شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمية المقنَّعة
ظاهرة قد يصعب أن يقال إنها لا توجد إلا في كثير من دول العالم الثالث ومنه العالم العربي ولكن الأضواء أصبحت تسلط عليها في عالمنا العربي: حيث لم يعد غريباً أن نفاجأ بنماذجها منتشرة، ولكنها متوارية حتى في بعض الجامعات، إضافة إلى تواجدها تتربع بعض المناصب القيادية في مختلف المرافق في الدولة وفي القطاع الخاص... وهي ظاهرة لا بد أن نسميها الأمّية المقنّعة. والقناع الذي يحتويها، ويخدعنا عن حقيقة خوائها، هو المؤهّل الكبير، بل الدرجة الجامعية في مستواها الرفيع... نسميها ((الأمِّية المقنَّعة)) ونستكثر عليها حتى أن نسميها ((أمِّية المثقفين))، لأن هذه يمكن أن تنطبق على من يحمل مؤهلاً جامعياً، ونعلم أنه قد تدرَّج في مراحل التعليم، ولعلَّه يتمتع بنصيب من القدرة على الانتفاع بمحصوله الثقافي في العمل الذي يديره أو يوكل إليه. ولكنه محدود في ذلك... أما الأمِّية المقنَّعة، فإنها تنطبق تماماً على نماذج من حملة المؤهلات العالمية في مستواها الأرفع، والمفروض أن من يحمل هذا المؤهل، قد تدرَّج في مختلف مراحل التعليم حتى بلغ المرحلة التي أهلته للدرجة الجامعية الكبيرة. ولذلك فإن أقل ما ينتظر منه هو أن يتمتع بنصيب من القدرة على العطاء الفكري، إن لم يكن في أكثر من مجال ففى مجال اختصاصه، الذي تنبىء عنه الدرجة الجامعية التي يحملها، ولكن اللغز المحيِّر والذي نعده ظاهرة هو أن هذا النموذج، يظل بعيداً أو مبتعداً عن أي محاولة لهذا العطاء... حتى في المجال الذي يقول المؤهل الذي يحمله أنه قد درسه وتخصص فيه، يظل شبه عاجز عن التعامل معه، أو حتى التعبير عنه... والأمثلة أكثر من أن تذكر... نجدها في مختلف المجالات، وفي مختلف المرافق... والسؤال الذي لا بد أن يطرح هو: كيف يحدث هذا؟! وكيف تكونت هذه الظاهرة؟.. هل هي الجامعات التي تخرج منها هؤلاء؟! تمنح الدرجة الجامعية الكبرى اعتباطاً أو جبراً للخاطر... فإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل نقول إن الدرجة التي تمنح لا تعني ما نتوقع نحن أن يحصل عليه الدارس؟... ظاهرة خليقة بأن تدرس على جميع الأصعدة والمستويات والمجالات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1156  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 206 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج