شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأحذية.. والأقمصة.. والإجراء المطلوب
منذ أسابيع قرأت في صحفنا، تنبيهاً إلى تلك الجريمة النكراء، التي اقترفها بلد ما بزخرفة كعب حذاء بلفظ الجلالة.. ومع التنبيه انتظرت أن أسمع شيئاً عن الإجراء الحاسم والصارم الذي اتخذته الجهة المسؤولة - ولا أدري من هي. ولم أسمع حتى الآن شيئاً، ولكني واثق ومتأكد أن الجهة المسؤولة قد اتخذت هذا الإجراء، إذ لا يجهل أحد أننا في هذا البلد، لا نتهاون إطلاقاً في مثل هذه الأحوال.
في ذلك التنبيه، لا أذكر أني قرأت شيئاً عن البلد الذي صنع وصدّر هذا الحذاء، ولكنّي رجحت أنه واحد من هذه البلدان الكثيرة التي نستورد منها، ونملأ بمصنوعاتها الأسواق، التي يتهافت عليها المستهلكون، إمّا لتدنّي الأسعار، وإما لأن السلعة هي المتاحة، والتي تسد الحاجة الطارئة وتلك ظاهرة قد لا نملك تغييرها، ما دمنا لا نزال بلداً مستورداً، حتى لأتفه المصنوعات، رغم وجود عشرات أو مئات المصانع، التي تدعمها الدولة بألوف الملايين من الريالات.
وأخيراً قرأت في مجلة المصوّر، أن البلد الذي يصنع ويصدّر هذه الأحذية إلى العالم العربي ومنه مصر أيضاً، هو الصين - ولا أدري أي الصينين - وإن وزارة الداخلية قد أصدرت أمراً بمصادرة الموجود منها في جميع الأسواق. وذلك إجراء حاسم بالطبع، ولكن وجدت نفسي أتساءل ما هو موقف الدول العربية التي تسلّلت إلى أسواقها هذه الأحذية، من البلد الذي صنع وصدّر هذه الجريمة النكراء.. في تقديري أن أبسط ما ينبغي، هو الاحتجاج الرسمي، إذا لم يكن تحريم الاستيراد من ذلك البلد.
وإذا كانت هذه الأحذية، قد حملت ما يثبت الجريمة الفاحشة، فإن ما نشهده على صدور وأجسام الكبار والصغار، والنساء والرجال، من الأقمصة، التي تعلن باللغة الإنجليزية أو الفرنسية عن سلع معيّنة، أو تروّج لشهرة، (مايكل جاكسن)، أو غيره من الفنّانين في أمريكا أو من أبطال كرة القدم، الخ.. إن ما نشهده من هذه السخافات انفلات واستهتار، يجب أن تقف منه الدولة موقفاً صارماً.. حتى لو كانت الأقمصة تحمل صور أبطال كرة القدم عندنا.
ولا أظن المسألة محتاجة إلى أكثر من أمر بتحريم ارتداء أي مواطن أو وافد لهذه الأقمصة أو لأي قميص أو (فانيلا) تظهر عليه كتابات أو صور من أي نوع، وبأي لغة.. وفي نفس الوقت تحريم استيراد الأقمصة التي تحمل الصور والكتابات، تحريماً باتاً وقاطعاً.. وفي نفس الوقت مصادرة وحرق جميع المستورد والمخزون منها مهما كلّف.
المضحك في الظاهرة، أن الشركات، والجهات، التي تصدر هذه الأقمصة بما كتب عليها أو ظهر فيها من الصور، تجعل كل من يرتديها، خادماً متطوعاً للإعلان عن السلعة أو عن الشخصية، ومجاناً فهل بعد هذه الحقيقة، ما يمنع أن نقول: أين العقول؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :610  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج