شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي أن نلتقي في مستهل نشاطاتنا بعد الاحتفاء بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على انطلاقة الاثنينية، بعلم في قيمة وقامة الأخ الدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو، الأديب المعروف، ومؤسس (بيت القرآن) في مملكة البحرين الشقيقة، والذي يعد معلماً إسلامياً حضارياً نعتز به على نطاق العالم الإسلامي.. والذي أسعدنا بتشريفه من مملكة البحرين خصيصاً تلبية لدعوتكم، فجزاه الله خيراً عن كل خطوة خطاها إلينا حسنة، وأثابه خير الثواب.
وبالقدر الذي نسعد به في استمرارية مشوارنا مع ضيفنا الكريم، ونفحات الكتاب العزيز.. يغمرنا الحزن والأسى لفقد معالي أستاذنا الكبير السيد حسين باشا عبد الله سراج، وهو من أوائل الأساتذة الأفاضل الذين احتفت بهم ((الاثنينية)) بتاريخ 7/6/1403هـ الموافق 21/3/1983م، امتداداً لكوكبة الرعيل الأول الذين أثروا كتاب ((وحي الصحراء)) لسيدي الوالد وصديقه معالي الشيخ عبد الله بالخير ((رحمهما الله)) بنماذج من عطائهم الأدبي.. رحم الله الفقيد الكبير وجعل الجنة مثواه وأحسن إليه بقدر ما قدّم لأمته من جهود أدبية قيمة، شرفت بجمعها وإصدارها ضمن سلسلة ((كتاب الاثنينية)) في مجموعة كاملة بلغت عشرة أجزاء.. وقد نعم برؤية حصاد غرسه إبان حياته، ولمس تقدير المجتمع لمنجزه الأدبي الرائع، ولله الحمد.
إن التميز الذي صاحب ضيفنا الكبير في كل مراحل حياته، يجعل من الصعب بمكان تدوين (بانوراما) بالكلمات تحقق المعادلة المطلوبة بين الوقت المتاح للمتحدث، والكم الهائل من المنجزات التي يزخر بها سجله المعطاء.. فقد تنوعت أنشطته وتعددت لتشمل إبداعاته الكتابة الأدبية التي غاص في مجرياتها، وتغلغلت في وجدانه، وكان المجتمع بكل فئاته وألوان طيفه القاسم المشترك في (الكلمة الطيبة) التي ازدهت وتألقت عبر مسيرته الطويلة مع الحرف، كاتباً أنيقاً حفياً بجماليات الكلمة، دون أن ينسى الأهداف السامية التي يسعى إليها، وتكثيف المشهد الاجتماعي ليرسمه في لوحات معبرة عن آمال وآلام وتطلعات قرائه الأفاضل أينما كانوا.. فالكلمة هي نبراسه وهاديه، وفي الوقت ذاته تمثل (المرساة) التي تشده نحو الأعماق ليسبر غورها، ويجلب لآلئها و(داناتها) إلى طاولة البحث والتشريح والمعالجة.
لقد أسهم ضيفنا الكريم بجهود تذكر فتشكر، وظلت مشاركاته لإثراء المكتبة العربية تشكل مساحة ذات أثر ملموس في الساحة الثقافية والفكرية، ونهض بدور مبرور في خدمة المجتمع ممثلاً في مشروعه الحلم الذي أصبح حقيقة بفضل الله سبحانه وتعالى ومؤازرة المهتمين في القطاعين العام والخاص.. فمشروع (بيت القرآن) ليس جسراً من الحجر، والورق، والإلكترونيات.. بل تكريس لقول الحق سبحانه وتعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9).. فالحفظ الذي في الصدور، أصبح من الضروري أن تواكبه تقنيات الحفظ المتاحة بحسب المنظور التقني الحديث، وقد يكون بعض الناس أعداء ما جهلوا.. غير أن توظيف التقنية لحفظ الكتاب العزيز، والعمل على دراسته، وحفظه بالمعنى التقليدي، وما يتفرع عن المدلولات الحضارية ومواكبتها، يعتبر من أهم الإنجازات إن لم يكن أهمها على الإطلاق.. فنحن والعالم بأسره أمام كثير من المعضلات التي تشرئب الأعناق نحو الإسلام لإيجاد مخرج من حمأتها، والانعتاق من ربقتها.. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال سماحة الإسلام ووسطيته ونأيه عن الغلو والتعصب المقيت.. وما زال ضيفنا الكبير على الدرب سائراً ليحظى هذا المشروع الكبير بما يستحق من عناية ورعاية وصولاً لتحقيق الأهداف السامية التي يتطلع إليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
من ناحية أخرى نجد أن ضيفنا الكبير قد شارك بفعالية، من موقعه التخصصي كمهندس، في النهضة الحضارية التي سارت عليها مملكة البحرين بخطى واثقة خلال السنوات الماضية، فجعل من مهنة الهندسة مرتكزاً لتحقيق كثير من الآمال وعمل بجهد مخلص على دمج نشاطات العاملين في هذا الحقل وتوحيد كلمتهم خروجاً من إطار العمل الفردي إلى مظلة الأداء الجماعي الذي تتزاوج فيه جميع الآراء والأفكار وتنداح دوائرها لتصب في نهر واحد من خلال تكوين (الجمعية الهندسية البحرينية) عام 1972م، كمنجز متقدم آنذاك.. وما زالت الجمعية تؤدي دورها الريادي في خدمة نهضة مملكة البحرين الاقتصادية والاجتماعية.
وحري بي أن أذكر في هذا السياق (جائزة يوسف بن أحمد كانو للتفوق والإبداع) التي يشرف ضيفنا الكريم بعضوية مجلس أمنائها، فهي من المنارات المشرقة في منظومة دول الخليج العربي، وأحسب أنها تؤدي دوراً مميزاً في التعريف بأبناء الأمة المبدعين في مختلف الميادين، وبرغم ما يقال عن الجوائز ـ سلباً وإيجاباً ـ فإنها تبقى نوافذ خير وعطاء لصالح التوجه الحضاري في الأمة، وتزرع الكثير من باسقات الفكر التي نأمل أن تؤتي أكلها بما ينفع الناس ويمكث في الأرض بإذن الله.
إنني متفائل ببدء فعاليات ((الاثنينية)) في مستهل عامها السادس والعشرين بتكريم مؤسس (بيت القرآن)، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك لنا في لقاءاتنا، ويعزز جهودنا، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.. ويسعدني أن نلتقي الأسبوع القادم لنحتفي بالأستاذ الشاعر سيف الرحبي، الذي سيحضر من (مسقط) خصيصاً، تواصلاً نعتز به في رحاب البيت الخليجي الذي قل تواصل أدبائه وشعرائه حتى خشينا الجفاف والتصحر، والحمد لله أن هلَّ علينا ضيف كريم من مملكة البحرين، والقادم بإذن الله من سلطنة عمان، مما يبشر بكسر المعاناة التي خلتها مستعصية على العلاج.. وكم كان بودي أن تكتمل سعادتي لو كنت في شرف استقبال ضيفنا الكريم، والجلوس بجانبه، إلا أن خروج ((الاثنينية)) من ردائها الفردي، وتدرجها بأدائها كمؤسسة يستوجب أن يكون أحد رعاتها الأفاضل هو المضيف والمستقبل، وراعي الأمسية بدئاً ونهاية.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم على خير ما أحب لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: مرة أخرى نرحب بسعادة ضيفنا الكبير وبصحبه الكرام ويسرني أن أنقل لاقط الصوت إلى معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي راعي الاثنينية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :818  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج