شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد عبد الله المليباري ))
ثم أُعطيت الكلمة للأستاذ محمد عبد الله مليباري حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلم يشأ الله أن يمنحني حظاً يجمعني بشاعرنا الشاعر الأستاذ أحمد سالم باعطب، وعندما صحح كلمة باعطَب، إلى باعطُب قلت لمضيفنا المفضل الكريم: ليس الموضوع موضوع لقب، أو كنية، أو اسم، وإنما الموضوع موضوع نبوغ، وعطاء، وإبداع، وفن.
- قبل بضعة أيام زارني في داري أحد الهواة من الشباب، ومعه حزمة من الأوراق، زعم أنها قصائد نظمها في حياته، وكان حديث سن إذ لم يتجاوز العقد الثاني من عمره. قرأت الشعر وإذا الموهبة فيه لم تتفتح بعد، وما زال الإِبداع في خياله جنيناً، فقلت له منادياً.. بيا ابني: إن فيك موهبة، وفي خيالك جنين كامل، ولكن لا بد لهذا الجنين أن يخرج بعد مخاض طويل جداً.
- إن الشعر عامودياً كان، أو متحرراً، أو شعر حداثة، (دعوني أقول الحداثة، ولو أن بعضهم يستثقلون هذه الكلمة).. لا بد وأن تكوِّن.. بضع كلمات به موضوعاً كاملاً، أو هو موضوع كامل يتكون في بضع كلمات، هذا هو الشعر. قال كيف ذلك؟ قلت اسمع الشاعر ماذا يقول: يقول الشاعر:
أعرفتُم كُنهَ حضارتِنا؟
هو خَدٌ مجروحٌ يُصْفَع
- جمع كل أوصاف الحضارة التي نعيشها اليوم في كلمات معدودة. أليست حضارتنا خداً مجروحاً يصفع الآن؟ هذا هو الشعر. لقد قلت لكم إني لم يسبق لي أن تعارفت مع شاعرنا، ولكني منذ أتيت إلى هنا، وأتى بي ضيفنا الكريم إلى هذا المجلس الذي أجلسني، وطلب مني أن أقول كلمة، طلبت من الشاعر قصيدة، أو ديواناً منه فأعطاني ديوانه، وأول ما وقع نظري على بيت من الشعر جمع فيه عدداً من المعاني في كلمات قليلة جداً، فعرفت من هذا أنه شاعر، وشاعر، يقول شاعرنا:
أَبيتُ أركضُ والأحلامُ تَهزأ بي
ويجمعُ الصحو أحلامي وينطلقُ
كتبت في صفحاتِ الموت أُغنيتي
وزمجر الشؤم في الأحشاء والفَرَقُ
- جمع الأحلام، وجمع الموت، وجمع اليأس، وجمع المنى، وجمع البسمات في بيتين إِثنين. إذن هو شاعر، إني أهنئه بشاعريته، وأتمنى أن نسمع منه الليلة شعراً يملأ وجداننا طرباً وفرحاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :610  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.