شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
ثم فتح باب الحوار بسؤال قدمه الدكتور عمر الخولي، يقول فيه: من المعروف أن ساعة عدل تفضل عبادة أربعين عاماً، فلماذا رفضتم - أو امتنعتم - عن قبول منصب - أو موقع - القضاء، كما أشار إلى ذلك معالي الدكتور راشد الراجح؟ هل ثمة تعارض بين نظم الشعر وبين وقار القاضي؟
ورد الأستاذ عبد الله بن إدريس على السؤال بقوله:
- رفضي للقضاء، لأني أعرف أن القضاء أمره ليس هيناً، ومسؤوليته الإنسانية والدينية والاجتماعية ضخمة جداً، وأنا أخشى على نفسي وأخشى على ذمتي من أن أحكم بين اثنين، حكماً لا يتفق مع الحق والعدل؛ لهذا أجد لي مندوحة عن القضاء؛ وقد خيروني في الحقيقة، وهذا شيء كان سرِّياً أيضاً، استدعوني وخيروني بين ثلاث وظائف: القضاء أو التدريس، أو التفتيش؛ وأنا طبعاً اخترت التفتيش، تحاشياً لوظيفتي القضاء والتدريس.
- وسبب التخيير له قصة، لا أدري هل تسمحون لي بأن أقولها لكم، وهي من جملة الذكريات: فقد قمنا ونحن ندرس في الكلية باعتصام - أو ما يسمى في الوقت الحاضر إضراباً.. وما إلى ذلك - خارج الكلية، لأن عميد الكلية قال لنا: من تأخر ربع ساعة - أو نصف ساعة - يدخل مع باب الحمام وليس مع الباب الرئيسي؛ فرفضنا الدخول مع باب الحمام - أعزكم الله - وقلنا: إما أن يفتح الباب الرسمي.. أو نرفض الدخول؛ فتجمع الطلاب لما أتيت، قالوا: تعال معنا يا فلان؛ فأتيت ووقفت معهم، وإذا بالمدير المؤقت - الَّذي وُضع مديراً للكلية - يذهب إلى الشيخ محمد بن إبراهيم (رحمه الله) وقال له: إن الطلاب قاموا بمظاهرة ويقودها ابن إدريس، فاستدعانا الشيخ محمد وجلسنا في مكتبه، ونحن أكثر من ثمانين طالباً من الَّذين دخلوا في المجلس، وهو - كما تعلمون - كفيف البصر (رحمه الله) فطلب من الطلاب أن يعلن كل طالب عن اسمه فبدأ الطلاب بإعطائه أسماءهم حتى جاء دوري، فقلت اسمي؛ قال: عبد الله بن إدريس أنت معهم؟ قلت نعم معهم، ما أردت أن أخذل زملائي؛ فقلت نعم معهم؛ قال: أنت وفلان وفلان مفصولون من الكلية، فُصلنا من الكلية فعلاً شهراً كاملاً؛ فلما فُصلت - طبعاً - كتبت هذه القصيدة، التي هي: "في زورقي" ونشرتها في: "اليمامة" فالتقاني الأستاذ سعد الرويشد وحياني (الله يرحمه) وقال: الله يجعلك تُفصل كل شهر؛ وقلت: ولِمَ؟ قال: لكي تكتب قصيدة؛ طبعاً بعد مدة شهر كامل، استدعانا الشيخ محمد بن إبراهيم (رحمه الله) وقال: أنا أعتذر لكم عما بدر منا حيالكم؛ ولأول مرة أرى الدمعة في عيني الكفيف؛ وأكملنا دراستنا..، فعند تخرجي خيروني بين هذه الوظائف الثلاث، فرفضت القضاء والتدريس، وقبلت التفتيش.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج