شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الليل الأول.. في صحراء النفس
هربني الصقيع في طائرة المساء..
عدت إلى قمر الصحراء.. أناديه:
ـ ((يا ليل الصب متى غده))؟!
تضاحكت. تماوجت. تنافرت.. رأيتها نافورة من ألوان الطيف. قزحية كانت في ابتساماتها ودلها.
وجدت نفسي أمام وجهها الأسمر. ذكرني وجهها بلحظة كان ((السياب)) فيها يموت، وينادي:
((تعالي.. فما زال نجم المساء..
يذيب السنا في النهار الغريق))!
دائماً... يتبقى للإنسان في داخله ما فقده، وما عجز عن تحقيقه.. يدور في صدره حتى يفنيه!
لماذا تفنينني - إذن - بهذا التصاعد مني إليك.. بهذا التباعد منك إلي؟!
* * *
ـ هذا دوري الآن!
ـ هل لك دور، ولي دور؟!
ـ ألا تتذكر؟ لقد رحلت قبل ذلك وتركتني أتجرع الوحدة. أتلفت حتى تعود!
ـ هل هذا عقاب الوجدان؟!
أنت ((تسخنين)) العاطفة بالفراق، بالنوى، وتجمرينها بالانتظار!
ـ اهدأ... لا تمارس التلفت في ندائك علي!
ـ كل شيء أتلقاه منك.. يتحول إلى نسمة. يرتفع صارية. يجن خفقة، إلا هذا الشيء الوحيد: الخوف. إنه صقيع يفوق ثلوج جبال ((الألب)) في كانون!
* * *
عندما بدأ ((الليل الأول)) في صحراء نفسي.. صرخت عتمة الوحدة:
ـ لا تصادق الريح!
أيتها ((الأثيرة)) الشموخ، المتعاطفة كموال يرجع خفقة القلب:
لقد وجدتك ((أخيراً))... فكيف تضيعينني ((أولاً))؟!
* * *
أوه... ودي أسمع ((حدري)) نغمة التراث والوادي.. لأني حزين، والأفق يقتاده التعب!
أقصد: أفق الإنسان. أفق الشعوب. أفق الغد!
إنني أتصاعد الآن، وغداً.. إلى بهاء وجهك.
كل الوجوه في عيني: وجهك!
* * *
أصبحنا أصدقاء.. في قمة جنون العشق!
أصبحنا عشاقاً.. فوق التنكر والنسيان الحضاري!
كأننا - في هذا العجز والانسياب مع الظروف - نبتة صابرة، متحدية، عطشى.
كأننا هذا الجنون المسكون بهزائم الناس الذين انتهوا من الحب.. إلى ممارسة ((التناسل))!
أليست أفكار الناس مصبوبة دوماً في فكرة: استمرار الحياة بواسطة الإنجاب؟!
الصعب أن تستمر الحياة في هذا العصر بواسطة الحب.. بفكرة مختلفة عن ((التعود))!
* * *
لم تعد أسماك القرش تلتهم الإنسان..
بل الإنسان هو الذي يلتهم الإنسان، أو يلتهم نفسه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1778  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 244 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج