شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مصرع.. ورجل
شعر الأستاذ: محمد حسن فقي
يا شباباً لم نَبْكِهِ لشبابِهْ
بل بكَيْنا.. لِكَدِّهِ وطِلابِهْ!
وبكيْنا.. لعلْمِهِ مُستَمَدًّا
من مُضيئَين.. عَقْلِهِ وكتابِهْ!
ويح هذي الحياةِ.. تروى من
النَّبْع وتُظْمى.. ببُعْدِهِ واقترابِهْ!
أَيُّها النَّبْعُ.. صافياً سلسبيلاً
كان يَرْوي العطاشَ عَذْبُ شرابِهْ!
كيف جفَّ النَّميرُ منه وكُنَّا
يومَ أَمْسٍ.. نرى غزيرَ عُبابِهْ؟!
حَوْلَهُ فِتْيَةٌ.. صغارٌ.. كبارٌ
عرفوا المجدَ والتُّقى في رحابِهْ!
عرفوا فيه أَلْمعيَّا.. يرى الرَّأْيَ
فيُدْني سهولَهْ من صعابِهْ!
فتواصَوْا به.. فقَد كان كالتِّبْر
يرى الغِشَّ في بقاءِ تُرابِهْ!
ويرى الرَّحْمةَ الخصيبةَ في الحزْم
فيغدو والحزمُ مِلءُ إِهابِهْ!
* * *
يا شهاباً قد اختفى.. وظلامُ الليل يهفو.. لومْضَةٍ من شهابِهْ!
والحنايا التي أَضاءَتْ من الكوكب.. حنَّتْ إِليه بعد غيابِهْ!
كان مِثْلَ المنار يهْدي إِلى الدَّرْبِ فكيف اختفى وراءَ ضَبابِهْ؟!
كيف قد آثرَ الذَّهابَ إِلى الخُلْدِ.. ولم يُؤْذَنوا بقُربِ ذهابِهْ؟!
إِنَّ في الأَرض ثلَّةً من مريديهِ.. شجاها الأَسى.. ومن أَصحابِهْ!
تتلظَّى.. وما لظاها من البَيْنِ ولكنْ من رُزْئِها بمصابهْ!
فهو رُزْءٌ مضاعَفٌ بمعانيهِ بما يستمدُّ من أَسبابِهْ
نابِهٌ غاب عن حماه ـ وأَمْسى ـ بعد ما كان رِيّهُ.. من سرابِهْ!
* * *
ما هَوْى النَّجْمُ.. إِنَّ للنَّجْم عُمْراً.. خالداً.. في ظهوره واحْتجابِهْ!
خالداً بالذي أَقامَ من المَجْدِ.. عظيماً.. في ظَعْنِهِ واغْترابِهْ!
هذه حَوْلَهُ القلوبُ.. وقد سَارَ.. تراه في بُعْدِهِ كاقترابِهْ!
من بَنيهِ الَّذين ما افْتَقَدوا الرُّوحَ التي بثَّها.. ومن أَترابهْ!
إِنَّ للجسْمِ أَن يزول.. وقد زال.. وللرُّوح.. خالدُ الذِّكْرِ نابِهْ!
ليس للنَّاسِ كلِّهم.. هذه الذِّكرى.. بهذا السَّنَا.. وهذى المشابِهْ!
* * *
ليس طولُ الحياةِ.. أَنْ عَمَّرَ المرءُ سنيناً.. ونالَ من آرابِهْ!
إِنَّ طولَ الحياةِ.. أَنْ يُخْصِبَ العُمْرُ.. فيجْني الأَنامُ من إِخْصابِهْ!
والحسيب الحسيب في هذه الدُّنْيا.. الذي يُسْتَضاءُ من أَحْسابِهْ!
رُبَّ ذي نِسْبَةٍ إِلى المجْدِ يُخْفيها.. فَيُفْشى الزَّمانُ سرَّ انتسَابِهْ!
* * *
يا شباباً بكى على الأَمَلِ الرَّاحِلِ.. كُفُّوا.. أَنْتُم ثِمارُ شبابِهْ!
ليس يبكي الرِّجالُ مَجْداً تولَّى.. بَعْدَ ما شاد من رفيع قِبابِهْ!
أَنتموا المجْدُ.. بَعْثُهُ.. فاطرقوا المجدَ.. بعزْمٍ يهزُّ من أَبْوابِهْ!
والْبَسوا منه.. خَيْرَ مَا يلْبَسُ النَّاسُ.. القديمَ.. الجديدَ.. من أَثْوابِهْ!
إِنَّ هذا الصَّنيعَ للكوكب الآفِلِ.. ممَّا يراه خَيْرَ ثَوابِهْ..!
من أَراد الخلودَ.. فلْيَنْذُرِ النَّفْسَ له.. للعكوفِ في محرابِهْ..!
* * *
يا حجاباً على العيونِ.. وما يَحْجُبُ عن قَلْبِنا صفيقُ حجابِهْ..!
سنراه.. وإن تحجَّبَ بالغيْبِ.. ونروي غَليلَنا.. من سحابِهْ..!
شفَّ عنه نِقابُه.. فتبدَّى.. من وراء الوجودِ.. خَلْفَ نِقابِهْ!
رَحِمَ اللَّهُ.. مَنْ إِذا ما ذكرْناهُ.. ذكرنا القليلَ من أَضْرابِهْ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :706  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.