شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المستشفيات الخاصة أيضاً؟
يبدو أن موضوع المستشفيات الخاصة الذي كتبت عنه ونشرته هذه الجريدة منذ أيام أصبح هاجس كثير من الذين اكتووا بناره، أو عاشوا جشع أصحابها والعاملين فيها.. فقد أخذ يتصل بي تليفونياً عدد من المواطنين، راجين أن أتحدث عن تجاربهم مع هذه المستشفيات، كما تحدّثت عن تجربة العامل الذي دفع أكثر من أربعة آلاف ريال لنوم ليلة واحدة، وتجبير الكسر البسيط في يده، وبلغت قيمة (الجبس) وحدها ستمائة ريال.
وكان مما عالجته مع هؤلاء المواطنين في حواري معهم عن جشع المستشفيات، ظاهرة عدم امتناعهم عن دفع ما يطلب منهم، وعدم رجوعهم إلى وزارة الصحة التي أفترض أنها وحدها المسؤولة عن وضع حد لحالة (الاستهراش) الرهيبة التي تمارسها هذه المستشفيات..
قلت لأحدهم: ما دمت محدود الدخل كما تقول، فلماذا لم تذهب بمريضك إلى مستشفيات وزارة الصحة، وفي جدة منها (مستشفى الملك) الذي أسمع أنّه على مستوى مقبول والأجور التي يدفعها المريض تكاد تكون رمزية، والأطباء فيه من ذوي الخبرة المشهود لها.
قال: أولاً.. لم أكن أتصوّر أن المستشفى الخاص يتقاضى هذه التكاليف الخيالية من المواطنين. والأهم أن المختصين بالاستقبال والإدارة، لا يقولون لك شيئاً عن الأجور التي سوف تدفعها، باستثناء (التأمين) الذي لا بد أن يدفع قبل أن يمد أي طبيب يده بالعلاج. ومبلغ التأمين يوهم المراجع بأن المبلغ لن يزيد كثيراً على الألف ريال مثلاً.
وثانياً: مستشفيات وزارة الصحة، لا تتقاضى أي مبلغ - هذا واقع حقاً - ولكن أدعو الله بإخلاص أن لا يضطرك أي ظرف للنوم في أي منها وعلى الأخص المستشفى العام.. أما مستشفى الملك، فصحيح أنّه مقبول وإن الأجر الذي يدفع فيه رمزي ضئيل.. ولكن تصوّر أني أخذت ابني ذات مرة للكشف عليه من حالة طارئة، وكان الطبيب الذي كلّف بالكشف عليه، يتحدث في التليفون عن أرض يريد بيعها.. تصوّر.. أن الطبيب، ظل يواصل حديثه في التليفون عن الأرض بينما الطفل يصرخ من الألم الذي يعانيه وحين رجوت الدكتور أن يفحص الولد، وأن ينهي حديثه عن الأرض.. غضب ونرفز وكاد يشتبك معي في شجار عنيف، لولا أني تذرّعت بالصبر، إلى أن انتهى الكشف وكتابة الوصفة، التي لا أدري كيف كتبت، والطبيب مشغول الذهن بحكاية الأرض.
وثالثاً: هذا الزحام أو التزاحم على أبواب عيادات الأطباء في المستشفى العام أو مستشفى الملك.. ومعنى ذلك، انتظار يطول ثم يطول، وقد ينتهي وقت الدوام فتضطر للعودة بعد الظهر. وعلى فكرة.. نسبة كبيرة جداً من المراجعين ليسوا من المواطنين.. بل إن أغلبهم ليسوا من المواطنين.. من مختلف أجناس العالم.. ولكل منهم الحق في العلاج بطبيعة الحال.
هذا نموذج من الأحاديث التليفونية التي تدور بيني وبين بعض المواطنين عن المستشفيات الخاصة، وعلى هامشها مستشفيات وزارة الصحة.. نرجو أن نحيط بها معالي الدكتور الجزائري علماً عسى أن يفعل شيئاً في الموضوع.
وإلى جانب هذا النموذج.. يهمني أن أبشرّ قرائي بأن تحت يدي الآن فاتورة المستشفى الذي عالج العامل، وكان من تكاليف العلاج جبس الجبيرة.. الجبس وحده بستمائة ريال.. وفي بنودها العجب العجاب، الذي أنتظر أن يلفت نظر أصحاب المستشفيات فيطالبوني بإثبات ما أقول، وإن اكتشف المستشفى موضوع البحث والتعليق، أو أن يلفت نظر وزارة الصحة، فتكلّف نفسها عناء مناقشة الواقع، إذا كان يهمّها أن تعرف شيئاً مما يدور في هذه المستشفيات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج