شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما يحبّوك البَنات
مبنى البلدية في ((أجياد)) يقف في وسط ميدان مغمور طمسته المنازل الشاهقة المتناثرة في هذا الحي في شكل هندسي قديم جداً.. لم يهدم التخطيط بعد هذا المبنى، ولم يقوض المنازل الكبيرة التي أصبح مكانها اليوم ميداناً واسعاً كبيراً.
كان ذلك قبل سنوات طويلة.. طويلة.. ربما زادت على العشر سنوات. وعلى يمين الداخل إلى المبنى زقاق ضيق قصير لا يتسع إلا لاثنين.. زقاق يفصل بين مبنى البلدية الأبيض وبناء قزم تسمع منه صوت ((مطابع الحرم)) لصاحبها الشيخ السباعي.. لطباعة البطاقات ودعوات الزفاف وبعض الأعمال التجارية التي لم تتسع حتى ذلك الوقت.
ويلتصق بهذا البناء منزل كبير، حُوِّل دهليزه إلى مكتب تجاري اسمه ((مكتب الكندوائي)) لخدمة المسافرين على البواخر إلى الهند.
وأمام باب هذا الدهليز التجاري ((دكة)) بنيت من الحجر الصلد الذي يقف شاهداً مع كل متحدث عن قوة بناء السلف الغابر، وتدلل هذه الأحجار المتراصة أن الجيل الماضي كان لا يعتمد في البناء إلا على الحجر، وتسمع من يستطرد قائلاً:
ـ إسمنت إيه يا ولدي. هل كنت تسمع أن عمارة انهارت أو مالت لأن ((أساسها)) ضعيف، وبناءها تراب؟!
ويرتبط هذا الاستقرار الملموس لفترة تاريخية خلت عن البلد بشاهد عجيب لا أدري لماذا يعمد بعض أولئك الرواة إلى شده بتلك الفترة؟
الشاهد آدمي.. إنسان يمشي ويتحرك ويفتح فمه، ويأكل ويشرب.. وإن كان لا يدري الآن ما يقوله الناس عنه.. كل ما يسمعه ويعيه.. تلك النداءات الشقية التي يقذفه بها الأطفال - كل أطفال مكة - لحظة مشاهدته سائراً أو جالساً.. يلم نفسه على نفسه وينسى ما حوله.
الأطفال يصرخون في وجهه قائلين: ما يحبوك البنات!
ويفرون هاربين من وجهه، ومما تقذفه يده عليهم من حجارة. ويسأل كثير ممن لا يعرف حياة هذا الآدمي: ما هي قصته.. ما نوع الارتباط بين حياته وهذه العبارة الغريبة.. هل يغضب إنسان إذا اكتشف أن البنات لا يحببنه؟
يغضب.. هذا شيء لا يحتاج إلى جدل.. كل إنسان يتوق إلى حب البنات، فالبنت دائماً تبدو في ذهن الرجل قبل الزواج رقيقة.. خجولة.. حلوة، إن في ملامحها، أو تكوينها الطبيعي ناحية جمالية تناقض العيوب التي فيها.
والبنت شطر الرجل الآخر، كما أن الرجل شطرها الآخر، كلاهما مكمل للثاني حسب قاموس الحياة. لكني كآدمي.. كرجل، ألا أغضب إذا قيل لي: ما يحبوك البنات؟ إنني أغضب فعلاً عندما تقول لي البنات أنفسهن: لا نحبك.. فهذا يعني أنني مشوَّه.. ثقيل.. شخص غير مرغوب فيه!
وملاحظة جديدة في حياة هذا الرجل البائس الذي اتخذ شكل المجانين في أعين الناس، أن بنتاً واحدة لم تحاول يوماً أن تعاكسه.. أن تؤلمه.. أن تقول له ((ما يحبوك البنات)) بل إنني طوال وقوع نظري على هذا الآدمي لم أشاهد بنتاً واحدة قد اقتربت منه، لتقول له: ما يحبوك البنات.
لماذا؟
هل يعني هذا أن البنات حقاً لا يحببنه، فابتعدن عنه، ولم يعد يحظى بكلمة "بناتية" واحدة؟
أم أن البنات يشفقن عليه، ويتعاطفن نحوه، فيحز في نفوسهن إيذاؤه بكلمة لا يحبها.
أم أنهن آذينه في شرخ حياته، وآلمنه، وتسببن في مأساته فاكتفين بما وصل إليه؟
ما يحبوك البنات: عبارة فيها تساؤل كبير. يعني أن في حياة الرجل المجنون هذا حباً (مفقوداً) ضاع منه، فضاعت حياته كلها!
ولكن.. هل يصنع الحب كل هذه المأساة المحزنة؟
يفعل الحب.. هذا أكيد، ولكن كيف فعل الحب هذه المأساة في حياة آدمي أراد أن يعيش الحياة إنساناً فعالاً؟
إن كل التساؤلات الجوهرية التي تهم المعرفة عن حياته، كلها تضيع في غابة كثيفة من الشعر الأبيض والأسود على وجهه، وفوق جلدة رأسه!
ما يحبوك البنات: هكذا عرف بهذا الاسم.
قامته طويلة فارعة، وجهه طويل، لحيته كثة مهملة، أسنانه مهشم أكثرها، ثيابه مهلهلة، رقعت جوانبها بألوان الخيوط كأنه في حفلة تنكرية. إن أيامه كلها أصبحت حفلة تنكرية يعيشها ليقول للناس كلهم:
ـ حياتكم ملونة.. ممزقة.
وفي وقت الظهيرة تقبض يداه المعروقتان على حزم الكراث.. لا شيء غير الكراث. هو (غذاؤه) اليومي.. يلوك هذه الحزم، ويبتلعها هانئاً، ثم يتوسد على التراب أمام دهليز ((الكندوائي)) التجاري، وينام الظهيرة كلها نوماً عميقاً لا يسمع أبداً أي صوت من الأصوات التي تقترب من جسده وهي تقول: ما يحبوك البنات!
وفي العصر، ينفض التراب عن ثوبه الكالح المهلهل ويقف ليشاهد الأرض التي كان ينام عليها وترش بالماء ثم يبصر مجموعة كراسٍ خشبية تصف أمام الدهليز التجاري، ويخرج أصحابها للجلوس، وقضاء فترة العصر.. ويخبط هو على قدميه، ويمشي بحثاً عن لا شيء.
إن هذه الرقعة أمام الدهليز التجاري هي بيته الذي يأوي إليه ظهراً وليلاً.
وتعود معه العبارة الفارقة كالعلامة الفارقة: ما يحبوك البنات لينام ليله، ونباح الكلاب في أذنيه وذرات الأتربة على عينيه.
وفي دوامة هذه المأساة يسمع من يقول له مع الصباح ونشاط الحركة في الشارع: ما يحبوك البنات!
ويثور ويمسك حجراً ليقذف به نحو أي اتجاه ثم يلوك بين أسنانه حبة ((تنبول)) وكأنه يفيق للحظات، ويتذكر حياته... يستعيد قصته بذهول مر!
هل صحيح أنه آدمي؟
هل يعتبره الناس إنساناً كان له عقل يفكر فيه، وسواعد يشقى بها ويحصل على قوت يومه؟
إنه لا يعرف الناس. لقد ابتعد عنهم سنوات طويلة، فغشيت البأساء عينيه، فلم يعد يبصرهم على حقيقتهم.. بل لم يعد يرى أن ((حقيقة)) تضمهم. فهم يعيشون حياتهم بلا حقيقة. يمشون سادرين بالوهم، وبالتخيل، وبالأحلام. الحياة عند كل الناس مجرد حلم طويل خادع.
هو أيضاً كان مثلهم.. يعيش الخديعة، والأحلام الطويلة التافهة. كان يملك متجراً في قلب محلة ((أجياد)).. متجراً متوسطاً يبيع فيه، ويكسب قوت يومه، ويهنأ بساعات الراحة من ليله.. سعيداً بحياته المنفردة.. ليس له أب، أو أم، أو أسرة.
كل ما يربطه بمعنى القرابة أخ غائب لا يعرف مكانه، ولا يسمع أخباره. ملامحه افتقدها.. اسمه ((مشتركاً)).. يشترك معه في كثير من هؤلاء الناس الذين لا يعرفهم. إنه يعرف أشخاصاً كلهم لهم اسم ((علي)) وأخوه ((علي)) لا يعرفه، وهذا يحدث كثيراً بين الأحياء والأخوان والأسرة الواحدة.
أن نفترق، وأن يتحقق الرحيل يوماً ما، وأن تقطع الأخبار، فتنتهي الروابط كلها، كل هذا محتمل ومتوقع ولكن أن يعاني كل الناس حرقة الفرقة وعذاب الوحدة، والابتعاد عن الآخرين، وقطيعة المشاعر. فهذا مثار تفكير لم يحدث أن تعرض كل الناس لهذا الانفصام الإنساني، وهذا ما دفعه للشرود النفسي، وأن يغذ أكثر في استحلاب الأحلام التافهة.
أخوه رحل، وافترق عنه، وتقطعت الأواصر، هذا أمر طبيعي لا تثريب فيه. غير أن رحيل كل الناس، وافتراقهم عنه وعن أنفسهم سبَّب له الألم والحسرة.
وسدر في متاهات الأحلام أكثر. أغرق خياله في أمانٍ عريضة.
ماذا فيه هذا المتجر.. ماذا يجني من ورائه؟ المال القليل.. يجمعه على أصابع يده؟ ولا يجني من ورائه إلا صلات تستمر دقائق يقف فيها الزبون ويذهب بعد أن يرمي إليه بقطعة النقود، وينظر حوله فلا يشعر به أحد!
وأمام متجره نوافذ مدلاة على الشارع.. على بعضها شيش، وستائر من الجريد اسمها ((الكبريته)) في تعريف أهل مكة. وفي الليل.. عندما تضاء ((الأتاريك)) - قبل انتشار الكهرباء - كان يلمح بنتاً في حوالى العشرين، أو هكذا بدت لناظريه. لها قوام متناسق، حلو، بديع. يراها كل مساء بعد أن تضاء ((الأتاريك)) وربما تراه هي في النهار من خلف الشيش، أو ((الكبريته)). في الوقت الذي لا يتمكن هو من اختراق هذا الحاجز!
ويتساءل: لماذا تتخذ مجلسها كل ليلة في هذا الموعد؟
استطالت الأحلام، وعرضت، وتبلورت، وتحولت إلى وهم كبير. إنها تحبه، إنها تترصد حركاته، بلا شك!
ولم يعد يبيع بعد حلول المساء. إنه يجلس في داخل المتجر و((يعمر شيشة التنباك)) ويغيب مع أحلامه وأوهامه!
إنه يتساءل مرة أخرى: هل يمكن أن يكون للناس ((كلهم)) اسم واحد.. ((علي)) مثلاً؟
أن يعاني الناس. كل الناس حرقة الفرقة، وعذاب الوحدة، والابتعاد عن الآخرين، وقطيعة المشاعر.. هل يحدث هذا؟
إن ستاراً من الانسلاخ الإنساني يتم في حياة الناس!
إن الستائر كثيرة في حياة البشر. لكنها تتنوع وتتعدد. ستائر داكنة وثقيلة، وستائر شفافة وخفيفة. إلا أن الاختراق يتم دائماً. اختراق الستائر سهل، بل وتمزيقها مهمة ناجحة. لكن الوقوف أمام ((الخليفة)) أو ما هو وراء الستائر، أمام المحسوس كالعواطف والمشاعر.. أمام ((المرغوب)) والأثيري. هل يتم هذا الوقوف؟
ترى هل ترغبني هذه البنت التي شغلت مسائي كل ليلة؟
هذه البنت تؤلم عيوني، وتفتت ضلوعي.
رأيتها مرة خرجت من باب البيت، وسارت أمام دكاني تتخطر. وغابت ووراءها خادم صغير، ثم عادت قبل الغروب. وفي الموعد ذاته اتخذت مكانها المعتاد!
أحس الآن أن هذه البنت أصبحت غرسة في قلبي. جذورها تغور في أعماقي لا يمكن اقتلاعها إلا إذا حفر قلبي.. إلا إذا فتت.. أجن.. نعم أكاد أجن!
ولكن.. ما الفائدة؟ هل أتزوجها؟
إنني أعتقد أن الناس لا يمكن أن يكون كلهم باسم واحد. هذا رأيي!
إن كل الناس يعانون الفرقة، والانفصام، والابتعاد عن الآخرين، وعن أنفسهم. أما أن نحاول تفتيت ذلك الابتعاد، فنفوس الناس جبلت على قطيعة المشاعر. إن ما في متجري من مال وتجارة يهمني، ويلصقني به، فلا أفكر في البحث عن أخي الغائب. إن حياة أخي بما فيها مما لا أعلمه.. ربما كان فيها مال، أو جاه، أو حتى حب... كل ما فيها شيء يجذبه إليه فلا يبحث عن أخيه. الحب أيضاً تحول إلى فرقة، وبعد.. كشيء مادي بحت.
إنني أترك متجري هذه الأيام.. أهمله ولا أهتم به في لحظات المساء حتى تمتلئ نظراتي بوجه تلك الفتاة التي غدت شغلي الشاغل، ليس لأنني أتعلق بها. أبداً.. هذا وهم. بل لأنها أعجبتني.. شدهتني ملاحتها، وتناسق جسمها، وطولها، وأريد أن ((أمتلك)) كل هذا الجمال.
مجرد امتلاك كما امتلكت المتجر بحدب، ورغبة. (أود) أن أمتلك هذه البنت بحدب ورغبة. لأكون صاحب متجر، وزوجة حلوة جميلة.
أنا أعرف أنني إذا امتلكت الزوجة سأبصرها مع مرور الأيام متجراً قديماً قد أستطيع تطوير بضاعتي فيه. لكني لا أقدر على تطوير متجري في البيت.
وغفا على تأملاته هذه. ولما تقدم إلى أبي البنت كما يسميها - يخطبها لنفسه، سألوه:
أسرتك.. أهلك.. مدَّخرك.. واقعك؟
وتضج فلسفته ثانية، ويجيب: لا أهل. لا أسرة.. لا مدَّخر إلا رأس مال المتجر (بلا رصيد).. لا واقع. إنني أريد أن أبني واقعاً لنفسي، أو أهرب من الواقعية.
ـ وسألوها: ترضينه.. تتزوجينه؟
ـ وأجابت: أنا أتزوجه؟ مستحيل. عينه طويلة، قليل أدب، مهنته دائماً ((البحلقة)) في نوافذ الجيران، شكله يا لطيف.
وجاءه الجواب المؤلم الممزق: آسفون.. لقد رفضت صاحبة الشأن، فازداد استغرابه.
هذا العصر الذي يعيشه لا يقيم وزناً، واعتباراً لرأي البنت. هل يسبقون الزمن؟
ولكنه يريد موافقتها هي فعلاً.. هي وحدها!
ولأول مرة في حياته يبكي، ويبكي.. ويفغر فاه دهشة. فقد رآها في المساء في الموعد نفسه تراقبه، وترصد حركاته، وعينه الطويلة.
وترك المكان. اختار متجراً آخر بعيداً، وهو يجتر آلامه.
وقال له الناس: ((البنات على قفا مين يشيل))، ولا يهمك!
كل الناس أصبحوا يعرفونه.. كل الناس سمعوا حكايته فجاؤوا يقولون له: ولا يهمك. خيرها في غيرها. إنهم يجيدون دائماً الحديث عن القطيعة!
ولعق جراحه من جديد، وتقدم إلى فتاة رشحها له بعض الذين أرادوا أن يكونوا زبائنه الدائمين.. انشقت الأرض وأخرجت له زبائن دائمين.. لماذا الآن؟
وأخذ... ورد!
تريث.. سنعطيك الجواب.
تمهل.. إنهم يسألون عن أخلاقك وحياتك.
ولم يحتمل.. اتجه نحو البيت الثالث في قائمة الترشيحات، ونقر الباب.. جئت أطلب يد ابنتكم!
ـ آسفون.. لقد رفضك بيت قبلنا.
وفي متجره.. يأتيه طفل يشتري منه نصف درزن صلصة ويعطيه القيمة، وهو يقول:
ـ ليش ما زوجوك.. ليش ما يحبوك البنات؟!
ويقفز خلف الطفل ليضربه.. يجري وراءه فلا يلحق به، ويعود إلى متجره.. وبعد الغروب يجلس مهموماً، حزيناً، و... ((يعمر شيشة تنباك)) ويتوه وراء أفكاره، وتقف أمامه امرأة متلفعة بردائها الأسود تقول له: أعطني صابوناً.
ويحدِّق في قوامها، بنظراته المفجوعة.. إنها هي.. صاحبة النافذة!
وتعطيه بضعة قروش، وتتوقف، وتتلجلج، وتقول:
ـ ما عندك صابون لغسل الوجه؟
ولا تنتظر إجابة.. إنها تفر هاربة، وهو صريع ذهول مر قاتم.
إن هذه البنت قاتلة.. قتلته، ومزقته. سرقت النبض من عروقه لتجعل كلمتها تعيش في ذلك النبض المسروق..
كلمتها: ما يحبوك البنات!
وتحولت أيامه إلى استغراق.. ثم إلى سرحان، وابتعد عن الناس.. عن الحركة.. أصبح لا يسمع من ضجة الناس سوى عبارة واحدة يزعق بها الأولاد!
وتحول الاستغراق والتهويم إلى صراخ.. أصبح يصرخ.. فجأة يجد في نفسه رغبة للصراخ:
لا.. أنا ما أحب البنات!
وارتبك المتجر.. يوماً يفتحه، وعشرة أيام يتركه مقفلاً.. كهذه الدنيا التي أقفلت كل أبوابها في وجهه. إنه يمشي.. لا يتعب، كل أيامه خطوات حافية على الأرض!
إن خطواته الحافية تصرخ معه.. تردد فلسفته القديمة التي قالها وهو عاقل في دنيا مجانين. يعيدها اليوم وهو مجنون في دنيا حافية الخطوات:
ـ إن كل الناس يعانون حرقة الفرقة والوحدة والانفصام والابتعاد عن الآخرين، وعن أنفسهم!
إن أحداً لا يصدقه. وهو عند الناس مجنون بالحب.. لأن البنات لا يحببنه!
كلهن رفضن الاقتران به... هل هذا صحيح؟
ومرة أخرى يحل الظلام المحمل بالأتربة والغبار، ويعجن ساعده تحت رأسه، ويغط في النوم، وفي أذنه صراخ يتعالى دائماً - وباستمرار: ما يحبونك البنات!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1219  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.