[ أعرف أبعاد تلك الوشائج من صلات الحب التي جمعت أخي/ عرفان نظام الدين بالشاعر / العصر: نزار قباني، وإن كنت لم أشهد إلا ثمالة من الشهور الأخيرة في لقاء مع الشاعر الكبير، كان فيه أخي عرفان هو: دليلي إلى المستشفى حيث كان نزار يعاني من مرضه، وإلى بيته حيث النقاهة... وكان عرفان رفيقي إلى المحبة، مثلما اعتزازي برفقته على دروب مشيناها معاً: شجناً وشجواً... معاناة وإبداعاً... وركضاً وتأملاً!
[ وها هو - أخي - عرفان - يمنحني ميدالية أُخرى للتميُّز، حين ترك لي ورقات بيضاء في افتتاح كتابه هذا عن الشاعر/ العصر، وقال لي: "قَدِّم الكتاب"!!
[ تعوّدت من عرفان أن يقدمني هو دائماً، ويقف بجانبي... يشجعني، ويدفئني بتحفيزه لكل عمل أقدم عليه، وهذا الكتاب عن الشاعر/ العصر... فما الذي يكفيه من الكلمات، وحجمه يفوق الحاضر، ويكبر فوق الذكرى والتذكر؟!
[ النقاد العرب، والشعراء كتبوا عن شعر نزار... مَنْ فهمه، وأحبه، وركب مركبه: أنصفه وأضاء بكلماته مراحل التطور في شعر نزار... ومَنْ غار منه وحسده، وأراد أن يحفر في رمله: انتقده، وسفّه شعره، وحسب أنه نال من قيمة نزار الشامخة.
[ أما - أخي عرفان - فلا أحسبه قد استهدف بهذا الكتاب: أشعار نزار، ولاجوانب الإبداع فيه، وإن لم يغمط هذا الحق للشاعر... لكنه أراد بهذا الكتاب وفيه: أن يركز على (شخصية) نزار قباني، وشخص نزار الإنسان، والفنان، والعاشق، والصديق، والعصر،
[ • أما أخي/ عرفان.... فأعرفه من زمن طويل، وهو يتشبَّث بتلك المقولة الرائعة: ((إذا لم ترض إلاَّ بالأفضل... فإنك كثيرأ ما تحصل عليه))!
[وعرفان - على امتداد مشواره الصحافي ومع الكلمة - لم يرض إلاَّ بالأفضل، فكان النجاح هو: (نيون) أعماله، وحصيلة تلك الأعمال كانت: كثيرة... فلا أقل من أن يشرئب بكتابه هذا إلى: الأفضل، وذلك بعد أن اختار موضوعاً ركّز فيه على: شخص وشخصية الشاعر/ العصر... وعرفان هو الأجدر بالكتابة عن هذا الجانب، بعد أن رافق الشاعر الكبير فترة مهمة وربما عصيبة من حياته، وأخطرها: أيامه في لندن... وكان عرفان: شاهداً ولصيقاً، وأميناً على نزار وصوته، وخطواته.
[ وعرفان نظام الدين: يمتاز في كتاباته بالتحليل، وينقل الحدث بانورامياً، ولديه القدرة عندما يكتب على صناعة: العبارة الزوم، كالعدسة الزوم... فيأتي تحليله وصياغته وتصويره: بكل الأبعاد التي حفلت بها هذه الشخصية، أو الجوانب التي تغطي البحث.
[ ولا أحسبني قصدت - بهذه الكلمات - أن أتجرأ فأدّعي أنني أقدم هذا الكتاب للقارئ العربي، ولكنها "محبة" محضني إياها أخي/ عرفان، ليكون لي هذا البهاء في مطلع كتاب عن حبيبنا معاً: نزار قباني!!