شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أول طيّار سعودي، في المملكة
في التحقيق أو اللقاء الذي عقده وأعده الأستاذ أيمن حبيب مع الكابتن سعيد بخش، ما أعتقد أنه جدير بالتسجيل، ليس كذكريات، إنما كحقائق يستوفي المعلومات عنها، الأستاذ أيمن من مصادرها الرسمية وغير الرسمية، وليست لدي فكرة عن تواجد هذه المصادر بعد خمسين عاماً، ولكن لا أشك في أن البحث الدؤوب، والرغبة في التوثيق على مستوى أدق من التحقيق في صحيفة سيارة، يمكن أن يزيح عن الموضوع الكثير من رمال الأيام. وعندي شاهد على ذلك، في العمل القيّم والدقيق والواسع الذي يقوم به سعادة اللواء فيصل الحارث، مدير شرطة منطقة مكة المكرمة. إذ بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات، في إنشاء وتأسيس مركز للمعلومات عن رجال الأمن العام، بمختلف رتبهم ((ومواقع عملهم وهذا إلى جانب معلومات موثّقة أيضاً عن الكثير من الأنشطة والأعمال، وحجمها، وإحصاءات جيدة عن أنواع من الجرائم والمخالفات الخ..
والأخ سعيد بخش الذي عقد الأستاذ أيمن حبيب هذا اللقاء الموسّع معه، أعاد إلى ذهني لمحات من الماضي البعيد، ولعلّ ما يعنيني منها هو أن الأستاذ أيمن حبيب، يقدمه على أنه أول طيّار سعودي، ولعلّ صحة المعلومة، إنه أول طيار سعودي حلّق في سماء العاصمة - مكة المكرمة - ولكنه ليس أول طيار قاد طائرة وحلّق بها وقام برحلة بين بلدين من بلدان المملكة.. لأن الواقع الذي قد يذكره الكثيرون، أن أول طيّار قاد طائرة من جدة إلى الطائف، هو الشريف عبد الله منديلي رحمه الله.. وأنا أذكر ذلك المساء، الذي خرج فيه صاحب السمو الملكي يومذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز نائب جلالة الملك إلى الساحة التي اختيرت لهبوط أول طائرة يقودها سعودي وهي ساحة خارج الثكنة العسكرية، وخرجت لهذه المناسبة جماهير غفيرة من المصطافين في الطائف، وقد رأينا الطائرة قادمة محلّقة في الجو، ثم رأيناها تهبط بسلام، وما كاد يخرج عبد الله، من مقصورة القيادة، حتى استقبله الجميع بالتصفيق والهتاف، واستقبله الأمير يومذاك - فيصل ابن عبد العزيز بابتسامة إعجاب واعتزاز كبيرة، أظهرت مدى ما يطمح إليه من تحقيق خطوات في طريق التطور والنمو. ولعلّ مما لا بد أن يذكر، أن عبد الله رحمه الله قاد الطائرة من جدة إلى الطائف منفرداً.. وذلك يعتبر في تلك الأيام، وبتلك الطائرات الصغيرة (تدريب) بطولة تستحق التنويه.
أما عن أول مضيف سعودي، فهناك خطأ في الاسم الثاني.. إذ هو (عبد الله القدهي) وليس الشهري.. وكما قال الأخ سعيد بخش، كان القدهي يتميز بمهارة لها قيمتها في تلك الأيام، وهي التعامل مع ما يسمّى المخابرة (اللاسلكية)، وإصلاح ما يطرأ من عطب على الأجهزة المتاحة.
وهناك فترة زمنية، لا أستطيع تحديدها الآن، بين الطيران بالطائرات الصغيرة (تدريب) كتلك التي قادها عبد الله منديلي رحمه الله، وبين طائرات (الداكوتا) الثلاث، التي كانت نواة الجوية العربية السعودية.. وقد كان الذين يقودونها طيارين أمريكيين منهم (جوزيف جرانت) تخصص في قيادة الطائرة الملكية، لأنّه من كبار طياري أمريكا، في حينه، وقد قيل إنه كان الطيار الخاص للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.. وقد مضت فترة من الزمن قبل أن يطير بالداكوتا طيارون سعوديون، إذ كانت مراحل التدريب، تستلزم أن يظلوا في مركز (مساعد طيّار) أمداً يعتبر طويلاً، وكان التفسير يومئذ أن الطيارين الأمريكيين، هم الذين يطيلون فترة التدريب للسعوديين بزعم أن قيادة الداكوتا تستلزم طول المران.
على أي حال لا بد أن أشكر الأستاذ أيمن حبيب، على إزاحة الستار عن الأخ سعيد بخش وأنتهزها فرصة لأهديه تحياتي وأطيب التمنيات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1881  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج