شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مصر اليوم.. هي مصر الأمس
يتساءل الأستاذ علي محمد الرابغي، في مقاله المنشور في هذه الجريدة يوم السبت الماضي، هل مصر اليوم، هي تلك التي وصفها بأنها أم الثقافة والفنون.. (فالشاعر الناجح مصري، والكاتب الرائع مصري، والصحفي اللامع مصري، والملحّن المبدع مصري والممثل القدير مصري.. والقارئ الشجي مصري، والمتحدث المرتجل مصري.. والإذاعي اللبق مصري.. والدكتور النطاسي مصري، والمعلم الناجح مصري، واللاعب الفنان مصري) وأضاف الأستاذ الرابغي يقول: (لقد أمم المصريون كل سبل المواهب، وافترشوا ساحاتها.. وتركوا الأرصفة للآخرين يقفون عليها متفرّجين).
ثم ينعطف الأستاذ الرابغي، ليتحدث عن المضايقات التي واجهها في رحلته إلى القاهرة ابتداء من مدرّج المطار حيث (الأرض تكاد تميد تحت مقعدك) لكثرة المطبّات وانتهاء عند الفندق، وسلسلة السخافات التي ذكرها عن التعامل النقدي بين الفندق، وفرع البنك فيه، وبين فروع البنك الأخرى.. الخ الخ..
والذي يبدو لي أن الأستاذ الرابغي قد خلط بين المضايقات التي ذكرها، وبين أم الفنون والثقافة (والمواهب التي افترشت كل السبل وتركت الأرصفة للآخرين).. إذ الواقع أن أعجب ما في مصر اليوم، أنها جمعت بين مصادر وأسباب هذه المضايقات التي ذكرها، والتي يذكرها معه المصريون أنفسهم، في صحفهم ومجلاتهم، وفي أعمالهم المسرحية والتليفزيونية، وبين أنها لا تزال أم الثقافة والفنون. ولا حاجة بي أو بالأستاذ الرابغي إلى البحث عن الأسباب، فهي معروفة، وحسبنا أن نذكر ما أفرزته مسيرة ثمانية عشر عاماً من تاريخ مصر الثورة، لنرى الرواسب الكثيرة التي تركت في أجهزة الإدارة جميع المعوّقات، التي يشكو منها السائح، يشكو منها المواطن المصري، ليس في القاهرة فقط وإنما في الريف وفي القرى أيضاً.
وأعتقد أن الأستاذ الرابغي، يتفّق معي، في أن تركة ثمانية عشر عاماً، من المعوّقات البروقراطية، يتعذّر أن تزاح أو تكنس بسهولة.. وبالطبع لا أقول هذا تبريراً للواقع المحزن في حياة إخواننا المصريين، وإنما لأحاول الفصل بين نظرتنا إلى الشقيقة الكبرى، التي لا تزال أم الثقافة والفنون، وبين هذه المضايقات التي نواجهها منذ اللحظة التي نصل فيها مطار القاهرة، وإلى أن يستوعبنا مقعد الطائرة في طريق العودة أو الخروج.
كثيراً ما أردد بيني وبين نفسي، سؤالاً عن هذا الذي يبدو تناقضاً صارخاً، بين حجم وكم الثقافة والفنون في مصر، وبين حجم وكم معوّقات الحياة الكريمة بالنسبة للمواطن المصري وللوافد إليها من الأجانب، ومن الدول العربية الشقيقة.. وأجد الرد دائماً في أنها رواسب مسيرة الثمانية عشر عاماً.. التي لا يدري أحد كيف يمكن أن تزاح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :559  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج