شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة معالي الدكتور غازي القصيبي
بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله ..
أصحاب السعادة.. أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إذا كنتم تصورتم أنني صححت لزميلي الدكتور الصبيحي ما صححت من باب الاطلاع الواسع باللغة العربية أو التفرقة بين خبر ظل واسمها فأنتم على وهم كبير.. لقد صححت له الخطأ لأنه كان يقرأ من كلمتي التي أحفظها وأذكر أنه في كلمتي كانا سيظلان عاشقين وقد اكتشفت أخيراً أن السكرتيرة التي تقوم بطبع أوراقي هي عبارة عن طابور خامس.
في الواقع نحن لا نحتاج إلى أن نعرف قيساً فهو أشهر المجانين، والأستاذ جعفر رائد هو أشهر العقلاء ربما يجب أن نقول أشهر مجانين العشاق لأن مجانين السياسة لا زال هناك تصفيات حول اختيار أشهرهم أما مجانين الشعراء فالمشكلة ليست في العثور على شاعر مجنون، المشكلة هي العثور على شاعر عاقل.
أما بالنسبة للصحافيين والإعلاميين عموماً فأنتم تعرفون لا يوجد والحمد لله بينهم مجنون واحد.
لقد أصبح قيس، كما قال الدكتور الصبيحي في كلمته المقتبسة من مكتبي، رمزاً للعشق في كل لغة وأصبحت ليلى رمزاً للمعشوقة، وهكذا الحال في كل أدب خالد، فلم يعد قيس جزءاً من التاريخ العربي وإنما أصبح جزءاً من الذاكرة الإنسانية بأكملها ومن التراث الإنساني بأكمله وهكذا يكون خلود الأدب.
من منا لم يحس الألم المتلهب في هذه الصورة الدامعة:
أبعد ووجد واشتياق ورجفة
فلا أنت تدنيني ولا أنا أقرب
كعصفورة في كف طفل يسومها
حياض الموت والطفل يلعب
حتى مع احترامي الشديد للدكتور الصبيحي وما يراه من نزعات قيس العذرية فيجب ألا ننسى أن قيساً هو الذي قال..
أرى الإزار على ليلى فأحسده
إن الإزار على ما ضم محسود
على كل حال محاضرنا هو أبعد ما يكون بحمد الله من العشق ما عدا عشق الفكر والثقافة والدين، وهو أبعد ما يكون من الجنون إذا استثنينا صحبته لأهل الفن والشعر والنقّاد وهو ينحدر من أسرة عريقة في العلم والقضاء. وفي الدين بدأ حياته معمماً وانتهى خواجه.. وقد برع في كل ميادين المعرفة، فقد عمل صحفياً ومؤلفاً وترجم، ثم غلبته حرفة الدبلوماسية وأصبح دبلوماسياً لسوء حظه وحسن حظنا.
ثم ألقى عصا الترحال في المملكة العربية السعودية سفيراً للجارة الشقيقة الكبرى إيران في فترة ما بين سنتي 1972 ـ 1979 وكما قلت لم يكن هناك مجرد سفير، كان صديقاً وكان سفيراً للحضارة الإيرانية التي هي في نهاية المطاف ليست سوى جزء من الحضارة الإسلامية.
ومع أن الأستاذ جعفر رائد قد ولد أثناء الحرب العالمية ولكنه لم يحدد الحرب العالمية الأولى أو الثانية، فهو كما ترون متجدد الشباب كثير العطاء.
ليس في هذا كله سر ولكن السر إنه كان ذات يوم شاعراً، لا أدري هل كان من الطراز العذري أم من العذري جداً، ولكنني استطعت بالطرق نفسها التي يتبعها الدكتور الصبيحي في العثور على كلماتي، استطعت أن أعثر له على بيتين فيهما الكثير من روح قيس، هذا من شعر الأستاذ جعفر رائد وليس من شعري..
أبيت على شوق نهاري إذا انطوى
ولم يك حسن غض قلبي ناغي
كأن الذي صاغ النجوم لوامعاً
لحب الوجوه النضر قلبي صاغا
على أية حال دخلت قصة قيس وليلى في الفلكلور العربي كما نعرف جميعاً، ففي الخليج يسمى المجنون من تجاوز حدود كل عقل.
وأثرت قصة قيس وليلى تأثيراً تعرفونه جميعاً على أدبنا ويكفي في هذا المجال أن نشير إلى مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي التي أعتبرها أحسن ما كتب بدون أي استثناء.
ومن حسن حظنا أن محاضرنا متمكّن من اللغة العربية بقدر تمكّنه من اللغة التركية بقدر تمكنه من اللغة الفارسية وسوف يسعدنا أن يأخذنا معه في جولة فيرينا كيف تأثر مجانين الفرس بمجنون العرب.
بكل سرور واعتزاز أقدم لكم سعادة الأستاذ الكبير جعفر رائد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج