شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الشاعر الكبير أبي ريشة عن الأندلس ))
ثم قدم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الشاعر الكبير عمر أبا ريشة ليلقي قصيدته الرائعة التي تحدث فيها على لسان فتاة إسبانية من أصل عربي فقال:
- انشغل شاعرنا الكبير عمر أبو ريشة بالأندلس وله قصيدة تشجي رغم جمالها، لأن شاعرنا دقيق كأنه كيماوي يعنى بأدق الكلمات في مواضعها، لا أقول هذا مبالغة، فأنتم تعرفون من هو الأستاذ عمر أبو ريشة، ومن أهم خصائص هذا الشاعر بيت المفاجأة كما يسميه.
- نريد أن نسمع من سعادته القصيدة التي فيها طرف عن الأندلس يشجي رغم جمال القصيدة.
 
فلبى الأستاذ عمر أبو ريشة رحمه الله الطلب وأعطى إيضاحاً مقتَضَباً عن ظروف وأسباب نظم تلك القصيدة فقال:
- أرجو ألاَّ تخونني الذاكرة. الصديق الغالي أراد أن يحرجني وأن يرجعني إلى ذكريات بعيدة.. كنت في طريقي من "الأرجنتين" إلى "شيلي"، لأمثِّل بلادي كسفير غير مقيم هناك، وكانت إلى جانبي في الطائرة فتاة على غاية بعيدة جداً في الجمال، تحدثت إليها وتحدثت إليَّ، فشعرت أنها على مستوى رفيع جداً أيضاً في الأدب، فأُعجبت بها كل الإعجاب، فسألتها: من تكونين أيتها الآنسة الجميلة؟ فقالت بكل عنفوان: إن الدم العربي يجري في عروقي - قالت ذلك باللغة الإسبانية - فأطرقت، فظنّتني احتقرتها، وكنت في تلك الأيام على حال نفسية قلقة بعد الحوادث التي مرت والتي لا تزال تمر بها بلادي. فقالت لي: عجبت على علمك الغزير أنك تجهل من هم العرب؟ ومن هم أجدادي؟ إذن اسمح لي أن أعطيك درساً عن جدودي - قالت هذا الكلام بكل كبرياء وعنفوان - وأخذت تحدثني عما فعله أجدادها العرب في الأندلس، في تلك اللحظة بلغت الطائرة مطار "سانتايا جو ديجي" العاصمة، وختمت مقالتها بقولها: هؤلاء هم أجدادي فمن تكون أنت؟ فلم أجبها، وفي المطار عرفت من الوفود الغفيرة التي جاءت تستقبلني، عرفت من أنا. في تلك الليلة كتبت القصيدة التالية، وأرجو ألا تخونني الذاكرة:
وثبت تستقرب النجم مَجَالاَ
وتهادت تسحب الذيل اختيالا
وحيالي غادة تلعب في
شعرها المائج غُنجاً ودلالا
طلعة ريا وشيء باهرٌ
أجمال جلَّ أن يُسْمى جمالا
فتبسمت لها فابتسمت
وأجالت فيَّ ألحاظاً كُسالى
وتجاذبنا الأحاديث فما انخفضت حساً ولا سفَّت خيالا
كل حرف زَلَّ عن مِرْشَفها
نثر الطيب يميناً وشِمالا
قلت ياحسناء من أنت؟ ومن
أي دوح أفرع الغصنُ وطالا؟
فأجابت أنا من أندلس
جنة الدنيا سهولاً وجبالاً
وجدودي ألمحُ الدهرَ على
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
حملوا الشرق سناءاً وسنى
وتخطَّوا ملعبَ الغرب نضالا
فنما المجد على آثارهم
وتحدَّى بعدما زالوا الزوالا
هؤلاء الصِّيدُ قومي فانتسبْ
إن تجد أكرم من قومي رجالاً
أطرق الطرف وغامت أعيني
برؤاها وتجاهلت السؤالا
- ثم توطدت المعرفة بيني وبينها مدة أطول وأخذت تراسلني أيضاً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.