شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"43"
قالوا: علامك .. لا تُرى
كسواك .. حول ذَوِي الرُّتَبْ
مستخذياً .. كسب الرضا
أو صابراً .. كتم الغضب
يمشي كظل سواه ..
يُسْعِدُهُ !! فيسْعَدُ باللقب
زُلْفَى تُقَرِّرُهَا الحياةُ
ولا يضيقُ بها الأدب ..
من عاش بين ذوي الذيول
مَدىً!! سيصبح ذا ذنب
قلت: الحياة قصيرة
ومآلُ ما فيها عطب
حسبي بها لَقَبَانِ
اسْمُ أبي !! وَفَنٌّ ما نضب
حيا يحرِّكُني الهوى
حُرَّ المذاهب والسبب
إن الحياة إذا انتسبت
كما ألفت ـ لِيَ النَّسَبْ
القيد لا أرضى به
وَلَوْ أنَّ قَيْدِي من ذهب!..
* * *
"44"
وقالوا: تصوَّنْ!! سُمْعَةُ المرء كنزه
ومقياسه الأعلى إذا قيس في الناس ..
فقلت: دعوا طبعي فما دمت ناجحا
فإن نجاح المرء .. أفضل مقياس!!
* * *
"45"
يقولون: إن الشعر ولَّى زمانه
وأجدب مرعاه .. وجفّت منابعه!
فقلت: هو الإنسان في الكون لم تزل
مشاعره خَفَّاقَةٌ ... وطبائعه!..
* * *
"46"
قالوا في حلق اللحى: للخد غمزُ
مثلما اللحية ـ طول الشِّبْرِ ـ لَمْزُ!..
قلت: إني منهما نِصْفٌ أَعَزُّ
هذه الشعرات فوق الذقن رمز!..
* * *
"47"
قالت الفتنة: ماذا تبتغي مما تقول.؟
أصبح الشاعر في العصر ـ على العصر ـ دخيل
والعذارى من بنات الشعر أذواها النحول
وانتهى الفجر ـ إلى صمت من الليل ـ ملول
واللآلي خرزا ـ بات على الجيد ـ يصول!..
قلت: للزهرة عُشَّاقٌ ـ وفي الزهر شكول
والفراشات ضحايا النور ـ عاشت للحقول
والصَّدى في مسمع الكون .. خرير .. وعويل
حسب من كان له حس وصوت ـ أن يقول:
إنما الصمت على مثلي ـ وقد طال: ثَقِيل!!..
* * *
"48"
قالت ممرضتي .. ودون مقالها
همسُ النَّسِيمِ وَرَنَّةُ الأعْواد
إيَّاك أن تدع الفراش لحاجة
وأنعم بطول النوم بعد سهاد
ودع القراءة، والكتابة جانبا
فنهاية الأدباء شوك قتاد
واقطع من المذياع فضل لهاته
وصل الدواء مُنَفِّذاً إرْشَادِي
واسمع إلى نصح الطبيب وثق به
واحذر ـ كذلك ـ كثرة العُوَّاد ..
قلت: ارحمي ضعفي وَظَلّي ها هنا
ما دمت خالية فأنت مرادي
فلقد برمت بوحدتي، متمدّدَا
وسئمت بالتنويم طول رقادي
وأنا بِآلاَمِي الْمُحِسُّ، بِوَقْعِهَا
وطبيبُ نفسي لو رعيت قيادي
هاتي الصحائف واسمحي بزيارتي
للراغبين، وَبَدِّلي أبرادي
لأحس بالدنيا ـ وإني وسطها
رَقْمٌ ـ ولست الصِّفْرَ في التَّعْدَادِ!!!
* * *
"49"
قال: حسب الشعب .. أمن
واكتفاء .. ونوال
إننا في الكون جياشا
لَفِي أحسن حال!.
قلت: نحن الشعبُ
قد عز بدنيانا النضال
إنما الصفر .. ابتغى الراحة .. فاختار الشمال!..
* * *
"50"
قالت: أمثالك يشتهي مثلي
ويصبو .. أو يبيح
واستعذبت عبث الصبا
غَمَّازَةَ اللفظ الصريح ..
قلت: اسألي خلجات قلب
خافقٍ .. صَبٍّ .. طليح
ليس الوصال .. أو الهوى
وَقْفاً على الوجه المليح!!
* * *
"51"
قال: لا مأمل أرجوه
فَحَظِّي جفَّ نبعا
بت لا أبصر مرمايَ
ولا أحْسِنُ صُنْعا ..
قلت: مصباح حياة المرء
آمال ومسعى
إنما السائر في الظلمة
أَعْمَى .. ضَاقَ ذرْعا
* * *
"52"
قال شَطُّ البحر للموجة:
مهلاً وتوددْ
خَبِّريني .. ما الذي يُعْجِلُ
مَغْداك .. تَردَّدْ
واستريحي. ها هنا .. الأمن .. فعيشي لك أرغد
ليس من بالشط .. كالسَّابح. في البحر مُهَدَّد!.
قالت: اقبَعْ!!! أنت .. للوحدة .. للعاجز. مقعد
إنني في البحر أَحْيَا
ولدى البحر أُخَلَّدْ
لي به في الفجر مسعى
وبمسرى البدر مشهد
إن بين المد والجزر
حياةً تتجدد.!
قلت: للشط الذي .. انداح .. حزيناً .. وتنهد
يا قعيداً عاش للبحر .. وَصِيداً .. فَتَعَوّدْ
خَلِّ بنت .. الماء .. للماء .. شَبَاباً. يتولَّد
إنما يرضى من الدار .. وَصِيدَ الدَّار .. مُقْعَدْ!!..
* * *
"53"
قالت قرنفلة لدود الأرض:
ويحك لا تدب هنا ولا تنظر إِلَيْ
إني ارتفعت وأنت تزحف
واشتممت وأنت تُدْهَسُ غير شيْ
قلت: أنظري أَعْلَى تَرَيْ
ما جلَّ عنك .. ووحِّدي الله العلي
وتواضعي !! فالدود حَيٌّ مثلنا
لَكِنَّمَا هَذِي طَبِيعَةُ كُلِّ حَيْ..!
* * *
"54"
قالوا تزوجت محسوداً فهل عَمُرَتْ
أيَّامُك البيضُ ... أو ليلاتُك الْحُمْرُ
بالحب يسبح .. بالأحلام ناطقة
بالبيت يشرق فيه النَّهْيُ وَالأَمْرُ
بما تريد !! بِمَا تَرْجُوهُ مُنْطَلِقاً
في جوّك الهانِئ الْهَامِي به القَطْرُ ..
فقلت: حَمْقَى يظنُّونَ الحياة سَوًى
وكلُّ سالكِ دربٍ سالكٍ حَبْر
لقد شقيت بما قد كنت آمله
سعادة !! فَسَرَابِي مَاؤُهُ قَفْر
سَعَادَةُ الْمَرْءِ فِي تَبْدِيلِ وَاقِعِهِ
وَبَيْنَ ذلك ضاع المرء والعمر.!.
* * *
"55"
قالت الضّفْدعُ: .. هل تسمع يا ليْلُ .. نقيقي؟
قال: لولاك .. لما بان لمن ضل .. طريقي!
فاجتوت بركتها .. تخطر بالروض .. الأنيق!
واستوت .. تسخر بالبلبل ذي الصوت الرقيق!
واستوى الليل زفيراً .. يتلاقى بشهيق!..
قلت للبلبل .. والفجر تبدَّى بالشروق!
أين "من" كانوا هنا؟! قال: عادوا للشِّقُوق!..
* * *
"56"
قالوا: سبقناك أحلاماً يحققها
لنا الثَّرَاءُ اتَّقَتْهُ صولةُ الْقَلَم
فلا الخيال بِمُجْليها لنا صُوراً
لا الهوى، بل هوى الدولار في الأمم!!.
فقلت: سُبَّاقُ حَظٍّ لا يُعابُ به
حظٌّ تَخَلَّف رغم السَّعْي وَالأَلَم
إن الخيالَ حَيَاةٌ، وانْفَرَدْتُ بِهَا
مُشَارِكاً لَكُمُ .. في عيشة الْبَهَمِ!..
* * *
"57"
ولقد قلت ـ لمن قالت ـ لماذا لا تُحِبُّ؟
أنا من أشرك في الحبّ .. فَمَا لِي فيه رَبُّ ..
ومن اشتار رحيق الحسن: شَهْداً لا يُعَبُّ
عَبَدَ الفتنة أيَّانَ رآها .. فَهْوَ نَهْبُ
بَدَداً وَزَّعَ ـ بين الغيد قلباً .. عاش يصبو
افترضين بمن لم يبق في جنبيه قلب؟!..
* * *
"58"
حين قالت .. من ترى ... أحببت قبلي؟
واسترابت .. ثم همت بالشقاق ..
قلت: همساً من سبت روحي وعقلي
فاستشفت ـ واستراحت للنفاق
إنها أنت التي همي .. وشغلي
لا سواها! ـ فاستجابت ـ للعناق!!..
* * *
"59"
قيل: ما جدواك .. من شعرك. آمالا. وقصدا
وهو لا يغنيك .. في عيشك. نقدا. ثم عدا؟!
قلت: إحساس المُغَنِّينَ ـ شعورٌ جَلَّ وقدا
وحياةٌ نطقت بالحسن .. لا تملك ... ردا
فاسأل الغرِّيدَ ـ هَلْ فَكَّر أن الصمت أجدى!!؟.
* * *
"60"
قال من للدين ـ إن نام عن الذَّوْدِ حُمَاتُهْ!.
قلت: روح الدِّين الهتك عن السرِّ صفاتُه
هل خلت نَفْسٌ من الإيمان شاعت خفقاته
إنما التوحيد للديَّانِ .. راعيه .. وذاته!!..
* * *
"61"
أنا حلوة .. من صَوَّرْتِهِ .. ذِكْرَى . وَعُتْبَى
في مرائي الحب. نزهو في مراقي الحسن ركبا
وأنا الشاعر بالحسن استوى فنا .. وَكَسْبَا
الصَّبابات حياتي .. والمُنْى مرعايَ خِصْبا
والهوى دَائيَ .. لا أرجو له في العمر طِبَّا!..
* * *
"62"
لستُ في حبِّي أدْري الآن .. إلاَّ بِكِ حُبَّا
أنا عما فات قد ذبت .. بما جد فأصبى
لست أدري؟ حسبنا الحاضر كالآفاق رحبا
كالخيالات ـ كدنيا الحلم .. أطيافاً وشهبا
كانطلاق الطفل للفرحة ... نادته فلبَّى
كالأغاني نسماتٍ .. قشَّعت بالقلب سُحْبا
كالمنى بعثا إلى النفس من النفس وَذَوْبَا
كالهوى مستغفراً أو غافراً للناس ذنبا
* * *
"63"
قال: إن الحب وهم وخيال
غاية المبدأ عندي في مقال
عاشق يسعى ومعشوق ينال
قلت: قبل الطهو فاللحم أكال
والرداء الحلو في الأصل فتال
إنما الحب منال .. في مثال!!.
* * *
"64"
تقول ـ وفي العينين ما دق فهمه
وبين معاني اللفظ ما ليس ينطق
أما آن أن نلوي العنان عن الهوى
جهاراً .. فإن السر بالحب أليق
لقد ضقت بالهمس المردد حولنا
وبالشائعات الدّونِ تسري وتعلق
ومالت وفي أعطافها لُغَةُ الجوى
معبِّرَةً .. خفاقةً تتحرق!..
فقلت: سلي الأزهار والفجر والندى
وزقزقة العصفور في الروض تشرق
وكل معاني الكون في الكون .. ساميا
نبيلاً .. به روح الصبابة .. تعبق
فنحن بما نشقى ونلقى .. من الهوى
قرابين للعشاق تروي وتسبق
هو الحب أحلى ما يكون .. رواية
وأغلى جهاداً في الحياة .. وأصدق!
* * *
"65"
قلت يوماً ـ للذي قال: عراك اليوم شيب ..
سوف يأتي دورك العاجل .. لا في ذاك ريب
ليس لي ذنب .. وهل شيبي دون الناس عيب؟
إنه الإكليل للعمر الذي اسْتَأْنَاهُ .. غَيْبْ!!
* * *
"66"
قالت الزهرة ـ في هَمْسَةِ وجدٍ .. وَخَفَرْ
لا تُقَبِّلْنِي .. بعد الآن .. جهْراً يا قمر
أنت لا تسمع ما تحكيه أفواه الشجر
مذ روى الشاعر أسرار هوانا للبشر
فأسال الشعر فنونا. نطقت فيها الصور
هل خلا ذكرك ـ أو ذكري ـ من لحن السمر؟
أين ألقاك وحيدين .. فقد آن الحذر؟!..
قال: يا فتنة دنياي .. ويا وَحْيَ الْغُرَرْ
أيُّ سِحْرٍ نَتَجَلاَّهُ ـ إذا الشِّعْرُ اسْتَتَر
نحن للشعر ـ فبالشعر رآنَا .. من نظر
الهوى الراجفُ من لمسة كَفَّيْهِ شَرَر
والجمال الحلو .. من جَنَّتِه بعض الثَّمر
كُلُّ حسن .. صدفت عنه أغانيه اندثر
ويل حب ما رَوَى الشِّعْرُ لأهْليهِ خبر!..
قلت: لا تَقْسُ عليها !! فهواها في خطر
هالها العالَمُ قد جُنَّ بِزَهْرٍ مُبْتَكَرْ
حين جف الشِّعْرُ نبعاً أو توارى وانحسر
وارتضى الناس من الكون: حديداً: أو حجر
إن في الشعر وماضيه ـ لماضيها ـ أثر
حيلة الحسن إذا الحسن تولاه الضَّجَرْ
رُبَّمَا نَذْكُرُ مَنْ غَابَ ـ وَنَعْنِي مَنْ حَضَرْ!..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1420  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج