شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ثم تحدث شيخ الاثنينية الأديب الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله أكمل الدين وأتم النعمة، والصلاة، والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة، وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.. إخواني بعد السلام عليكم. ليس غريباً على محمد حسين أن يشارك في تكريم محمد بن حسين.. وليس غريباً أيضاً أن يكرم الأعشى محمد حسين ذلك البصير محمد بن حسين. أكرمه وأنا صديقه، هو الذي أكرمني بالصداقة، أنيس المحضر ما جلست إليه إلاَّ وتعلمت منه، فما زلت طالب علم، وقد ارتفع هو أستاذاً على طلاب العلم. نشأ في جو؛ لو قلنا عن النشأة مجردة من معرفة سيرته ومسيرته بيننا لقلنا أنه رجل يتزمت، رجل ينكر الكثير، ولكن الغريب على هذه النشأة في اليمامة وبين أشياخ من أئمة السلف والدعاة، أن يكون هذا الشيخ محمد بن حسين رجلاً فيه سماحة، وفيه طلاوة، وفيه ملاحة، حينما يتحدث إليك لا يلمزك ولا يستهين بك ولا يكاد يقول لك ماذا أنت عليه.
- أنا أعرف أنه يكره تعاطي شرب التبغ أياً كان نوعه ولكني شربته معه الآن فما قال لي لا تشرب وما ضربني على يدي، وما صفعني كفاً على فمي كيلا أشرب. هذا التسامح في العالم يحبب إليه الناس، حتى إذا نصحني الآن أن أترك شرب التبغ أستمع إليه وأقول أنه ناصح أمين.
- هذه النشأة هذبها، إنه يقرأ بأذنه وكم كتبت وكم قلت لكي يشبع الإِنسان من الثقافة أن لا يتكل على قراءة العين فقراءة العين نمنمة، أما القراءة بالأذن فجرس يسمع. وما شبعت من ثقافتي التي تعرفونها أو أدعيها إلاَّ حينما بدأت أقرأ بالأذن، يُقرأ لي لقد كنت بصيراً لم تدركني العشوة إلاَّ أخيراً، ولكني وأنا البصير بقوة البصر كنت أستمع إلى أن يقرأ لي أحد بجرس. وأول ما بدأنا قراءة الرافعي حينما كان يكتب في الرسالة قرأت له كتباً كثيرة: المساكين، وإعجاز القرآن وغيره بالنمنمة بالعين، فلم يتسع لي فهم واسع، ولكني عندما أخذت أقرأ بالجرس بالأذن اتسعت لي المعرفة بقدر ما أنا فيه الآن.
- ومحمد بن حسين اتسعت له معرفته لأنه قرأ بالأذن، يسمع فيحفظ والجرس كأنه أغنية يحظى بها السمع ويمتلئ بها الوجدان وأمثاله كثير. فهل البصير ابن منظور الذي ألف لسان العرب كان يقرأ بالعين؟ لا بل كانوا يقرؤون له فيحفظ ويكتب هذه المجلدات الواسعة، ويحضرنا غيره.. طه حسين مثلاً ما كان يقرأ، ولكن قراءته بالأذن أعطته الجرس وجعلته يتكلم بالجرس ويكتب بالجرس. فأنت حين تقرأ لمثل هؤلاء فأنت تقرؤهم بجرس كأنهم ينغمون لك الحرف وينغمون لك اللفظ، ومحمد بن حسين لا يخرج عن هذا.
- أريد أن نتعلم القراءة بالأذن وهناك كلمة لأمين الريحاني الكاتب المسيحي يقول: القراءة الجيدة أن لا يقرأ الإِنسان واقفاً وسريعاً، فإن القراءة الواقفة والقراءة السريعة مثلها كالوجبات الخفيفة السريعة "السندوتشات".
- إن تكريمي لمحمد بن حسين في هذا المكان هو تكريم أديب من تهامة لأستاذ من اليمامة فقد اجتمعت اليمامة وتهامة في هذا المكان ما فرقها شيء. لقد كان الإِسلام جامعها وكانت العروبة جامعها، ثم جرى ما جرى من اختلاف حتى وفق الله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل السعود فجمع هذا الكيان الكبير، بحيث يجد ابن اليمامة التكريم في تهامة دون أن يكون معه أنصار يحفظونه ودون أن يتعرى من اسمه فينتسب إلى قبيلة أخرى. والفضل في ذلك يعود إلى موحد شمل هذه الأمة وباني هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود غفر الله له فأصبح ابن اليمامة يكرم في تهامة، غير أني أخشى من بعض العنعنات.. والتفاخرات أن تؤثر على هذه الوحدة في هذا الكيان الكبير. والسلام عليكم ورحمة الله...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :679  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 180 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج