شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: سؤال من الأخ خالد الحسين يقول:
ما رأيك في كتاب الرافعي عن تاريخ مصر وهل كتاب الجبرتي يعتمد عليه أم لا؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: كتاب الرافعي عبد الرحمن الرافعي لأن هو من الحزب الوطني فكان لا يحب أحمد عرابي، وهذا من الأول، أما بالنسبة إلى الجبرتي نعم، يعتبر عمدة مصر في الفترة التي وجد فيها أيام العثمانيين وأيام الحملة الفرنسية وأيام محمد علي والدليل على هذا أنه كان يقول كلاماً بصراحة حتى في عهد محمد علي.
عريف الحفل: إذاً نحيل لاقط الصوت إلى السيدات الفضليات تفضلن.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً الأخ حسان، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم.
السادة والسيدات .. الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسرني ويطيب لي نيابة عن جميع الأخوات الحاضرات أن أرحب بفارس هذه الاثنينية سعادة الدكتور رأفت الشيخ واسمحوا لي بداية في طرح الأسئلة.
السؤال الأول من الأستاذة فوزية السحيمي:
بحكم خبرتك في جامعة الخليج العربي ومشاركتك في مؤتمرات ثقافية عديدة إلى أي مدى ترى محافظة دول الخليج على تاريخها وتراثها أم أنها مثلت في وسط تحديات العصر وسيطرة العولمة عليها؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: ببساطة شديدة الحقيقة هناك نهضة كبيرة جداً في المؤسسات التي تهتم بالتاريخ وبالتراث التاريخي وبالوثائق وقد أشار سعادة الشيخ عبد المقصود إلى دارة الملك عبد العزيز وغيرها من المكتبات في المملكة، وهناك في الإمارات في دبي الشيخ جمعة الماجد وهناك في العين وفي أبو ظبي وفي دار الوثائق في رأس الخيمة وفي الكويت وفي البحرين وهناك نشاط جيد يحسب لهم، ويعني على مستوى عالٍ نفخر به.
الأستاذة نازك الإمام تقول:
عفواً، الدراسات والأبحاث غير ظاهرة بالنسبة إلى حفاظ دول الخليج على تراثها التاريخي؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هناك أكثر نحن في الخليج نجمع تراثنا من مصادرها المختلفة في أمريكا وأوروبا وآسيا ونعرضها وهذا شيء طيب ولكن الذي يريد البحث عن موضوع في دولة الإمارات لا بد من أن يذهب أو يسأل أو يدخل شبكة الإنترنت ويأخذ الوثائق من دار الوثائق التابعة لإمارة أبو ظبي كذلك الوثيقة في البحرين ودارة الملك عبد العزيز تقدم تسهيلات للجميع وأقول للجميع لأن طلابي في مصر يحصلون على وثائق من دارة الملك عبد العزيز ولهم الشكر كل الشكر.
عريف الحفل: سعادة الأستاذ محمد المرغني قنصل عام ليبيا في جدة يقول:
هل في نيتكم أو في خططكم تكملة مشواركم في التأليف حول التعليم في ليبيا وعن تطور التعليم بعد الفترتين السابقتين اللتين تحدثت عنهما في كتابين سابقين منذ سنة 1969م وحتى الآن؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: فعلاً هناك مشروع وحصلت على مجموعة من صور الوثائق من مركز جهاد الليبيين وإن شاء الله سيسمح لي بالتعاون مع الأخوة في مركز جهاد الليبيين والجمعية التاريخية الليبية إن شاء الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أفنان الريس:
من خلال دراساتك وأبحاثك عن التاريخ في الدول العربية، كيف ترى تاريخ التعليم في المنطقة، وهل يحتاج إلى إضافات للأجيال القادمة، شكراً..
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: تاريخ التعليم مثل تاريخ الاقتصاد مثل التاريخ السياسي، له من هو مهتم به ويسعى إلى جمع المصادر التي يكتب منها هذا التاريخ، ويمكن من مدة أقل من شهر كنت أناقش رسالة عن تاريخ البنات في المملكة قبل ضم الرئاسة العامة للبنات إلى وزارة التربية والتعليم وقبل ذلك ناقشت رسالة في جامعة عين شمس عن تاريخ التعليم في المملكة من أخت تعمل هنا في جدة، ويعني الرسالة موجودة في جامعة عين شمس يمكن الاطلاع عليها وصاحبتها موجودة هنا في جدة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
بصفتك أستاذاً متمرساً في التاريخ هل تبين لك أن كتب تاريخ العرب يشوبها الشك حيث كثرت فيها المغالطات والمهاترات الأمر الذي شوه صورة الأمتين العربية والإسلامية وإذا تأكدتم من ذلك هل في وسعكم ومعكم أقرانكم من مؤرخين ومفكرين تصحيح هذا التاريخ المغلوط حيث تظهر الحقيقة دون التباس فتاريخ العرب الحديث للأسف قلب الحقائق إذ حول الحقائق إلى أكاذيب. والأكاذيب إلى حقائق إذاً هل يرتفع صوت الشرفاء والنبلاء لإبطال هذه الصورة والالتزام بنصوص الحقيقة لدعم كرامة الشعوب العربية والإسلامية؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: بلا شك هناك كتب خرجت عن المألوف أو تأثرت بالجو المحيط بها، أو لخدمة بعض الشخصيات أو المسؤولين وما إلى ذلك، وأذكر أنني شاركت في قطر وفي العراق قبل سنة 1990 في ما عرف بلجنة كتابة التاريخ العربي، وكان هدفنا أن ننقي التاريخ العربي من التأثيرات سواء كانت تأثيرات مذهبية أو سياسية حتى تكون الدراسة موضوعية لأبنائنا الذين نحن نريد تخريجهم ليعرفوا أن عروبتهم هي ثقافة أساسها الدين واللغة والتاريخ المشترك.
الأستاذة نازك الإمام: تسأل الدكتورة بحكم تخصصك وبحكم دراساتك في التاريخ السعودي برأيك:
ما هي أبرز المواضيع التي أغفلها الباحثون في التاريخ السعودي، خصوصاً الدولة السعودية الأولى والثانية والتي ترى أنها تستحق الدراسة والبحث في الوقت الحاضر؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: لا أعتقد أن هناك موضوعات أغفلت بل أقول إنها كررت، يعني كتب فيها الكثير والدولة السعودية الحالية التي بدأت في أول القرن العشرين هي التي تحتاج إلى إبراز بعض الأمور لتأكيد الهوية الإسلامية الحقيقية للمملكة العربية السعودية. لكن الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية لن نتحدث كيف حدث الخلاف بين أبناء الملك فيصل بن تركي ولا نريد الدخول في موضوعات مكررة، لكن الدولة السعودية الحالية لها علاقات دولية كما ذكرت منذ قليل لأننا نحن ناقشنا لماذا الملك عبد العزيز أسند تنقيب البترول إلى الشركات الأمريكية ولم يسندها إلى البريطانيين على الرغم من أن البريطانيين كانوا موجودين في البحرين والعراق وموجودين في إيران.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ محمد علي دولة، يقول:
ذكر بعض المؤرخين المسلمين متابعة للغربيين أن النبي موسى عليه السلام كان مصرياً بينما القرآن الكريم ينص صراحة على أنه كان من بني إسرائيل المهجرين إلى مصر، فلماذا يخالف المؤرخ المصري ما جاء في القرآن الكريم وهو أصدق وأصح وثيقة في الدنيا؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو حقيقة قضية سيدنا موسى وحتى خروجه من مصر مثار خلاف علمي حتى اليوم بين المؤرخين، يعني نحن في المجالس القومية المتخصصة سألت مجموعة من زملائي الآثاريين المهتمين بالآثار بالتاريخ القديم قالوا إننا نحن لا نعرف من هو فرعون موسى هل هو رمسيس الأول ولا الثاني ولا الثالث يعني لا يعرفون من هو بالضبط، لأن القرآن لم يقل سوى فرعون، مثلاً والخروج هل خرج عبر خليج السويس أو عبر مويس الذي سمي على اسمه ومويس تصغير لموسى، لأن المؤرخ لا بد من أن يجد وثائق ومصادر يكتب منها وطالما أنه لا يوجد وثائق ومصادر لا يستطيع أن يقول فيها شيئاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نعيمة فلمبان:
من مثلك في الحياة وبمن تأثرت؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: الحقيقة هما اثنان والدي وأستاذي في الجامعة، والدي لأنه هو الذي رباني وحفظني القرآن وأنا صغير، وتعهدني لغاية ما الحمد لله ربنا وفقني برضاه، أستاذي الذي تبناني في الجامعة يعني رأى فيَّ رغبة يعني نوعاً من الحرص على دراسة التاريخ بمفهوم موضوعي فهؤلاء هما اللذان تأثرت بهما في حياتي.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور حامد السيوطي أستاذ مساعد في كلية المعلمين بجدة يقول:
هل اختلفت حركة التاريخ وآلياته في الحديث عن القديم في ظل ثقافة الصوت والصورة والتسجيل بهما والنتّ وآلياته المتشعبة التي يصعب حصرها؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: وطبعاً الآن لما أذكر أنني أعمل رسالتي الأولى لم يكن تصويراً أو نتًّا وكنا نذهب لننقل من دار الوثائق ونذهب للبحث عن الكتب ولا يسمح لنا باستعارتها، اليوم أصبحت الأمور أسهل فالآليات أسهل للباحث الذي لا يتعب مثلما تعبت الأجيال الأولى.
