شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تمهيد
غايتي من هذا المبحث إثبات أن منهج "التوازن" عام شامل، فإذا استقر وجوده مبدأً تأسيسياً في الكون وفي الطبيعة وفي خلق الإنسان، وإذا وفقني الله وتمكنت من استنباطه من آيات الذكر الحكيم – وهو موضوع المبحث اللاحق – فلا غرو في النظر إليه معياراً فنياً جمالياً، أو في تطبيقه على البيان النبوي، باعتبار أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان خلقه القرآن وأن بيانه هو الشرح العملي للقرآن.
فالنظر إلى الكون وإلى الطبيعة والإنسان، واستنباط هذا المعيار منها هو دعم وتأصيل لهذا المعيار، لأنه في جميع ما سبق من صنع الله، والجمال في صنع الله لا يحتاج إلى تأكيد، كما أن تطبيقه على الأداء الفني لا يخرج عن طبيعة الفن الذي يجاري منهج الإسلام وتصوره للكون والإنسان والحياة.
"فالتوازن" هو المبدأ الرئيسي الذي يقوم عليه هذا الكون الشاسع في نظامه وحركته واستمراره، لذا "يجب أن تعرف أن التوازن جزئية من حقيقة كلية مطلقة من القانون الإلهي العام الأعظم للكون تشمل الوجود كله، الكون بمجراته، ونجومه وأرضيته وكواكبه، وتشمل الحياة والحركة والفناء فكل شيء عنده موزون" (1) .
يقول الله تعالى: إنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (2) ويشرح "سيد قطب" هذه الآية بقوله: "قدر يحدد مقداره ويحدد زمانه، ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء، وتأثيره في كيان هذا الوجود ... وإن هذا النص القرآني اليسير ليشير إلى حقيقة ضخمة هائلة شاملة، مصداقها هذا الوجود كله" (3) .
* * *
 
طباعة
 القراءات :912  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج