شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللَّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلِّم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد، وعلى أل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن نواصل لقاءاتنا مع مطلع العام الهجري الجديد .. راجياً المولى عز وجلّ أن يعيده عليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والمسرات.
نشرف الليلة بلقاء معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي سبق أن سعدنا بتكريمه بتاريخ 2/2/1423هـ الموافق 15/4/2002م، وكان آنذاك مديراً عاماً لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في أستانبول، والمعروف اختصاراً بـ ((أرسيكا)) لمدة خمسة وعشرين عاماً، بالإضافة إلى قيامه بأعباء نائب رئيس مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، والعديد من مؤسسات البحث العلمي.. مقرونة بمؤلفاته القيِّمة واهتماماته الكبيرة بالتراث والفكر والتاريخ والفلك والثقافة.
إن ضيفنا الكريم كما تعلمون قد تدرَّج في سلَّم المسؤولية، إلى أن تسنَّم مسؤولية الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بعد انتخابات تم تنظيمها عام 2004م، ويرى كثير من المراقبين أنه قد سعى باجتهاد مشكور للنهوض بها والعمل على تطويرها.. ما انعكس بصورة إيجابية على مجمل أدائها.. فعندما تنادى قادة الأمة الإسلامية وعقدوا مؤتمر مكة المكرمة الاستثنائي يومي الخامس والسادس من ذي القعدة 1426هـ الموافق السابع والثامن من ديسمبر 2005م.. كانت الأعناق تشرئب إلى قرارات تجد طريقها إلى التفعيل، وبحمد الله وتوفيقه تمكن معالي ضيفنا الكريم وفق نمط آلية جديدة من العمل على تفعيل القرارات بما يؤكد حرص الجميع على قطف ثمارها اليانعة بمشيئة الله.. ومن منطلق الإنصاف نحيّي جميعاً هذه البادرة الطيبة، والتي كنا نتمنى لو أنها سادت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة، بحيث تتحد الرؤى وتتناسق المواقف، وصولاً إلى لغة منسجمة لمخاطبة الآخر.
وفي إطار حكمنا على الأمور بالنتائج، بعد سبر المقدمات والمعطيات، نقف بكثير من التقدير والاحترام أمام فارس أمسيتنا الذي يعرف قدر التحديات التي تواجهه، ليس كشخص أو فرد، بل كعنصر قيادي في منظمة تعتبر الأكبر بعد الأمم المتحدة على نطاق العالم.. ملتزماً طريق المعرفة والحكمة واتساع الأفق، وبالتالي ليس غريباً أن يوقع بياناً ثلاثياً شاركه فيه أمين عام الأمم المتحدة، ومنسق السياسات في الاتحاد الأوروبي، في الثامن من فبراير 2006م، بشأن الأحداث التي ترتبت على الرسوم التي أساءت للعالم الإسلامي، وشوّهت معنى حرية الصحافة، ليوظف ضيفنا الكبير البيان المذكور لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، ويعيد تسديد السهام إلى صدور الذين أطلقوها، في مصداقية وشفافية ورصانة هي الأقرب إلى روح العصر، وأسلوب التعامل مع مختلف الثقافات والحضارات التي تشاركنا هذا الكوكب.
إن معالي ضيفنا الكريم عندما يسهم في رسم وتنفيذ سياسات تعتمد ضبط النفس، وفي ذات الوقت عدم التهاون أو التفريط في المكتسبات، فإنه يتجاوز المرحلة والحدث الأدنى إلى تفكيك آليات التعامل التي ضمرت بمرور الوقت، ليشارك بفاعليه في إرساء الثوابت، وفق منظور متطور يحاول بمقتضاه ردم الهوة التي تفصل بين المسلمين كعالم ثالث، مهيض الجناح، إلى مقاربة السير على ذات الخط الذي تتبعه المجموعات البشرية التي اعتلت منصات الإعلام، والعمل الثقافي، والإبداعي، والاقتصادي فكانت بمثابة المشاعل التي تضيء لمن حولها، شئنا أم أبينا.. ولا مندوحة من البقاء تحت عباءتها ردحاً من الزمن.. يطول أو يقصر بمقدار التحديات التي نستطيع أن نجابهها بفكر منفتح كالذي نشهد بوادره اليوم.
إنني متفائل أكثر من أي وقت مضى بإمكانية الخروج من عنق الزجاجة التي اختنقنا فيها طويلاً بسبب تفشّي ظاهرة التقوقع، وانتظار رد الفعل الجاهز، لكل أمر خارج عن سيطرتنا وإرادتنا في المقام الأول.. لأننا بحمد الله أمام عمل تصحيحي يستلهم المبادئ والقيم الأصيلة التي نادى بها الإسلام دائماً وباستمرار، حتى نتمكن من إدارة الأزمات بأساليب تتعدى رأب الصدع إلى إيجاد مداخل حضارية للتآخي والتمازج مع غيرنا من الشعوب المحبة للسلام.
أخيراً أستأذن جمعكم الكريم أن أضفي صبغة استثنائية على هذه الأمسية، لنفردها لمعالي ضيفنا الكريم الذي نود أن نسمع منه الكثير عما يجول بخاطره مما يمكن أن يفصح عنه من توجهات وبرامج وأفكار أثق في أنها سوف تلقي بظلالها على حاضر ومستقبل الأمة الإسلامية.. فنترك له المجال واسعاً ليقول كلمته، ثم ندخل معه في حوار بنَّاء.. ولأول مرة في مسيرة ((الاثنينية)) تحتجب كلمات الترحيب، وغيرها من المشاركات الكريمة التي هو بها جدير، وبالثناء قمين...
كما يطيب لي أن أنهي إليكم دخول اثنينيتكم قدر استطاعتها السير في طريق رعاية أمسياتها ببعض الأساتذة الأكارم ممن لهم فضل عليها عملاً قبل قول.. لتأخذ الأمور سبلها القويمة سواء كان ذلك بوجودي أو عدمه، وقد سبق كما تعلمون أن قام بهذه الرعاية معالي الأخ الكريم الأستاذ الدكتور رضا عبيد، مدير جامعة الملك عبد العزيز الأسبق، وعضو مجلس الشورى السابق، وهو التربوي المثقف المعروف لدى الجميع، وكان دور تلك الأمسيات فعالاً ومشرقاً ما يجعلني أكثر سعادة.. لذلك ستكون هذه الأمسية بدء مسيرة منتظمة في هذا المنحنى، خصوصاً والاثنينية تمرُّ بمرحلة انتهاء ما يقرب من ربع قرن من عمرها المديد بإذن الله.. وما ذلك على الله بعزيز.
سعيداً بتذكيركم أن الاثنينية ستحتفي في أمسيتها القادمة بسعادة الأستاذ الدكتور جابر عصفور، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة بمصر، والناقد الكبير، والأكاديمي والكاتب الصحفي المعروف، فأهلاً وسهلاً بكم في سياحة تتجدد على بساط الثقافة والأدب والفكر.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: إذن نحيل الميكروفون لمعالي فارس أمسيتنا الليلة ونود أن نذكر حضراتكم أن من لديه سؤال أو استفسار فليوافنا به وليكن سؤالاً واحداً حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد من المشاركين.
الشيخ عبد المقصود: أرجو أن يحال أمر رعاية هذه الأمسية وإدارتها إلى معالي الأخ الأستاذ الدكتور رضا عبيد، شكراً لكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :804  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.