شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ومرّ يوم عرفات العظيم
مرّ يوم عرفات العظيم، وتم للمسلمين - بفضل الله - أداء فريضتهم، وهم متمتعون ربما بما لم يسبق له مثيل في تاريخ الحج، وليس فقط بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، إذْ إن كل ذلك قد أصبح من الحقائق الثابتة الراسخة في أرض الطهر والإيمان، وإنما بالكثير من الرغد وما يُعتبر رفاهاً بكل معيار. فالألوف من الذين وقفوا بعرفات، كانوا يستظلون من حرارة الجو، ووهج الشمس، بخيام توافر في الكثير منها تكييف الهواء وكل ما تستلزمه إقامتهم على صعيد عرفات من وسائل الراحة... وهذا إلى جانب ما توافر لهم من عربات النقل المريحة تنطلق على طرق معبّدة ناعمة، وعبْر خطوط عُنيت الدولة بتخطيطها، تخطيطاً يحقق سيولة المرور، دون اختناقات أو توقف طويل، وذلك بما أنشأت من جسور وأنفاق تتوافر فيها الإضاءة القوية كما تتوافر الوسائل المستعدة دائماً لنجدةٍ وإسعاف في أي حادث طارئ على طول خطوط الاتّصال من مكة المكرمة، وإلى عرفات، ومنها إلى المزدلفة ومنى، مع الحرص على التوقيت الذي يستهدف أداء النسك، في وقته المحدود دون أي تعويق من أي نوع. وكل هذا تلاحقه الرعاية الصحية المتكاملة، وعلى أعلى المستويات، سواء في المراكز والمستوصفات المنتشرة على طول طريق المناسك، أو في المستشفيات المركزية، التي توافر فيها من الأطباء الاستشاريين والمتخصصين، ما قد لا نبالغ إذا قلنا إنه قد بلغ والحمد لله المستوى الذي يقلُّ نظيره في كثير من بلدان العالم.
ولعلّ مما لا يشعر به الكثيرون من الحجاج والعمار، أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، ومعهما وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ووزير الداخلية والقيادات العليا... كلّها تظل ساهرةً على متابعةِ مسيرة الحج، وتوالى التوجيه والتنبيه وتأكيد الحرص على أن يؤدي كلُّ حاج، نسكه في جميع المشاعر، محفوفاً برعاية الله سبحانه، ثم بالعيون الساهرة على أمنه وأمانة، وصحته، وراحته ورفاهية، مما يعطي العالم الإسلامي، بل والعالم المستوى الأرفع والأسمى لإحساس المملكة بواجبها في خدمة الحجيج، والهدف الأعظم هو أن يكتب الله لكل حاج أداء الفريضة، ثم العودة إلى وطنه وأهله سالماً معافى بإذن الله.
ومع كل ما تمتلئ به عيون الحجاج، من مشاهد التكامل في كل مرفق من مرافق خدمة الحجاج فإن الدولة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين، تضع البرامجَ، تِلْو البرامج للتطوير والارتقاء بمستوى الخدمة، إلى ما يجعل الحج، أرقى نموذج عرفه التاريخ للوسائل التي تستوعب الهدف الأعظم وهو أداء هذا الركن من أركان الإسلام بالمستوى الذي يليق بجلال الركن في عقيدة المسلم، وبما يبعث في وجدانه مشاعر الحرص على المبادئ والمثل والقيم، التي سطع وشعّ بها جوهر العقيدة السمحة، كما أرادها الله سبحانه لعباده من المسلمين.
مرّ يوم عرفات العظيم، ويأخذ المسلمون طريقهم إلى المزدلفة ومنى، وفي وجدانهم وقلوبهم صيغة النهج، الذي تحث عليه كلمات (لبيك اللهم لبيك)... لبيك للتضامن والآخاء وللمسيرة الواحدة جهاداً في سبيل الله، ووقوفاً في وجه أعداء الله. وتضحيةً وفداءً لتخليص أولى القبلتين وثالث الحرمين، من رجس البغي والطغيان... من رجس الصهيونية الحاقدة ومعها من يدعمونها من أنصار الظلم، والعدوان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :620  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 110 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج