شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكفاءات المجمّدة
كأني قرأت متعجّلاً، الكلمة الطيبة التي ينفحنا بها الدكتور محمد عبده يماني في جريدة المدينة المنورة الغراء، وفيها ذلك العدد الذي تجاوز ألفاً وخمسمئة من الذين استجابوا لطلب أحد البنوك، لثلاثين يدرّبون على أعمال معيّنة ثم يوظفون.
العدد الذي أعلن عن طلبه البنك هو ((ثلاثون فقط))، فإذا هو يتلقى ألفاً وخمسمئة طلب ومن الذين تقدموا من يحملون مؤهل البكالوريوس، وربما الماجستير.
وهذا باختصار يعني أن عندنا أعداداً كبيرة من المؤهلين جامعياً، أو من خريجي الثانوية العامة، محتاجين إلى العمل - أيِّ عمل - وبعبارة أصرح، إلى الراتب الذي يُدفع لهم آخر الشهر لقاء قيامهم بهذا العمل.
ولقد كثُر الكلام عن هذه الظاهرة، والتي يمكن أن تسمّى (كارثة)، إذ كيف يمكن أن تتصوّر بِطالةَ هذه الألوف من المتعلمين، في بلادنا، وهي بحمد الله واحدة من أغنى بلدان العالم... والأسئلة التي تتراكم في الذهن، ومعها الاستنتاجات والظنون، والتحسّب لما يمكن أن تسفر عنه الظاهرة على المدى الطويل أو حتى القصير كثيرة وجديرة بالاهتمام.
كثر الكلام، كما كثرت - في نفس الوقت - البيانات من الجهات المعنية من الأسباب وكلّها أسباب معقولة، ووجيهة، تصيبنا بالبكم، فلا ننبس بكلمة، ولكن تظل المسألة في تعقيدها، وفي الحيرة أمامها... والسؤال عن الطريقة التي نصل بها إلى حل، ثم عمّا هو أهم وأخطر... وهو أن الجامعات تفتح أبوابها في نهاية كل عام دراسي عن ألوف، من الشبان والشابّات، جميعهم، يطلبون عملاً... ولم يعد طلب العمل استكمالاً لترفٍ أو لمجرد المظهر، وإنما لضمان لقمة العيش الشريف - ولقمة العيش فقط - وليس الزواج أو الفيلا أو السيارة المترفة، فما الذي أعددناه لمواجهة هذه الجيوش الجرارة من الكفاءات التي تطلب عملاً فلا تجده... أو يمكن أن يوجد، ولكن بمفهوم تشرحه بيانات الجهات المعنية.
قال لي أحد الذين دار بيني وبينهم حوار بالهاتف: إنك أنت أيضاً مطالب أن تبحث وأن تقترح حلولاً... لا يكفي أن تكتب عن المشكلة كما فعل الدكتور محمد عبده يماني... قل لنا أو للجهات المعنية، ماذا يجب أن نفعل لمواجهة المعضلة.
وهنا أطيل الوقوف، عند أكابر رجال الأعمال، الذين بلغ من نشاط أو حركة الأموال بين أيديهم أو خزائن بنوكهم، أن يبحثوا لها عن مجالات استثمار في كل بلد، إلا المملكة العربية والسعودية... أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي... هؤلاء يستطيعون أن يفعلوا الشيء الكثير إذا اتجهوا بنشاط الاستثمار إلى بلادهم... صحيح أنهم لا يجدون بين المؤهلين من جامعاتنا المهارات التقنية أو الفنّية... ولكن من الذي يمنعهم أن يبتعثوا المئات والألوف إلى اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، ليستوعبوا المهارات المطلوبة، لصناعات خفيفة أو ثقيلة، إذا استغنت عن استيراد إنتاجها دول متقدمة صناعية، فلن تستغني عنها دول كثيرة، بل مئات الدول، في أفريقيا وحتى في آسيا...
ثم هناك فكرة تدور في ذهني منذ فترة طويلة... وقد توصف بأنها عفوية، أو حتى بدائية... ولكن ما الذي يمنع أن أضعها أمام الجهات المعنية. وهي أن نقسم ساعات العمل في جميع الدوائر الحكومية والمرافق الكبيرة، إلى فترتين، كل فترة أربع ساعات فقط، فالموظف الذي يعمل من الساعة الثامنة مثلاً ينتهي دوامه بعد أربع ساعات فقط ليحل محله على الفور موظف آخر يعمل الساعات الأربع الباقية في نفس العمل... أعتقد أننا بهذه الطريقة نستوعب ضعف أعداد الموظفين والموظفات العاملين في أجهزة الدولة ومرافقها في الوقت الحاضر.
بلى... فكرة بدائية وعفوية... ولكنها نصف الحل لهذه الجيوش الجرارة التي تنفتح عنها أبواب المدارس والجامعات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.