شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم ِاللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تقديم
بقلم الأديب الشاعر إبراهيم أمين فودة رحمه الله
لغة التقييم وأفضّلها في هذا المعنى على التقويم الذي يصرّ بعض اللغويين المتزمتين على استعماله، لأن اللغة وإن كانت ميراثاً ينبغي المحافظة عليه والتمسك بأصوله فإنها أيضاً قابلة للزيادة فيها والإثراء لها والإنماء بما لا يخلخل قواعدها، ولكنها ليست التزاماً جامداً لا يمثل حركة الأجيال والزمن، ومن أبسط هذه الأمور مثلَ هذه الفواصل التي يوجدها الكاتب للتفريق بين معنى ومعنى، فإذا كان التقويم يفيد الإصلاح والتهذيب ويفيد أيضاً تقدير القيمة للشيء أو الذات، فإن التزام كلمة التقييم لتفيد تقدير القيمة والتزام كلمة التقويم لتفيد معنى التهذيب والإصلاح خير في إعطاء القارئ المعنى المراد بالتحديد، أقول هذا لأغتنمه فرصة لإبداء بعض الرأي في مثل هذه الشؤون اللغوية بالرغم مما أحمد الله عليه من التزامي لقواعد اللغة العربية نطقاً وكتابة وحرصاً على إشاعتها والتزامها حتى في إحياء كلمات غير متداولة ما دامت رقيقة الجرس لطيفة المعنى، لأن في ذلك من الإنماء لثروة المثقف العربي في لغته ما ينبغي أن يعمل عليه الأدباء والشعراء، لا أن يتحدثوا في حدود من التجديد واللياقة ومحاولة رقي الأسلوب.
إن تفرغ آخرين من الأدباء والشعراء الذين أمكنهم الوقت من وفرة الإنتاج الأدبي بالمفهوم الخاص لا يقلل من حقهم، ولكن لا يهضم الآخرين الذين لم يجدوا الفرصة من الوقت وإن كانوا في أكثرهم أمتن قاعدة وأعمق ثقافة وأوسع اطلاعاً، حقهم من التقدير والتقييم.
بهذه المشاعر أقيم أخي وصديقي الأديب الشاعر الأستاذ علي أبو العلا لا أقيمه بهذه الصفحات التي أقدمها بين يدي القارئ من (زوايا التأريخ) فحسب وإنما أقيمه لأن هذه الصفحات جانب من جوانب مشاركته الفكرية والإدارية في مجتمعنا المكي، فالأستاذ علي أبو العلا منذ وقت طويل أسهم في كل المجالات الإدارية والاجتماعية في مكة إدارياً وشاعراً وكاتباً ومطوفاً وشارك بهذه الصفة في كل ما يلامس هذا الجانب من حياة مكة والمكيين والوافدين إلى مكة، وعلى سبيل المثال فلولا الثقافة الأدبية والفكر لما شارك الأساتذة أحمد السباعي، وصالح محمد جمال، وأحمد محمد جمال وعلي أبو العلا في شؤون الطوافة والمطوفين بما شاركوا فيه أو ما حاولوه من الإصلاح لذلك فلولا ثقافة وأدب وفكر وشعر الأستاذ علي أبو العلا لما كان الأستاذ علي أبو العلا الذي شارك في هذه الميادين كلها ولما استطاع الأستاذ علي أبو العلا أن يؤدي هذه الخدمات لوطنه عامة ولبلده خاصة وهو بلا شك بثقافة وفكر الأديب يمارس أعماله الإدارية في إمارة منطقة مكة المكرمة، ولولا نصيبه من الشعر والأدب لما كان له هذا المكان الذي يحتله من منصبه الرسمي ومن نفوس مواطنيه وأصدقائه، فالشاعر والأديب إذاً يعيش في كل المجالات ويساهم في كل المجالات بفكره وأدبه ولذلك فمن حقه أن تحتسب له كل مساهماته في كل الميادين جزءاً لا يتجزأ من تقييمه الأدبي والاجتماعي العام، فأسأل الله تعالى أن يكون في عون الأدباء والشعراء ليؤدوا ما ينتظر منهم من إسهام في مجالات العمل والاجتماع المختلفة لا أن يكون الأديب خيالات وتهويمات أو مجرد انفعالات شخصية، وإن كان في كل ذلك نصيبه في الإنسان، وأسأل الله أن يشمل المثقفين جميعاً بإحساسات الأديب والشاعر حين يسهموا في كل مجال بعلم المتخصص ورؤية الأديب وحساسية الشاعر.
إبراهيم أمين فودة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1790  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 240 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج