فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للشاعر والأديب الأستاذ علي حسن أبو العلا > الأعمال الكاملة للشاعر والأديب الأستاذ علي حسن أبو العلا - الجزء الثاني - النثر > مع المواطن > رجال أخلصوا للملك عبد العزيز
رجال أخلصوا للملك عبد العزيز (1) الملك عبد العزيز تغمده الله برحمته كان عهده عهد كفاح ونضال. وببعد نظره وثاقب رأيه وسديد فكره وخلاص نيته استطاع أن يوحد الجزيرة العربية ويمد فيها رواق الأمن، وإذا كان صدق العزيمة هو السند الوحيد في كفاح عبد العزيز بعد الاعتماد على الله في السر والعلن، فإن عبد العزيز قد أكرمه الله برجال شدوا أزره وكانوا معه في السراء ولم يكونوا عليه في الضراء، فكانوا له عوناً حتى افتدوه بالمهج والأرواح في الحرب والسلم، في الشدة والرخاء. كلنا يدرك ما كانت عليه حال المملكة مع ترامي أطرافها. واليوم نرى أولاد عبد العزيز وعلى رأسهم فيصل المحبوب يقدِّرون كل التقدير، وينظرون بعين العطف والرعاية إلى كل من كان مخلصاً لعبد العزيز في كفاحه وفي نضاله عندما كان الكفاح والنضال صعباً لقلة موارد المملكة وكثرة متطلبات الدولة، وهناك جنود مجهولون أمامنا ولهم من جهودهم وتضحياتهم ومؤازرتهم ما يعمله عبد العزيز نفسه، ويعرفه أولاده من بعده حق المعرفة. سواء كانوا من الأفراد أم من القبائل. و(الشيخ عبد الله كاظم) الذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام كان من المكافحين المخلصين الذين صدقوا لعبد العزيز حين كانت المديرية العامة للبرق والبريد بمثابة وزارة، وكان للمخابرة والبرقيات ونقل البريد في تلك الأيام شأنها فهي الوسائل الوحيدة التي كانت الاتصالات من أسباب حفظ الأمن وتبادل مصالح الأفراد، وتصريف أمور الدولة. وكان عبد الله كاظم الذي أطلق عليه الملك عبد العزيز رحمه الله لقب "العابد" يعمل دائباً وكان يعيب عليه من عمل معه أنه كان حريصاً حرصاً زائداً على توفير مال الدولة والاقتصاد الشديد في الصرف لتوفير أشياء ينظر إليها هؤلاء بأنها ضرورية بينما ينظر إليها هو بأنها كمالية، لأنه في حاجة إلى كل قرش يوفره في خزانة الدولة المحدودة الموارد ليقابل المسؤولية لتأسيس مراكز البريد والهاتف والبرقيات وحين كان عبد العزيز يواصل فتوحاته ويعمل من أجل تأسيس هذه المملكة. كان عبد الله كاظم يعمل في أداء واجبه وظل كذلك حتى بعد وفاة عبد العزيز إلى أن لقى ربه أخيراً رحمه الله. و(عبد الله السليمان) رجل المال والأعمال، كان الحركة الدائبة، وكان بفضل إخلاصه لعبد العزيز، يصرِّف الأمور المالية ويعمل على تأمين متطلبات الدولة، حين كانت وزارة المالية تمثل كل الوزارات للدولة. وإذا تصورنا أن الدولة كانت محدودة مواردها، فإننا نستطيع أن نحدد كيف كان عبد الله السليمان، يقابل المطالب وينفذ المشاريع التي كانت الضرورة تقضي بالصرف عليها. وكم من الجهود قد بذل. ولا تنسى له جدة آخر أيامه الميناء الجديد، وجهوده في تنفيذ رغبة الملك عبد العزيز بإيصال الماء إليها وهو شريان الحياة، الذي قلب وجه المدينة فانتشر العمران فيها. وكان السبب في نهضتها وتقدُّمها. أجزل الله ثوابه. وإذا ذكرت نهضة التعليم في المملكة أيام عبد العزيز فإن جهود (السيد طاهر الدباغ) رحمه الله وإخلاصه لعبد العزيز حين كانت مديرية المعارف العامة تخطط لانتشار المدارس وزحفها من المدن الكبيرة إلى القرى والبوادي رغم وعورة الطرق، وقلة وسائل المواصلات. فكانت النواة الأولى في حقل التعليم (مدرسة تحضير البعثات) و(المعهد العلمي السعودي) وهما المدرستان الثانويتان الوحيدتان في المملكة. ومن ثمراتهما اليوم الرجال الجامعيون الذين كانوا الطليعة في خدمة هذه البلاد، وكبار الموظفين فيها. ومن الرجال الذين شدوا أزر عبد العزيز وكانوا حماة للأمن (مهدي بك المصلح) مدير الأمن العام والأمير (سعود بن إبراهيم) أمير المدينة المنورة والطائف قبل ذلك رحمهم الله وغيرهم ممن كانت لهم أصدق المواقف في خدمة مليكهم. فللذكرى وللتاريخ نذكر بالفخر بطل الجزيرة عبد العزيز ونشيد بذكر كل مخلص وضع لبنة في بناء هذه المملكة الفتية وعمل جاداً في أحلك الأوقات لخدمة أمته ومليكه وندعو الله لهم جميعاً بالمغفرة والمثوبة، ونسأله أن يمد في حياة مليكنا فيصل المفدى عضد عبد العزيز الأول والسائر على نهجه ومنواله وأن يبارك في أخوته ورجال البيت المالك وكل مخلص يعيش لتحيا أمته وبلاده.   [1] نشرت بجريدة (الندوة) 30/5/87 هـ.
طباعة تعليق  القراءات :1723  التعليقات :0
صفحة 291 من 414

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج