شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحب البَحر!..
أحب البحر.. من قلبي
فلي قلب.. به شاعر
فمن أمواجه حبي
من الساكن.. للهادر
وفي شطآنه دربي
به الأول.. كالآخر
تلاشى عنده الظل فلا عَالٍ.. به أو دون متى انفض بنا السامر
أحب البحر من يومي
فقد كنا.. له أهلا
لعبت بقربه طفلاً
وعشت.. بقلبه.. كهلا
وقلت بشطه الشعرا
رقيق الحس.. ما استشرى
فما عاد له حول
كما كان.. ولا طول
ولم يَبق له أهل.. بكون كله مجنون بما يدعونه التبرا له سلطانه الجائر!
أحب البحر.. كالدنيا
ككون الناس.. مجهولا
ففي أعماقه يحيا
عميق السر.. موصولا
أرى أصدافه الحَيرى
يغطي وجهها الرمل
وتعمى الأعين الشكرى
وقد طال بهَا الجهل
فلا تدري بما فيها ففيها السر.. والأصل وفيها اللؤلؤ المكنون توارى.. دوننا.. سرا فما يدرى به العابر!..
أحب البحر.. إنسانا
أصيل الجوهر الحر
فما أحلاه.. كالطفل.. إذا ناغته اثباجه
صفت مرآته.. كالقلب.. نامت فيه أمواجه
وما اعتاه.. كالمارد.. إن أرغى. وإن ازبَد
وقد ضل به العقل..
فكان الثائر الغدا
ر.. لم يشف له غل
يظن بخيره.. شراً
ويحسب غيره.. غيرا وينسى أننا كل..
يمزقنا الهوى شذرا وتحرقنا المنى قدرا مجازاً.. مله السائر!
أحب البحر.. صنو الدهر.. ما شاخ.. ولا اعتلا
يضم بقلبه الأحياء.. تستذري به.. ظلا
مشت من فوقه الأقمار.. والأنجم ـ والشمس
وتلعب حوله الأرياح.. إن رقت.. فقد تقسو
فما بالى بها.. يوماً
ولا هانت به النفس
فلن يأسن إن غابت
ولن يأسى.. كما نأسو
فلن تحرقه النار ولن يلحقه العار كمن شطت به الدار..
غريباً عاشهَا مثلي..
يطوف بشطها الداثر
ويندب حظه العاثر
ويروي شعره الحائر!..
أحب البحر.. مهما دار بي.. في شطه الخاطر
وماذا ينفع المهجو
ر.. إن ضاق به الهاجر
وهل يسمعني اللاحى
إذا قلت: أنا الشاعر؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :828  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 242 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج