم.. وفيكم قط ما فترا
يا نازحين.. وأنتم في جوانحنا
ملء الجوانح.. حبًّا قادحاً شررا
قفوا قليلاً.. وقولوا أين شاعرنا
بنا تَغَنّى!! وَمِنّا أَنْطَقَ الْحَجَرا..
لوموا المشاعر فيكم.. لا ألوم بهَا
كأسي.. المليءَ.. إذا ما مال.. وانكسرا
ما ذنبُ شاديةٍ.. أدَّت مقاطعهَا
إذا تململ منهَا الدوحُ ـ أو ضجرا؟
يا صاحبي.. دع سخافات يمرُّ بها..
أهلي.. وأهلك طالت بَيننا.. هَذَرا
قالوا عليها: سياسات يصعِّدهَا
في السلم!! في الحرب!! من أفتى ومن أمرا
فإنَّنا بعد أعوام لنا سلفتْ
من الْهُراءِ.. وأعوام مضت هدرا
لمَّا نزل.. حَيث كنا.. دون مطلبنا..
نبغي الأمان! ونرجو اليوم: بعض ثرى
أعيذها كلمات غَير صادقةٍ..
يا صَاحبي.. أن تَرَى في قولها خطرا!
يا صاحبي أنا في دنياي حَافلةٌ
بالشعر عشت لأهل الشعر.. ما اندحرا
أشدو بقافيتي.. ولهى معربدةً
بالحبِّ: دنيا.. حلا كالروض وازدهرا
وكالحياةِ.. بها غنيت.. مَا سكتت
يوماً لهاتي إذا ما فيضها انهمرا..
نبعاً من القلب.. ما أزجَيتُ منه سدى
ولا فضولاً على أطرافه.. انتشرا..
فإنها خفقاتي.. عِشتُ أرسلهَا
من صَادق الشعر: حساً، رقَّ وانصهرا
إليك أبعثها.. كوناً يحنُّ ـ له
أهل الهوى.. أينما كانوا به: زمرا..
هذي حيَاتي!! بهَا أحيَا!! لهَا أبدا..
أعيشُ.. لا أشتهي.. من دونها.. وطرا!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :850  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 243 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.