الأستاذة نازك الإمام تقول:
لماذا لا نتمسك باللغة العربية في المؤتمرات والندوات العالمية، أسوة باللغات الأخرى التي تتسمك طبعاً بها الشعوب بلغتهم الأصلية؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: طبعاً هذا سؤال جيد ونتمنى من كل الإعلاميين أن لا يخطؤوا لأنهم ينقلون للأبناء المستمعين أخطاءهم.
الأستاذة نازك:
أنا أقصد دكتور بالنسبة إلى اللغة العربية في المؤتمرات كثير من الشعوب يتمسكون بلغتهم الأصلية ولكن نحن دوماً تكون اللغة الأساسية في المؤتمر أو في الندوات غير اللغة العربية رغم أن المؤتمر يقام هنا؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو طبعاً كلامك صحيح ينبغي أن نتمسَّك باللغة العربية، وإذا كان هذا يحصل في بعض المؤتمرات العلمية التي يحضرها أجانب وأبناء الأمة العربية يلجؤون إلى لغة أجنبية أو لغة أخرى حتى يحصل حوار وتفاهم لأن من دون لغة مشتركة لا يكون هناك تفاهم، وهذه بحسب ظروفها.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الرزاق الغامدي يقول:
تدعي إسرائيل أن لهم حقاً تاريخياً في فلسطين ما رأيكم في هذا الادعاء ولماذا لا نرى لك مؤلفاً مستقلاً عن الصهيونية من بين مؤلفاتك الكثيرة؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو هناك كتاب من كتبي عملت فيه فصلاً كاملاً عن إدعاء الصهيونية بالحق التاريخي في فلسطين وناقشت نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى قضية أنهم شعب الله المختار وقضية الوطن القومي، وقلت واستشهدت بمؤرخين أجانب، يعني فولتير الفرنسي على سبيل المثال، أرنولد توين البريطاني يعني نسفوا قضية أنهم شعب الله المختار يعني هذه أكذوبة، هم يقولون عندهم في التوراة إنهم من نسل سيدنا سليمان، لأن الله سبحانه وتعالى كان يؤثره فقال ماذا تطلب يا سليمان هذا ما يقولونه وهذا ما فندته ماذا تطلب ؟ قال لا، أتطلب جاهاً ؟ قال لا، قال ماذا تطلب قال أطلب عقلاً فهيماً، بعقل فهيم أستطيع أن أمتلك الكون كله، فأعطاه هذا العقل الفهيم، فنحن أبناء سليمان نملك هذا العقل الفهيم ونسيطر على العالم كله لأننا شعب الله المختار، قضية الوطن القومي الذي يروِّجون له هو أكذوبة وأكذوبة كبيرة، من قال إنهم هم أصحاب هذه الأرض وناقشت قضية وجودهم في فلسطين ووجود العرب قبلهم.
عريف الحفل: سؤال من الأخ أحمد سعيد يقول:
هل تعتقد أن كتابة التاريخ المعاصر في ظل الأوضاع الحالية يمكن أن يكون موضوعياً ونستطيع أن نستفيد من تجاربه؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: بدون شك الذي يريد أن يكتب التاريخ، أنا أريد أن أقول شيئاً إن المؤرخ مثل القاضي لأنه يصدر حكماً، بمعنى أننا عندما نقول إن الحرب العالمية بدأت سنة 1914م والذي بدأها ألمانيا أكون أنا قد أصدرت حكماً، ولا أقول إنني لو حودت عن هذه الحقيقة فأنا سأكون فسرت التاريخ تفسيراً آخر، فلا بد من أن يكون هناك حكم صحيح حتى يمكن لكل واحد أن يكون مرتاح الضمير، الذي يكتب التاريخ يكتبه ليتعلمه الأبناء، فيعطي أحكاماً.. هذه الأحكام .. مثل من يشهد زوراً.
عريف الحفل: سؤال من الأخ جعفر عمر يقول بصراحة:
ما رأيك في حلقات الأستاذ محمد حسنين هيكل في الجزيرة؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: والله هذا سؤال لا تؤاخذني أنا لا أتابعه، أنا لا أتابع محمد حسنين هيكل، يعني أنا كنت أحترمه أيام كان يكتب في الأهرام بصراحة.. ولكن بعد ذلك لا أتابعه وأنا كنت أتمنى أن يقدم الوثائق التي حصل عليها للناس للاستفادة منها في كتابة التاريخ لأنه هو صحفي وليس مؤرخاً، هو قارئ للتاريخ وليس مؤرخاً وهو صحفي وأسلوب الصحفي ليس أسلوباً لمؤرخ.
عريف الحفل: سؤال من المدرس الأستاذ محمد ربيع يقول:
ما رأيك في مقولة التاريخ يعيد نفسه، وهل هو ما يحدث في العراق حالياً ؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: ليس هناك شيء اسمه التاريخ يعيد نفسه، التاريخ كل حادثة لها ظروفها، يعني إذا كان حدث حادث على سبيل المثال في العراق، وكان في ثورة 1958 وكان في ثورة 63 وكان فيها انقلاب سنة 1968 هل الذي يحصل هو يعيد نفسه، لا لا، كل حادث له ظروفه ولا نستطيع القول إنه يعيد نفسه، لأنه يمكن أن يكون تشابهاً، ولكن بأشخاص مختلفة ودوافع مختلفة، يمكن أن تكون الآليات واحدة أو متشابهة، اعمل ثورة لإنهاء هذا الحكم، ولكن من قاموا بالثورة من هنا؟ وما الأسباب هنا ؟ إذاً الأمر مختلف.
عريف الحفل: الأخ شمس الدين موصلي يقول:
نقول التاريخ الحديث التاريخ المعاصر التاريخ الحاضر، متى تكون بداية هذه التسمية ومتى يصبح تاريخاً قديماً بالنسبة إلى الأجيال القادمة؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: الحقيقة أن هذا التقسيم هو تقسيم أوروبي والذين كتبوه هم مؤرخونا القدامى الذين تعلموا في أوروبا وعرفونا أن التاريخ الحديث يبدأ في القرن السادس عشر ميلادي والتاريخ المعاصر يبدأ مع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وما قبل التاريخ الحديث هو التاريخ الوسيط ثم التاريخ القديم، هذا التقسيم هو تقسيم للدراسة مثل قوله سبحانه وتعالى القائل: ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ (الروم: 54) يعني قسم حياة الإنسان إلى ثلاث مراحل يعني حتى في علم النفوس ندرس الطفولة ثم المراهقة ثم الرجولة ثم الكهولة لمدرس الدراسة لكن الحياة مستمرة، فتاريخنا مستمر، حتى مثل ما قال ابن خلدون إذا انتهت دولة تقوم حضارة أخرى على أنقاضها، يعني تستمر بمقوماتها الأولى فإذا قلنا على سبيل المثال إن الرجل عندما يموت تنتهي حياته وحياة أسرته، وابنه يحمل اسمه ويحملون توجهاته وتربيته لهم.
عريف الحفل: الأخ محمد سامي يقول:
للتاريخ أهمية كبرى لا تقل عن أهمية الماء والهواء، والتاريخ هو المرآة التي يمكن التعرف من خلالها على ماضي الأمة وحاضرها، ما هو الفرق بين المؤرخ قديماً؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: كان يجلس ويسمع روايات، أما المؤرخ الحديث لا بد من أن يبحث عن الوثائق وعن المصادر التي يأخذ منها حتى لا يكتب شيئاً خطأً. يعني على سبيل المثال كان هناك مؤرخ اسمه المسعودي عمل كتاباً عن مروج الذهب قال فيه إن الاسكندر الأكبر أراد بناء مدينة الاسكندرية قال قصة خرافية لم تقبل من المؤرخين المحدثين قال إنهم جاؤوا ليبنوا لأن الاسكندر عمل جسراً بين جزيرة فاروس وقرية راقوطيس التي هي على الشاطئ وعمل جسراً ليترك هناك ميناء شرقي وميناء غربي مثلما هو موجود حالياً وقال إنه حين كان البناؤون يبنون، يأتون في اليوم الثاني ويجدون المباني هدمت، فواحد عراف قال له إن الشياطين يطلعون من البحر ليهدموها لأنكم اعتديتم على البحر، فقال له نأتي بصندوق زجاجي وهذا الكلام موجود في كتاب المسعودي، وننزل فيه أناساً رسامين والشياطين وهم صاعدون يرسمونهم وبعد رسمهم يعملون تماثيل تشبههم ولما يصعد الشياطين يرون أنفسهم فيهربون وقد كان، كتب هذا الكلام فطبعاً كلام لا يدخل العقل، فلا نستطيع أن نقول إن هذا تاريخ.
عريف الحفل: الأستاذ حسن مشرقي مدرس تاريخ يقول:
هل حقاً أن التاريخ ليس إلا ملكاً للزمان الذي ولد فيه لا يورث أمجاداً ولا انحطاطاً وإنما يورث عبراً؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو التاريخ عبرة ولذلك قال عبد الرحمن بن خلدون قال العبر على التاريخ العبر والمبتدأ والخبر في دراسة تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، كلمة العبر العبرة، أنت تدرس التاريخ لتأخذ عبرة، يعني لا تقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه من قبلك، فدراسة التاريخ تعطينا عبرة وإلا القرآن الكريم مليء بالقصص ربنا سبحانه وتعالى يريها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له ومن كان قبلك ماذا كان يحصل لهم.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة دلال محمد تقول:
هل ترى ضرورة التخلي عن اختيار موضوع للدراسة أو الكتابة في موضوع تاريخي في العلاقات السياسية إذا كانت مصادره من وثائق ومراسلات ستؤدي إلى إظهار وإثارة المشاكل بين الدول؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو طبعاً السؤال جميل جداً، لكنه على قدر فهم ووعي المؤرخ يستطيع أن يأخذ هذه الحقائق والمصادر والوثائق، ويتفهمها وللعلم ليست كل وثيقة صحيحة، لأن هناك وثائق اطلعنا عليها في ((بابليك روبردو)) في إنجلترا كان المقصود بها الوقيعة سواء في إفريقيا أو بين مصر والسودان يعني لا بد من أن نأخذ الوثيقة بحرص شديد ولذلك يجب ألا تكون الوثيقة هي المصدر الوحيد وإن كان لابد أيضاً من أن يكون هناك شيء اسمه التاريخ الشفهي، أي إن هناك شهادات للمعاصرين وأنا ذكرت قبل قليل أن بعض الأخوة الأعزاء من الرياض عملوا كتاب ((كنت مع عبد العزيز)) من مجموعة من كبار السن الذين شاركوا المغفور له الملك عبد العزيز في بناء الدولة، فهذا شيء مهم أن نقارن بين الوثائق ومصادر أخرى حتى لا نقع في شرك وثيقة مزورة أو وثيقة مقصودة بها الإساءة.
عريف الحفل: المهندس عبد الغني حاووط يقول:
هل التاريخ العثماني سجل بحيادية تامة، وكيف الطريق لمعرفة الحقائق من دون تزييف حيث إن الكثير افترى على هذه الحقبة من التاريخ؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: حقيقة أنا أشكر صاحب هذا السؤال، ولو رجع لكتابي في تاريخ العرب الحديث أنا أخذت فصلاً على هذه القضية، قضية الحكم العثماني على البلاد العربية هل هو سلبي كله أو إيجابي كله. ولا بد من أن نعرف أن أي حكم، أي نظام، أي شخص له جوانبه الإيجابية والسلبية ومن خلال استعراض الجوانب السلبية والجوانب الإيجابية نستطيع أن نصدر الحكم.
عريف الحفل: الأخ هاني عبد الحميد يقول:
برؤيتكم التاريخية هل موضوع الخصخصة لا يجلب أخطاراً سياسية واقتصادية مستقبلية؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: والله أنا في الاقتصاد يمكن أن تكون معلوماتي محدودة لكنني لا أستطيع أن أقول إن لنا عضواً في شركة خصخصت ولا أي حاجة أنا قلت فقط إن عمرو موسى في مؤتمر أقمناه عن العلاقات المصرية الآسيوية قال إننا استفدنا من برنامج الخصخصة في سنغافور في برنامج الخصخصة في مصر. لكن للبرنامج آثاراً إيجابية أو سلبية وهذه أمور لم أحتك بها ولا أستطيع أن أفتي فيها.
عريف الحفل: الأخ محمد إبراهيم يقول:
تصادم الحضارات التي ترددها الدول الغربية هل هو إزاحة الحضارة الإسلامية عن مركزها وإحلال الحضارة الغربية محلها وطمسها من قلوب المسلمين أم أنصاف الحضارات الأخرى؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو قطعاً هناك توجه عند البعض ومنهم بعض الموجودين في اليمين الأمريكي الذين يتحدثون عن قضية صدام الحضارات وأن الحضارة الغربية هي التي ستغلب ويمكن أنا في كتابي أفريقيا تكلمت عن الصراع الحضاري أو الاحتكاك الحضاري بين الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا والحضارة الأوروبية الحديثة، لأنني قرأت كتاباً لأحد الكتاب الإنجليز كتب أن الحضارة الغربية هزمت الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا، فرديت عليه وقلت له لا ليس العيب في الحضارة الإسلامية، لكن العيب فيمن حملوها، وليس العيب في الحضارة الإسلامية التي بنت دولاً إسلامية كبيرة في غرب إفريقيا دولاً إسلامية كبيرة كمالي والسنغال وغيرها والنيجر ..
عريف الحفل: الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي الأستاذ المساعد في كلية المعلمين بجدة يقول:
يقال إن أخوة يوسف عليه السلام دخلوا مصر من سيناء من الجهة الشرقية وإن يوسف عليه السلام تزوج من الشرقية وهذا الكلام ذكره الشيخ عبد الغني محمود أخو الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر هل لسيادتكم رأي في ذلك؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو طبعاً يقال هذا وأنا أريد أن أقول إن الشيخ عبد الغني قال هذا الكلام لأن قريته في الشرقية بجوار مدينة بلبيس حيث اكتشفت مخازن غلال قديمة وقال هذه مخازن سيدنا يوسف. فهو قال هذا الكلام الشيخ عبد الغني وأنا أعرفه وصديقي رحمه الله.
عريف الحفل: الأخ علي محمد الشهري يقول:
أرجو من سيادتكم أن تسلطوا الضوء على خلفية الصراع الدولي في البحر الأحمر ودور تركيا ومصر لتجنيب شاطئيّ الصراع للحفاظ على هويته وخصوصيته؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو حقيقة البحر الأحمر من القرن السادس عشر من أول ما جاءت الدولة العثمانية إلى مصر والحجاز وضعت تقليداً أن البحر الأحمر تطل عليه الأماكن المقدسة للمسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وأي سفينة تحمل علماً عليه صليب يجب ألا تمر في هذا البحر ولم تكن هناك سفن سوى سفن البرتغال التي دارت حول رأس الرجاء الصالح ووصلت إلى الهند وحاولوا الدخول إلى جدة وإلى السويس وكان هذا التقليد يعني أن لا سفينة تدخل وإلا ستضرب وهذا تقليد سعت إليه الدولة العثمانية في ذلك الوقت في مصر وفي الحجاز.
عريف الحفل: الأستاذ نبيل خياط أمين، من مجلس التربية والتعليم في العاصمة المقدسة يقول:
كيف كانت لكم مرحلة توثيق اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وما مر به الشرق الأوسط من فترة حرجة بين علاقات بعض الدول العربية بجمهورية مصر؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: قضية كامب ديفيد مع إسرائيل لم أكتب فيها وأنا من المؤمنين بالقومية العربية وأكره شيئاً اسمه إسرائيل واليهود عموماً، فأنا لم أحب الدخول في كتابة أي شيء عن هذه القضية، لكن قضية العلاقات بين الدول العربية ومصر، هي الحقيقة كان لها ظروفها وأنا أذكر تماماً يوم 26 مارس سنة 1976 كنت أحضر مؤتمراً في بغداد وكان يومها اجتماع وزراء الاقتصاد والخارجية العرب لمقاطعة مصر. كنت أحضر مؤتمراً في جامعة بغداد، وطبعاً كان الرئيس صدام رحمه الله هو نائب رئيس الجمهورية، وتكلم وقال أنا لا أتحدث عن مصر، أنا أتحدث عن رئيس مصر وكلام كثير يعني، المهم أنه كان من الواضح في المؤتمر ونحن كنا في الفندق وشاهدنا على شاشة التلفزيون أن جميع وزراء السعودية والخليج كانوا يرفضون فكرة القطيعة مع مصر وهم الذين نجحوا في جعل المؤتمر يقول بتوصية وليس قراراً، وكانت قطيعة دبلوماسية، لكن القطيعة الشعبية والقطيعة الثقافية والقطيعة الاقتصادية لم تحدث بين الدول العربية ومصر فيما عدا مجموعة كانت تسمى بجبهة الصمود والتصدي.
عريف الحفل: الأخ محمد سعيد صالح يقول:
ما رأيك في رواية جورجي زيدان التاريخية؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: هو طبعاً جورجي زيدان يتحدث من منطق وهذا هو ما يطلق عليه الموضوعية في التاريخ، جورجي زيدان يلامس بعض الأمور في الدولة العثمانية كدولة إسلامية بالنسبة إلى مصر في خضوعها للدولة العثمانية والحكم العثماني وهذا شيء طبيعي ولا بد من معرفته هكذا، يعني نأخذ منهم ونعرف يعني لما نأخذ من ((أرولند توين)) البريطاني ويقول إن ما حدث للفلسطينيين في عام 48 أصعب وأكثر وحشية مما حدث لليهود في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. وهذا الرجل قال كلاماً ونحن أخذناه في الجامعة العربية أصدروا به وثائق، وضروري أن يكون هناك من يقول كذا ومن يقول كذا.
عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة كثيرة وكثيرة جداً، وأعتقد كما يشاركني معالي الدكتور سهيل الكثير منها أجاب عنها سعادة ضيفنا ونختتم بسؤال أخير. الأخ خالد بالي يقول:
كيف يمكن للأمة العربية أن تتخلص من واقعها المأساوي مستفيدة من تاريخها القديم وماضيها العريق؟
الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: بالعودة للإسلام والعودة للإيمان والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ولو أن كلاً منا وضع هذا الحديث الشريف موضع التطبيق كلنا سننجح، ولا يقول لماذا نحن؟ نحن نريد للأمة العربية مثل ما قال سبحانه وتعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (آل عمران: 110) وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((الخير في ولأمتي إلى يوم القيامة)) وها هي الأحكام ينبغي أن نتمسك بها.
عريف الحفل: ختاماً لا يسعنا إن سمحت لي إلا أن نتقدم بالشكر والتقدير باسمكم جميعاً سادة وسيدات إلى سعادة فارس اثنينية هذا الأسبوع ونشكر له تجشمه الصعاب، ومجيئه من مصر الحبيبة أن أذكر حضراتكم أن ضيف الاثنينية القادمة إن شاء الله هو الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين الأديب والأكاديمي والناقد المعروف ونذكر أيضاً بأن الاثنينية ليس لها رقاع دعوة ولكن كما يذكر دائماً مؤسس الاثنينية أن أبوابها مفتوحة لكل من له حب ومشاركة بالكلمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1015  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.