شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر عبد الرحمن العشماوي
كنت قرأت له مقطوعات وقصائد في بعض صحفنا. وكان يستوقفني في أسلوبه عنايته باللغة إلى جانب عنايته بالوزن بحيث تخلو القصيدة من هذه الأخطاء التي كثيراً ما تنسب - ربما ظلماً إلى المطبعة وكان تعليقي بيني وبين نفسي أن الساحة الأدبية عندنا لم تعد ضنينة بالعطاء الذي تتدفق منه هذه العناصر الشابة التي لا بد أن يأتي يوم نراها فيه نجوماً تتوهج في أجواء الحركة الفكرية لتعيد إلى الأذهان: إن هذه الأرض إن كانت قد ظلت شبه مقفرة حيناً من الدهر فإنها قد عادت قادرة على العطاء ولا بد لها أن تأخذ مكانها المرموق في الساحة العربية كلها.
وحدث أن سمعته يلقي قصيدة في ندوة لكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض فكان نجم الندوة الذي لم أستطع أن أنساه وإن كنت قد فقدت نسخة القصيدة التي أخذتها منه لأعالج الكتابة عنها وعنه إذ كان فيها الكثير الذي يضعه في مقدمة صفوف شعراء الشباب.
وكان كريماً حين أرسل إلي ديوانين من شعره: الأول منهما (حوار فوق شراع الزمن) والثاني (قصائد إلى لبنان). وأجد أن للشاعر الشاب دواوين أخرى منها (إلى أمتي) إلى جانب ديوان لم يطبع بعد بعنوان (إلى حواء).
وأكذب لو زعمت أني قد قرأت كل قصائد الديوانين ولكن قصيدته بعنوان فوق شراع الزمن تعطيني من أحاسيس الشاعر ونبضه الفكري ما يجعلني أتساءل كيف يمكن أن يوجد بين الشباب أو الشيوخ من يبيح لنفسه أن يتهكم به ونحن أمة محمد وأبناء الأرض التي أشرق منها نور الدعوة إلى الله ولا يزال من أهم واجباتنا - حكومة ومواطنين - أن نعيش أجواء هذه الدعوة وأن نعمل على رفع رايتها في هذه الفترة من الزمن الرديء الذي تكالبت فيه على الإسلام عناصر الهدم والتخريب بمختلف الوسائل والأساليب.
وفي قصيدته (حوار فوق شراع الزمن) يسأل الشاعر الأيام عن رحلتها.. أين يلقيها شراع الزمن ثم يجيب متسائلاً أيضاً (هذه الغفوة ما أسبابها وتجيبه الأمة قائلة (أنتم الداء الذي عانيته.. هذه الغارات فيما بينكم.
ثم يستعرض بالأبيات التالية: واقع الأمة العربية ليقول على لسان الأمة (عزمكم والوحدة الكبرى هما مسلك الخير الذي ينقذني).
يستغني الأستاذ عبد الرحمن صالح العشماوي عن أن يدافع عنه من يتصدى لهذا الدفاع مشكوراً إذ يكفي أن يقرأ الذين يتهكمون به أعماله ليروا أننا نحتاج في الساحة الفكرية إلى هذه النوامي التي لا بد أن يأتي يوم تصبح فيه سنديانات لا تهزها رياح الإدعاء والغرور ولا تنال منها طحالب المياه الآسنة تتدفق بها حناجر الأغبياء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج