الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > تجنبوا هذه السموم!!

تجنبوا هذه السموم!! ⁽¹⁾

تنتج بعض المعامل الطبية في الخارج أصنافاً متنوعة من الحبوب، يحتاج إليها الطب في العلاج بكميات محدودة بحسب إرشادات الطبيب، بحيث لو زادت الكمية عما هو مقرر تصبح ضرراً على الصحة وعلى العقول. واستهان بعض ضعاف النفوس بالأمر واتخذوا من استيراد هذه الحبوب إما بطريق التهريب أو بدخولها بواسطة الحجاج والوافدين وسيلة للكسب الحرام. وأخذوا يروِّجونها في السوق السوداء حتى تداولتها أيدي الشباب والعمال والصناع بصفة عامة، وسائقي السيارات بصفة خاصة، لغرض التنبيه والتنشيط ومحاربة النوم عند الرحلات ليلاً. وقد انغمس بعضهم في الإدمان على استعمال هذه المنبهات لدرجة أصبح معها السائق يسير بسيارته مفتح العينين لكنه فاقد الشعور والإحساس تحت تأثير التخدير، وربما تعرضت سيارته للحوادث بسبب ذلك.

ووزارة الصحة لم تغفل الرقابة ولم تتهاون في التفتيش على مخازن الأدوية.. ولكن اتضح أن مروِّجي هذه الحبوب من غير أصحاب المخازن وتجار الأدوية.. فأخذت العيون الساهرة تبحث وتراقب ووضعت الرقابة على الداخلين في الجمارك.. وجرى القبض على بعض هؤلاء المروِّجين داخل البلاد.. وقدِّموا للمحاكمة.

ولكن لا يكفي أن نترك الجهات المسؤولة وحدها.. لتعمل على محاربة هذه السموم.. بل لا بد أن نشارك مشاركة فعالة لدرء هذا الخطر فنقول للطلبة ابعدوا.. فإن وسائل الإغراء تؤدي إلى الإدمان ومن بعدها يشحب اللون.. وينهار الجسم وتذهب الحيوية وربما كان المصير "مستشفى الأمراض العقلية" ونقول للسائقين والعمال والصناع تجنبوا هذه السموم التي لا تقلُّ شأناً عن سموم المخدرات وساعدوا الدولة بالإرشاد على كل بائع ومروِّج لتخدموا مجتمعكم.

والرجاء الذي يوجه إلى وزارة الصحة أن تمنع بيع هذه الحبوب وغيرها بالصيدليات ومخازن الأدوية بتاتاً سواء بوصفة الطبيب.. أو غيرها. والأولى أن تمنع الوزارة غيرها من الاستيراد وتستصدر أوامر بعقوبات مشددة لا تقلُّ عن عقوبة المخدرات لكل مروِّج وكل مستعمل.. وهي بدورها تستطيع السيطرة وحدها بالاستيراد وصرف كميات العلاج على قدر اللازم. لمنع السوق السوداء. وللقضاء على الأسماء المستعارة التي أصبحت تطلق على هذه الأدوية كمميزات لها "كالفشك" "والكونغو" "والهواري" وغير ذلك.

ولا بد من إذاعة إرشادات تنبه إلى خطر هذه السموم وما تحدثه للعقول والأجسام.. وذلك من قبل وزارة الصحة موضحة بتقارير من مستشفى الأمراض العقلية التي تصيب العقول وعن مضاعفات الإدمان على استعمال هذه الحبوب الضارة السامة. وما أحوجنا إلى جيل قوي بدينه وعقله وصحته.