شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: سؤال من فضيلة الشيخ العلامة محمد علي الصابوني يقول:
الأدب ذوق وفن وإبداع وارتقاء إلى قمة السمو والكمال وقد ظهر في هذا العصر من ينتسب إلى الأدب وهو خال من صفات الفضل والنبل فهل يسمى أديباً من سقط في بؤرة الانحلال الخلقي وافتخر بالهبوط الجنسي وسمى نفسه أديب الأدباء؟
أحمد شوقي بنبين: أنا أتساءل عن علاقة هذا السؤال بعلم المخطوط.
عريف الحفل: نعطي الفرصة معنا من الطرف الآخر الأستاذة نازك مذيعة البرنامج الثاني: تفضلي أستاذة نازك.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
السادة والسيدات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نرحب اليوم بفارس الاثنينية سعادة الدكتور أحمد شوقي بنبين ببلادنا الحبيبة الطاهرة حللت أهلاً ونزلت سهلاً فسيرته الذاتية الحافلة بالأعمال الأدبية والمخطوطات التي تخدم اللغة العربية جعلتنا نتشوق إلى معرفة علم المخطوطات والتراثيات المغربية والشرقية مرة أخرى نرحب بك في عروس البحر الأحمر جدة. ونبدأ بأول سؤال:
السؤال الأول من الأستاذة ندى السيوفي وهي تخصص مكتبات ومعلومات، نرحب بضيف الاثنينية أحمد شوقي، السؤال هو:
ما رأيكم في حال مخطوطاتنا العربية الموجودة للأسف في الخارج وكيف لنا كمسلمين استرجاعها. وهل هناك فهرس موحد للمخطوطات العربية في عالمنا العربي إذا أردت البحث عن أي مخطوطة معينة؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: شكراً للباحثة المحترمة. سؤال عريض كيف انتقل التراث العربي المخطوط فهذا موضوع مؤلفات متعددة، فهناك أسباب كثيرة جعلت هذا التراث يرحل إلى أوروبا والطرق مختلفة فبعض المحدثين ربما يحمدون الله تعالى على هذا التراث الذي انتقل إلى الغرب وفهرس ونظم وهو الآن رهن إشارة الباحثين والكثير من أمثال هذا التراث ضاع الكثير منه، أما فيما يخص نقل التراث المخطوط إلى الغرب كيف نسترجعه، فهذا سؤال لا جواب له، كيف نسترجع هذا التراث المحفوظ في الخزائن الدولية. فيما يخص الفهرسة كما قلت وأشرت بإيجاز عن مشكلة الفهرسة ربما ستفاجأ هذه الطالبة إذا قلت لها ليس هناك رجل في العالم اليوم يستطيع أن يعطينا تحديداً للفهرسة، فالفهرسة بدأت منذ حوالى أربعة قرون ونعلم جميعاً تاريخ المستشرقين وتاريخ الكتابات الأوروبية، كيف مورست في فرنسا في السابع عشر وفي إيطاليا وغيرها.. وظهرت لا أقول مئات بل آلاف الفهارس ولا يشبه فهرس فهرساً آخر، فما هي الفهرسة لا أحد في العالم اليوم يستطيع أن يحدد لنا ما هي الفهرسة. لا أحد.. الفهرسة في اعتبار ومفهوم الباحثين هي وصف المخطوط إذن والتعريف به.. كيف نبدأ هذا الوصف وأين يقف، لهذا طبعاً هذه المشكلة كما قلت ليست مشكلة التراث العربي المخطوط ولكن مشكلة التراث الغربي كذلك، ففكرت في الحل باعتباري مهتماً في هذا الجانب وهو أن نميز الفهرسة بالنسبة إلى علم المخطوط ما هي وظائف الكودوكولجي أي العالم بعلم المخطوط بمفهومه الحديث الذي يبحث في تاريخ هذه المخطوطة يبحث في مصدرها يبحث في تنقلاتها في تملكاتها في وقفياتها إذاً عندما نستطيع أن نحدد مهمة العالم للمخطوط هنا نستطيع أن نجد تحديداً نهائياً للفهرسة، اليوم ليس هناك تحديد نهائي وليس هناك إجماع للتحديد النهائي للفهرسة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ علي أحمد النجار يقول:
المغرب من البلدان المعدودة من المخطوطات والخزانة الملكية زاخرة بالكثير منها والمخطوطات آثار وتراث لا يعلمه الكثيرون من أبناء الأمة باعتباره علماً مهماً، السؤال كيف نوجه الكثرة من هذه الأمة للاهتمام بالمخطوطات والعناية بها:
الدكتور أحمد شوقي بنبين: المغرب كما هو معروف منذ القرن التاسع عشر كان تقريباً البلد الوحيد من بين البلدان العربية الإسلامية التي لم تطأ أرضه قدم المستعمر فاشتهر بمجموعاته الخطية وكانت البعثات الغربية من مستشرقين وغيرهم كل ما ضاع مخطوط أو أصبح في حيز المفقود ظنوا أنه في المغرب فجاءت مجموعة من البعثات إلى الغرب يبحثون عن المخطوطات الضائعة في المغرب. فالمغرب معروف بهذه الظاهرة والمغربي مجبل على حب الورقة المكتوبة، فهذه الظاهرة تحدثت عنها في كثير من كتاباتي المتواضعة المغربي عندما يجد ورقة مكتوبة في الطريق يأخذها ويقرؤها ليعرف قيمة هذه الورقة، إذاً المغرب معروف بهذه الظاهرة وهذا هو السبب الذي جعل المغرب اليوم من أكبر البلدان العربية والإسلامية تجميعاً وحفاظاً على هذه المخطوطات، فيما يخص الشق الثاني من السؤال الذي هو كيف نرشد الطلاب إلى علم المخطوط، طبعاً ما كتب فيه حتى الآن والذي كتبوا فيه قلة سواء من الغرب من المستشرقين أو من العرب فلا بد من التفكير في مختلف الجامعات العربية، وكما قلت في كلمتي الموجزة هذه لا بد من التفكير وهذا أدعو له في كل اللقاءات العلمية سواء في الشرق أو في الغرب ومنذ أكثر من عشرين سنة أو خمس وعشرين سنة أدعو إلى إيجاد معهد أو مجمع داخل الإطار العربي أو الإسلامي الذي كما قلت تتضافر الجهود لتبحث في هذا الموضوع، موضوع علم المخطوط بمفهومه الحديث الذي هو الكودوكولوجي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت منى مراد من جريدة البلاد ومجلة إقرأ:
تم التركيز على الصوفية في أمسيتنا الليلة بدءاً من حديث الدكتور جميل مغربي وانتهاء بضيفنا الكريم. فما سر التركيز على الصوفية اليوم وما الفرق بين المخطوطات الصوفية وغيرها من المخطوطات؟ شكراً لكم.
الدكتور أحمد شوقي بنبين: علاقتي أنا بالصوفية كما قلت كانت أطروحتي في السلك الثالث في باريس والتي قدمتها في بداية الـ 75 كانت حول دراسة حول تطور المصطلح الصوفي من خلال ديوان ابن الفارض، فالمستشرق رحمه الله برحمة المسيحية روجي أرنالديز قال لي ((لوماسينيون)) درس المصطلح الصوفي ومصادره عند الماسينيون ووقف أيضاً على الحلاج ووقف في القرن الثالث، فأنت تبحث هل وقع بالفعل تطور من القرن الثالث إلى القرن السابع، فكانت أول شيء قرأته هي كتب ماسينيون وهي طبعاً معروفة كتب ماسينيون عن الحلاج وعن محاولته في المصطلحles origine technique du musilman وكتابla passion للحلاج فبدأت بقراءة ماسينيون ثم بدأت أدرس ديوان ابن الفارض وبالفعل وجدت أنه حصل تطور من القرن الثالث إلى غاية القرن السابع الذي هو عصر ابن الفارض فلست أدري كيف؟ أما المخطوطات الصوفية فهي كباقي المخطوطات بين قوسين أريد أن أقول لهذه السيدة تعرف أن علماء الكودوكولوجيا في الغرب وخصوصاً الفرنسيين لا يقولون المخطوط فلا بد من الكتاب المخطوط لا بد أن نقول الكتاب المخطوط إذاً الكتب المخطوطة الصوفية هي كباقي المخطوطات، والآن كما تفضل الزميل في الخزانة الملكية بعد شهر أو شهرين سنصدر أول فهرس في مجلدين عن المخطوطات الصوفية المحفوظة في الخزانة الحسنية.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هي مداخلة في الحقيقة لفتت نظري إليه السؤال والسؤال الأول الذي طرح على ضيفنا في هذه الأمسية، لا تفاجأوا إذا قلت إنني أحمد الله حمداً كثيراً أن مخطوطاتنا هاجرت إلى الغرب أو سرقت أو بيعت أو أخذت بأي حال من الأحوال، فأنا أقول بواقع التجربة فقد رأيت بعيني في مزادات في قاعتين من أشهر قاعات العالم (كريستي) و(سوسوبي) مخطوطات عربية تعرض ولليوم إذ تأتيني وبصفة مستمرة ما تعرض هذه الدارين وفروعهما في جميع أنحاء العالم ومن ضمنها دائماً ما يأتيني ما هو على التراث الإسلامي وأكثره من المخطوطات وجدت بعضها من مكتبة عارف حكمت في المدينة المشهورة والتي لا تزال حتى الآن ولفت نظري عبارات على مخطوط معروض للبيع هذا مخطوط موقوف على رباط دهلوية ((ملعون من تصرف فيه لغير ما أوقف له))، رأيت مخطوطات عربية أنا لست من المتخصصين ولا من العلماء في هذا المجال نخرها ما يسمى العت، ومعروضة كانت بأثمان بخسة ولا أعتقد أنها بيعت بسبب ما أكل العت منها لا يجعلها تساوي شيئاً لأنها لا تقرأ هذا دليل على أن آلافاً إذا لم تكن ملايين من المخطوطات في عالمنا الإسلامي والعربي ذهبت لعدم إدراكنا أو معرفتنا ولعدم وجود التكنولوجيا التي تجعلنا نحافظ عليها، ومن هنا أحمد الله سبحانه وتعالى أنه مهما كان السبب أن هذا التراث على القليل حفظ، زرت في اسكتلندا جامعة أدنبرا وذهبت إليها لأنني سمعت أن فيها مكتبة من أشهر المكتبات وبالتأكيد ضيفنا في هذه الأمسية يعرف عنها الشيء الكثير، وفوجئت عندما أخذوني للمكتبة أنني أنزل إلى بهو الجامعة وإذ وجدت هناك خزنة مفاتيح وكأنهم يفتحون صندوق النقد الدولي من بوابة إلى بوابة وأنا طبعاً مندهش ذلك البدوي العادي البسيط الذي لا يعرف عن هذا العالم شيئاً، سمعت المخطوطات المؤلفة الموجودة في الجامعة، وعندما نقول الآلاف فهي آلاف فعلاً.. بجانب مخطوطات من لغات أخرى ولكن لكم أن ألفت نظركم أن جامعة أدنبرا في اسكتلندا فيها آلاف من المخطوطات العربية وفهمت في ذلك اليوم أن هذه المخطوطات بثمنها الباهظ يحافظ عليها بتلك الصورة وأنها تعيش تحت ضوء معين ودرجة حرارة معينة ورطوبة معينة ولها معالجات دائمة ومستمرة فأين نحن من هذا.. من هنا أحمد الله سبحانه وتعالى على القليل أنه حفظ لنا هذا التراث. طبعاً لا أحمد ما سرق وما بيع ولكن أحمد الحفاظ عليها. وأما الباقي فليس لي به من شأن، عودته إلينا أنا من المهتمين ومن المشجعين وأتمنى على أثريائنا وقد عرفت الآن وسائل الحفاظ عليها وهناك مراكز، مثلاً مركز الملك فيصل للأبحاث ولا أعلم العدد.. لكن عدداً كبيراً من مخطوطات الملك عبد العزيز ولا بد أن من مثل هذه الدور موجودة في كثير من الدول العربية إذا استطاعت أن تعيد وتشتري من المزادات بالتأكيد لن تعيد الأكثر من هذا التراث ولكن إذا أعادت شيئاً وتحتفظ به بالطريقة الصحيحة أحببت أن أقول مقولة من الضروري أن تقال في هذه الأمسية بوجود رجل كفؤ وهو ضيفنا الكريم لعله يضيف أو يعلق إذا كانت لديه رؤية أخرى.
الدكتور أحمد شوقي بنبين: قضية التراث العربي المحفوظ في أوروبا فالكل يعلم أن خزانة الإسكوريال وهي في نواحي مدريد، وهي من أغنى المخطوطات العربية في أوروبا التي تضم ثلاثة آلاف مخطوط أخذها القراصنة الأسبان عام 1612 في القرن السابع عشر وحفظت وهي خزانة مغربية خزانة الملك زيدان السعدي وهي من النوادر فيها أحد المخطوطات لابن خلدون بيده وفيها مجموعة من المخطوطات الأصلية والمغرب يطالب بها منذ ذلك الوقت إلى اليوم إلى الآن هي خزانة إسبانية، إذا صعب.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سؤالي يا أستاذنا الكريم: ألا تحمدون وجود هذه المخطوطات التي نقلت في الفترة التي فيها العرب بعيدون كل البعد عن معرفة الحفاظ على هذه المخطوطات وما رأيت رأي العين كما قلت لكم مخطوطات نخرها العت ولا تساوي شيئاً أن هذا من حمد الله طبعاً أن أحمد ما ذهب وحفظ وأتمنى أن يعود لأننا الآن أصبحنا نعرف معنى المخطوط وكيفية الحفاظ عليه، هذه هي الجزئية كنت أتمنى أن أستمع إلى وجهة نظركم..
أنا أستسمح الضيف أيضاً للإجابة عن السؤال الخاص بي هنا.. الأستاذ الدكتور جميل.. كذا.. وحدثنا عن العشاق الذين أفاضوا قصائداً وأشعاراً.. وبذلك أوضحت لنا جزءاً من الصورة الواصفة لكلمة التصوف هلا أشرت لباقي الصورة في دقيقتين فقط، لكي لا يظن جاهل أن التصوف هو شعر وموسيقى وطرب ويتخذ هذا الموجزة مطية لما لا تريده.
الأستاذ الدكتور جميل مغربي: الواقع أنا أشرت في كلمتي إلى أهمية التصوف ودور التصوف في نشر الإسلام في شرق آسيا وفي سائر أصقاع إفريقيا وذكرت جملة من الدراسات ماسينيون والدكتور أكمل أنه تابع خطى ماسينيون في المراحل التالية أيضاً أشرت للدكتور محمد عبد الحليم أبو زهرة ودراسته عن التصوف وأشرت إلى كتاب فصوص الحكم ودرره لمحيي الدين بن عربي، وما ينطوي عليه من أفكار والرؤية التي ظلم ابن عربي في الواقع في تفسيرها وإدراكها وهي تتسامح مع باقي الديانات، وأشرت إلى قضايا عدة كلها تتصل بفكر التصوف ولكن كنت أطالب بأن لا نضع التصوف أو الأمور كلها في سلة واحدة نحن يجب أن نميز ويجب أن نتسم برحابة العقل يجب أن تكون لنا صدور تتسع حتى للاختلاف لا يمكنني أن أتفق حتى مع أخي داخل المنزل في الرؤية وفي الفكر والتوجه هذا ما قصدته، ولكن وددت أن أركز بحكم التخصص على جانب الموسيقى في شعر المتصوفة هذا الذي حدا بي إلى ذكر قصائد عمر بن الفارض أو غيرها وأشرت إلى التأثيرات التي لا يدركها بعض من يستفيدون من هذه النماذج والنصوص الشعرية هم ينشرونها ويتغنون بها دون أن يعرفوا أنها تنتمي إلى المدرسة الصوفية. وشكراً لكم.
عريف الحفل: سؤال: من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
نلاحظ أن جلالة ملك المغرب أيده الله بصفته رئيس لجنة القدس قد أوقف جهوده منذ فترة غير قصيرة للجنة القدس لماذا وما هي الأسباب؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: لقد عين للجنة القدس رئيس جديد الآن والذي هو الوزير السابق للأوقاف واقتنوا إدارة كبيرة والآن رأيت السيد الوزير السابق أخيراً حقيقة هناك نشاط كبير فحصلوا الآن على مجموعة من الإسهامات المالية من الكويت وغيره. والآن الحمد لله في الطريق بحسب ما أعلم وإن كان هذا لا علاقة له بعلم المخطوط.
الأستاذة نازك الإمام : سؤال من الأستاذة ريم الخلف تقول:
الدكتور أحمد شوقي ألا تختلف معي بأن نظرة الدول العربية للمخطوطات ليست أبعد من مواد متحفية بينما أن قيمة ما فيها هو الأفضل للاستخدام من خلال أبحاثك ودراساتك؟ أما أن هذه مسؤولية الدول في نظرك؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: هذا حكم عام نظرة الدول العربية إلى المخطوط نظرة يعني.. المختصون في مختلف الدول العربية يهتمون بهذا الجانب ويدرسون الكتاب المخطوط لا كما قلت كقطعة مادية بل يهتمون بالمخطوط كمصدر من المصادر أو كمرجع من المراجع أو كموضوع للتحقيق فلا نحكم على الدول العربية بأنها تنظر إلى المخطوط نظرة متحفية أو شيئاً من هذا القبيل.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الله الشريف يقول:
تسرف أقسام الدراسات العليا في جامعاتنا العربية بمنح درجتي الماجستير والدكتوراه عن تحقيق مخطوط أو جزء مخطوط في كثير من الأحيان لا يضيف إلى العلم أو عالم الأفكار شيئاً ألا ترى أن هذه الحالة في حاجة ماسة للترشيد؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: هذا موضوع كبير أنا بتواضع لست أتفق مع الجامعات وهذا ربما من الأخطاء التي وقعت فيها الجامعة العربية في مختلف البلاد العربية، اقتراح ما يسمى بالتحقيق تحقيق كتاب لنيل درجة جامعية، فحتى هذا الذي سمِّي بالتحقيق وأنا لا أسميه تحقيقاً بتواضع كبير. ما سمِّي بالتحقيق وما حقق في العالم العربي من 150 سنة سنجد أنفسنا يوماً من الأيام مضطرين لتحقيقه من جديد لأن ما حقق لم يطبق ولم يحترم تلكم الأساليب وتلكم القواعد العلمية التي وضعها الغربيون والذين هم طبعاً سبقونا إلى هذا العلم والذي لم يسمّوه التحقيق بل سمّوه أسماء أخرى. نقد النص أو مصطلحات أخرى. فما سمِّي بالتحقيق هو ليس تحقيقاً بمفهومه الحديث بل هو تحقيق بمعناه القديم، فالمحقق باللغة العربية هو المدقق الذي يدقق أو العالم المتبحر، لكن التحقيق بمفهومه الحديث كما ظهر في تحقيق التراث اليوناني واللاتيني وبحسب القواعد والأساليب التي وضعها الغربيون بخصوص القرن التاسع عشر ولخمان ومدرسته وهم مشهورون بهذا المجال في الحقيقة إنما نبحث عن هذه الأساليب ومع كل احترام لمثقفينا في العربية.. يعني معظمهم لم يحترم هذه القواعد بل يأخذون الكتب المخطوطة ويقرؤونها ويقابلون بين النسخ وهذا ليس من العلم في شيء فهو فقط تدريب وتجوال في كتب المصادر وكتب التراث أما التحقيق العلمي فهو الذي يعتمد على الأساليب وعلى القواعد ومع كل احترام تلكم القواعد التي وضعها الغربيون والذين سبقونا إلى تحقيق تراثهم الغربي وبالخصوص اللاتيني واليوناني.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سارة بارك تقول:
من هو مثلك الأعلى في الأدب والشعر: أنا معجب بشاعر الحمراء المراكشي. ولهذا أخرجت ديوانه طبعاً كان بأمر من الملك الراحل رحمه الله، فأخرجت هذا الديوان بعد أن اشتغلت فيه أربع سنوات، وطبعاً كان الديوان كما ترونه اليوم هو نسخة عند الأستاذ..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي يقول:
في القرون السابقة حيث كانت الناقة والجمل سفينة الصحراء كان العشرات من علماء وأدباء المغرب العربي يتوافد على بلاد الحرمين الشريفين وكان التواصل الأدبي والعلمي مع إخوانهم هنا واليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين نجد العكس فنادراً ما نلتقي هنا بعلماء وأدباء المغرب فلماذا وعلى من تلقي اللوم؟ وجزى الله خيراً مؤسس الاثنينية الذي يقدم كل عام أمثالكم لنا؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا لست متفقاً مع هذا الباحث فطبعاً القدماء وبالخصوص المغاربة كانوا في رحلاتهم المتعددة إلى الحج وغيره يحملون المخطوطات ويأتون بالمخطوطات وهو من الأسباب التي جعلت المغرب اليوم من أزخر الدول العربية الإسلامية بالمخطوطات ولكن اليوم لمن تنقطع هذه الصلة فالحمد لله هناك تواصل بين علماء العالم العربي والإسلامي في مختلف الدول الإسلامية، نلتقي سنوياً في كثير من الدول فالحقيقة ليست هناك قطيعة بل هناك تواصل لهذه اللقاءات العلمية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت أمال عبد المقصود خوجه، تقول:
كيف يمكن المحافظة على المخطوطات من الانقراض؟ شكراً لكم.
الدكتور أحمد شوقي بنبين: طبعاً هناك وسائل وأنا قلت قبل لحظات لقد وفروا الشروط العلمية للحفاظ على التراث وقلت إن الدول العربية الإسلامية لم تتنبه أولاً إلى هذه الظاهرة بل الحمد لله الآن يوجد الكثير من خزائن الكتب في العالم العربي والإسلامي طبعاً تطبق هذه الوسائل العلمية للحفاظ على المخطوط حتى لا ينقرض.
عريف الحفل: السؤال من الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي أستاذ مساعد في كلية المعلمين في جدة، يقول:
فهمنا أن ضيفنا الكريم اسمه مركب من أحمد شوقي بين بين، فما اسم أبيه وقبيلته؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا مراكشي وكما قال زميلي وصديقي الأستاذ الرحيلة سماني أبي أحمد وشاعر الحمراء كان شيخاً لوالدي فقال أضيفوا له شوقي لأن أباه يحب الشعر والشعراء وطبعاً مراكشي قديم جداً ولست أدري من أي قبيلة واسم الوالد محمد.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال مشترك من الجميع:
لماذا لا تطبق مادة المخطوطات في مدارسنا طبعاً من ضمن مادة التاريخ؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أولاً مشكلة هذه القضية قضية التراث المخطوط كل الناس كل الأساتذة كل الباحثين يدرسون ويقرؤون المخطوطات وكل الناس يفهرسون، لكن كل الناس أو معظم الناس، مع كل احترام لا يدركون علم المخطوط لأنهم لم يقرؤوا ما كتب عن علم المخطوط وهذا تقليد لاتيني لماذا لا نجد هذا العلم عند الشعوب الأنجلوسكسونية، وقد نجد كلمة كودوكولوجيا كلمة فرنسية والذي وضعها فرنسي معروف لأن اللاتينيين بالخصوص الفرنسيين منذ القرون الوسطى كانوا ينسخون المخطوطات ويهتمون بالتراث المخطوط وظهرت مؤلفات في العصر الكلاسيكي منذ السابع عشر تحدثوا عن المخطوطات وغيرها ولهذا في بداية القرن العشرين اهتم الفرنسيون وطوروا هذا العلم وطبعاً ظهرت الكودوكولوجيا التي طبعاً اهتدت إلى دراسة المخطوطة كقطعة مادية كما قلت، لم يهتم بها فيما قبل فمثلاً لتدرك أهمية هذا الموضوع فكلمة التعقيبة وهي نوع من أنواع الترقيم عند القدماء في أسفل يسار الصفحة، لتعلن الصفحة الأخرى فلا أحد بحسب علمي في اللغة العربية باستثنائي بتواضع كبير نشر بحثاً عن هذه التقنية هل هي عربية أم طارئة أم سامية. فطبعاً هذا البحث تطلب مني شهراً كاملاً في برلين ودرست مجموعة كبيرة من المخطوطات القديمة بحثاً عن أصل هذه الكلمة إذاً هذا مثال لعلم المخطوط فكل الناس لا يستطيعون أن يدرسوا علم المخطوط، أعتقد وأقول هذا في مجالات أخرى لابد من المهتم بالكتاب المخطوط أن يكون له علم أو إلمام بعلم المكتبات ومن بين علم المكتبات تاريخ الكتاب، الكتاب معنى الكتاب تاريخ الكتاب فإن غابت عنه هذه الأشياء الأساسية لن يدرك معنى الكتاب المخطوط فلا بد من التكوين المكتبي وإلا ستبقى دراستنا وما نقول على المخطوطات كما يقول عامة الناس والباحثين والأساتذة والمعلمين وغيرهم يقولون أشياء متقاربة ولكن لابد من الإلمام بعلم المكتبات ولو نسبياً وبالخصوص تاريخ الكتاب والبيولوجيا والبيبلوغرافيا لندرك أهمية الكتاب المخطوط.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور يوسف العارف، يقول:
تتواصل نسباً معرفياً كما تحدث مواطنكم بأحمد شوقي الشاعر وطه حسين الناقد، وكأني بك شاعر وأديب وناقد فما هو الأثر المعرفي الذي أنتجته متوائماً مع المدرسة الشوقية والطه حسينية إن صح التعبير خارج السياق المكتباتي والخزائني؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا أجبت عن هذا السؤال في كلمتي أن علاقتي بالأدب كانت تخصصي الأول واهتممت بديوان الفارض وهو ديوان شعر ولابد من أن أتعلم العروض وبالتالي ديوان شعر الحمراء تتبعته كله وهذه هي علاقتي بالشعر هو دراسة هذين الديوانين الكبيرين.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرحمن حجار، يقول:
من العلماء الكبار الذين عملوا في مجال المخطوطات في المغرب الفقيه محمد التطواني فهل لكم به صلة؟ نرجو التكرم كلمة موجزة عنه.
أحمد شوقي بنبين: رحمه الله محمد التطواني لم يكن مختصاً في علم المخطوط ولكن كان تاجراً منذ العشرينات والثلاثين وبحكم تجارته هذه ومهنته وحبه للمخطوط طبعاً وقف على مجموعة كبيرة من المخطوطات بخصوص تلكم التي تتعلق بالغرب الإسلامي في الأندلس والمغرب، فكثير من المستشرقين والمشارقة اتصلوا به وأنا جالسته في بيته وهو مريض، وتوفي في نهاية السبعينات، فطبعاً بحكم اهتمامه بالكتاب المخطوط في تجارته اتصل به الكثير من المستشرقين وعلى رأسهم الأستاذ الزركلي رحمه الله لما كان سفيراً في المغرب نهاية الخمسينات وبداية الستينات كان يتصل بي باستمرار فهذه هي حالة محمد التطواني رحمه الله.
عريف الحفل: سؤال يقول:
ما هو الفرق بين الخزانة الحسنية والخزانة المغربية التي يرأسها الدكتور الفاضل الراضي بن كنون؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: الخزانة الحسنية هي خزانة الملك وهي خزانة خاصة، منذ أن كانت وهي كما تعلمون وتجدون هذا في أطروحتي أقدم خزانة كتب عرفها المغرب منذ القرن الثالث الهجري وهي رغم كونها خزانة خاصة، فهي دائماً كانت مفتوحة في وجه الباحثين منذ القديم إلى اليوم وكثير من المؤلفين والعلماء يكتبون في مقدمة مؤلفاتهم استفدنا من خزانة الملك، سواء كانت أيام الموحدين أو المرينيين أو السعديين أو العلويين.
عريف الحفل: الأخ محيي الدين عوامة يقول:
العاملون في مجال تحقيق المخطوطات كثر فما رأيكم بما تصدره المكتبات من أعمال علمية ومن هم أبرز المحققين المعاصرين في المغرب العربي والمشرق كذلك؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا قلت قبل لحظات أنا أشكرهم الشكر الجزيل أنهم يخرجون النصوص على الأقل مصححة، أقول كلمة عن هذه القضية، في القرن التاسع عشر ظهرت كتب مطبوعة سميت بالكتب البولاقية مطبعة بولاق أو الطبعة الحجرية عندنا في المغرب فعلى الطالبات أو الطلاب إذا أرادوا رأيي أن هذه الكتب البولاقية التي كانت قد صححت من طرف الكثير من علماء الأزهر في جميع التخصصات حتى في الهندسة أو في العلم والكتب التي طبعت في المغرب مثلاً سميت بالحجرية منذ التاسع عشر إلى القرن العشرين هي أحسن بكثير مما يظهر اليوم مما يسمى بالكتب المحققة ومرة أخرى فالكتب المحققة سنعود إليها مرة أخرى أولاً كل سنة تظهر مجموعة كبيرة من المخطوط الواحد وأنا دائماً أعطي في محاضراتي مثال كتاب سيبويه، فكتاب سيبويه اهتم به ديريمبول في القرن التاسع عشر معتمداً على ثلاث نسخ هي التي كانت معروفة فالأستاذ عبد السلام هارون رحمه الله في نصف القرن العشرين أعاد إخراج الكتاب معتمداً على ست نسخ وطبعاً نسخته تختلف عن تخريج ديريمبول، لكن صديقتنا فرنسية في باريس استطاعت أن تعثر على ثمانٍ وسبعين نسخة ولي اليقين فإنه عندما نستغل هذه النسخ وهذا ينبغي أن ينتبه إليه الكثير من المحققين المحققون أو من الذين يسمون بالمحققين لا يعتبرون كل النسخ وهذا خطأ علمي كبير فكل نسخ المخطوط يستفاد منها فعندما تدرس هذه المخطوطات دراسة كودوكولوجية آنذاك أنا لي اليقين أننا نستطيع أن نخرج نصاً لكتاب سيبويه مختلفاً تماماً وأقول هذا وأتحمل المسؤولية أمام العلماء أننا نخرج نصاً يختلف عن نص عبد السلام هارون ونصر ديريمبول الفرنسي.
عريف الحفل: الحقيقة سنختم بهذا السؤال فالأسئلة كثيرة وبعضها متشابه المضمون وبعضها أجيب عنها، ونختتم بسؤال كما أشار إلي راعي الاثنينية من الأخ مجد مكي:
أرجو إخبارنا عن أقدم وأندر المخطوطات الموجودة في الخزانة الملكية؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: عندنا مصحف مخطوط بالخط الكوفي وجدته أنا هناك وقال القدماء وعلى رأسهم الفقيه البنوني وغيرهم أنه يعود إلى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني بالخط الكوفي على رق الغزال، وطبعاً هذا أقدم ما نفتخر به سواء في الخزانة الملكية أو غيرها من خزائن المغرب.
الشيخ عبد القصود خوجه: سيدي الكريم السؤال الذي طرحته عليكم لم أتلقَّ أجابته، أنا طرحت سؤالاً ألا نحمد الله سبحانه وتعالى بعد ما شرحت عن المخطوطات العربية ووصولها إلى الغرب والحفاظ عليها، أنها من نعم الله علينا فإنها لو كانت وجدت وبقيت فضاعت فاندثرت هل تشاركون هذا الرأي؟
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا لما قلت هذا في الحقيقة أستسمح السيد الفاضل الجواد الكبير أنا ما فهمت سؤالك في البداية أنا قلت جاءني سؤال في هذا الجانب قلت يقول بعض المحدثين ـ هذا ليس رأيي أنا ـ أحمد الله تعالى على أن هذا التراث الذي وصل إلى الغرب بطرق مختلفة متعددة لم يهمله أصحابه بل اعتنوا به والواقع أنه منذ السابع عشر والأوروبيون يفهرسون وينظمون ونحن كنا ما زلنا في غياهب التخلف.
اليوم العرب والمسلمون يعملون جاهدين للحفاظ على ما عندنا في خزائننا وعودة إلى ما تفضل به سيدي الفاضل، في أسواق المزاد من سوتبيز في باريس فهذه المخطوطات التي تظهر من حين إلى آخر هي في الحقيقة عددها قليل في كل سنة تظهر 20 مخطوطة أو 30 مخطوطة ومعروف سيدي الفاضل أن عدد المخطوطات العربية يقدرها المختصون في العالم بخمسة ملايين فما فوق، إذاً ما يباع في الأسواق الأوروبية بسيط وسيبقى هذا لأن السماسرة الذين لا أخلاق لهم في مختلف البلاد العربية يعملون هذه الأشياء.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أرجو ومن باب العلم أن أقول مع الأسف ليس ما يعرض.. أنا لست في موقف المجادل ولكن في موقف المطلع تماماً، ما يعرض بكريستي وسوسوبي مئات من المخطوطات وعندي الكتالوجات لأنها تصلنا فما يعرض في كريستي كما هو معلوم في جميع أنحاء العالم في باريس ومكانها الرئيسي لندن وأكثر ما يعرض في لندن وفي جنيف وفي أسواق نيويورك وفي هولندا فلو عددنا تلك المخطوطات لتصل إلى المئات ربما مع الأسف لا يصلكم إلا سوسوبي وهذه دار أخرى وهما الاثنتان أسستا إذا لم تخني الذاكرة أسستا في عام 1700 تقريباً أنا لا أجادل ولكن كمعلومة أن أطرحها لأني على علم بها، ومن كتب علماً تعلمون باقي ما يترتب عليه. هذا فقط للعلم وإنما سؤالي لا يزال دون إجابة من سعادتكم ألا تحمدون الله على أن هذه المخطوطات رحلت أنا لا أقول الآن.. ما ضاع الآن وما فاضت به ضعاف النفوس كما أسلفتم فيا ليت تقطع أيديهم لأنه الآن الحمد لله العالم العربي وعى ويعرف كيف يحافظ ولكن ألا تحمدون الله على ما مضى أنها وصلت إلى الغرب وعلى الأقل حوفظ عليها. أنا قلت رأيي أنا أحمد الله هل أنتم متفقون معي.
الدكتور أحمد شوقي بنبين: أنا متفق معك..
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنت رجل اختصاص وأنا رجل عامي.. شكراً لكم يا سيدي..
الأستاذ الدكتور جميل مغربي: وأنا أود أن أشير أيضاً إلى أن دراسة المخطوط موجودة في جامعة الملك عبد العزيز كانت على مستوى البكالوريوس وهي الآن موجودة في حيز زمني على مستوى السنة المنهجية لمرحلة الماجستير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :741  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.